الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو طلبتني المحكمة الدولية ؟

سلطان الرفاعي

2007 / 3 / 24
كتابات ساخرة


في حديث جرى أمس مع أحد الأمناء العامين لحزب سوري معارض، وهو بالمناسبة سني، قال وبالحرف الواحد: ----الحريري في قبره. هذا الأمين العام ممكن للمحكمة الدولية أن تطلبه لشتمه الحريري في قبره ( وأنا بكل محبة سأشهد عليه). كما يمكن للمحكمة الدولية، أن تطلبني أيضاً، وبحسب موادها والتي يحق لها فيها، أن تطلب كل من أظهر عداء، بالقول أو الفعل أو الهمس أو اللمس. ولن يستطيع السيد تحسين خياط . رئيس تلفزيون الجديد n-t-v أن يملص من طلبات المحكمة الدولية، وهو الذي اتهم الحريري علناً جهاراً بسرقة المال العام وما قيمته أكثر من عشر مليارات دولار بوشي. وماذا لو طلبت المحكمة، المسيحيين في لبنان، والذين سرق منهم الطائف أرزهم، وسرق منهم الحريري، مسيحهم، وجعلهم كالأيتام على طاولة اللئام. هؤلاء أيضاً حقدوا على خسارة وطنهم ودينهم، وبعد أن كانوا سادة لبنان، أصبحوا مثل طابة البنغ بونع، تتقاذفهم المضارب اليعربية، بين الطائف والرياض. هؤلاء أيضاً حقدوا على الحريري، والذي هجرهم وشردهم في بلاد الله الواسعة بعد أن كانوا يقولون مع وديع الصافي: ( نيال من له مرقد عنزة في لبنان).

هل كان قضاء الله أسرع ؟ لبنان دخل في البورصة العالمية ، على يد سماسرة الحريري والوهابية ، وأصبح قراره ، مرتبطاً بالبورصة العالمية ، ويتأرجح سعر مرقد العنزة بين الدولار والريال . كثيرون كتبوا عن مآثر الحريري ، وفضحوا المعلوم والمجهول ، كثيرون حقدوا وحزنوا على الحالة التي وصل اليها لبنان . هناك سؤال لا يستطيع أحد أن يطرحه . مالفرق بين لبنان قبل وبعد الحريري ؟ والإجابة عن هذا السؤال ، ستعرض صاحبها للمثول أمام المحكمة الدولية .

قي تصريح له أمس قال السيد وليد جنبلاط ، أمد الله في عمره وأدامه رمزاً أبدياً خالداً للفتنة ، وهو يتحدث عن ضرب بيروت ، وبعد أن رفض جورج حاوي ذلك ، وأخذ قرار قصف بيروت وليد بيك : نعم لم يكن ضرب بيروت غلطة سياسية ، بل كان جريمة بحق المدنيين . ومنا الى قضاة لبنان النزيهين( وطبعاً لن نسامح عن عشرات الأطفال والنساء من الذين تم ذبحهم على يده المباركة في الجبل ، ولا عن الكهنة الذين تم جز عنقهم بعد رسم الصلبان على ظهرهم ، وقد رأيت أحدهم بأم العين ) ، وعلى ذكر هؤلاء القضاة ، والذين تغاضوا عن ثلاثة أحكام اعدام ، لثلاثة جرائم ، ذهب ضحيتها العشرات من المواطنين اللبنانيين الأبرياء . وبطلها واحد أحد ، لا يزال يسرح ويمرح ويتسلح .

ونحن أيضاً في سوريا ، قد مللنا من تلك الأسطوانة ، والتي أصبحت مشروخة ، من كثرة استعمالها . نحن مع المحكمة الدولية ، وبقضاة غير عرب ، ومع محاكمة الضباط الأمنيين السورييين ، فيما لو ثبثث عليهم التهمة ، لأن هذا يُريحنا ، منهم ، ويكون في صالح سوريا أيضاً . ومع محاكمة من قبض على ملف لبنان لعشرات السنين ، ومن مارس السلب والنهب والقمع في لبنان لعشرات السنين ، ومع محاكمة شركائهم اللبنانيين ، وكل من استفاد من الوجود السوري في لبنان ، بما فيهم الحريري وشريكه خدام معاً .(
من أي زاوية نظرنا الى المحكمة ، فإنه لا يمكن أن تتحدد ببعد واحد . ستتحدد في نهاية المطاف دائماً ببعدين متناقضين .)

أما أن تطلبني المحكمة الدولية أنا والسيد تحسين خياط وهذا الأمين العام الذي حدثتكم عنه والذي سأشهد ضده بكل محبة ، وكل مسيحيي لبنان فهذا لا أقبل به .

قال جدي :
التاريخ كما أراه اليوم : أنانية بشرية . نضال من أجل السلطة والجاه . . سباق في الزمن . سباق من أجل النهب والسلطة والثروة .
في التاريخ أشخاص للأستمرار ، وأشخاص للإنكسار .
من أي زاوية نظرنا الى المحكمة ، فإنه لا يمكن أن تتحدد ببعد واحد . ستتحدد في تهاية المطاف دائماً ببعدين متناقضين .
كل ديانة في بدايتها تكون طاهرة ، الا أن الناس يفسدونها ؟! وكذلك المحكمة ؟!
موت انسان يساوي بالمقدار نفسه قيمة حياته .
يمكن للنار أن تدفئنا ، ويمكن أن نحترق فيها ؟! وكذلك المحكمة ؟ !
المحكمة غير العادلة أشد وطأة من الجريمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين


.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض




.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن