الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويسألونك عن ربيع سورية

سهيل حداد

2007 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أرى حُمُرا ترعى تأكُلُ ما تهوى وأُسْدا جياعا تظْمأُ الدهر ما تروى
وأشرافُ قوم ما ينالون قوتَـهُم وقوما لئاما تأكُلُ المـن والسلوى
إذا كانت النفوس كباراً . . تعبت في مرادها الأجسام
--------------------------------------------------------------------------------------
ترافقت الألفية الجديدة بأحداث وتطورات سياسية كبيرة على الصعيدين الدولي والعربي، فبعد سقوط المعسكر الشرقي وتفرد الولايات المتحدة بالقرار الأممي، وظهور تحالفات جديدة، توتر الأوضاع في العراق والخليج، تحرير جنوب لبنان والانسحاب المخزي للجيش الإسرائيلي وما رافقه من تفاعلات على الساحة اللبنانية والعربية والإقليمية وإعادة دراسة الملف اللبناني السوري من جديد، استمرار انتفاضة الشعبية الفلسطينية ضد الغاصب المحتل، تأرجح مسألة حل الصراع العربي - الصهيوني بين لا حرب ولا سلم.

وضع اقتصادي داخلي مضطرب مترافق مع تضخم لا يتناسب مع معدلات النمو الاقتصادي – قطاع عام خاسر في معظم مرافقه، ضعف القطاع الخاص وقدرة الاقتصاد على جذب الاستثمار الخارجي، قوانين قديمة لا تتماشى مع العصر والتطور والانفتاح الاقتصادي وسياسة اقتصاد السوق والمنافسة، بيروقراطية متفشية في معظم دوائر الدولة تعيق حركة التطوير والتحديث، فساد يلقي بظلاله على كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مراكز قوى اقتصادية وسياسية تعمل بالخفاء للانقضاض على كل إنجازات الدولة... ضعف موارد دخل الفرد السوري ... مجتمع فتي وشاب ... كلها تحديات عظام!!! أمام الرئيس الدكتور بشار الأسد...

رئيس شاب وطموح، عروبي وطني، طبيب جراح، أكاديمي، مثقف، علماني، حضاري، انفتاحي، ضابط مؤهل بأحدث العلوم العسكرية. حظي بإجماع شعبي عفوي، وموافقة وترحيب عربي ودولي، تسلم السلطة بعد مرحلة انتقالية مؤقتة بشكل سلسل وهادئ، ادخل الحبور، والأمل، والتفاؤل لقلب المجتمع السوري، والطمأنينة في قلب المجتمعين العربي والدولي على استقرار الوضعين السياسي والأمني في سورية....

خطاب القسم، منحى جديد ومنفتح، شامل، مبسط، مرن، محاور، نقدي، شفاف، موجه. حمل في طياته الخطوط الإستراتيجية للسياسة السورية المستقبلية محلياً وعربياً ودولياً....
خطط وبرامج لتطوير وتحديث وإصلاح كل مناحي الحياة السورية، اهتمامه الأول هو رفع دخل ومستوى الحياة المعيشية للمواطن السوري بما يحقق طموحاته في عيش كريم ورغد، فأعطى الأولوية للإصلاح الاقتصادي والإداري دون أن يهمل مناحي الحياة الأخرى التعليمية والصحية والسياسية والأمنية والعسكرية. وبداية جديدة لربيع سوري جديد.....
المحافظة على الثوابت القومية والوطنية، وعلى الدور السوري المميز في حفظ الاستقرار والأمن والسلم في كل ربوع الوطن العربي والمجتمع الدولي، الحرص الكبير على وحدة الصف والتضامن العربيين، عدم التفريط بالحقوق العربية المشروعة، وبأي شبر من الأراضي السورية المحتلة....

أزمات دولية وعربية جديدة، 11 أيلول، الحرب على الإرهاب، مسألة المكاتب الإعلامية للمقاومة الفلسطينية في دمشق، دعم المقاومة اللبنانية، احتلال العراق ومحاولة تقسيمه، موقف سورية المعارض والمناهض للاحتلال وما رافقه من اتهامات – دعم المقاومة العراقية، القرار 1559، اغتيال الحريري، عقوبات أمريكية ضد سورية، محاولة عزل سورية عربياً ودولياً وإضعاف دورها العربي والإقليمي، المحكمة ذات الطابع الدولي وتفاعلاتها العربية والدولية، العدوان الإسرائيلي 2006 على لبنان ومحاولة تصفية المقاومة، بوادر فتن عرقية ومذهبية في العراق وفتنة مذهبية في لبنان، وصراع الأخوة في الضفة وغزة ملامح لحروب أهلية، ضعف الدور العربي وانشقاقه .... تحديات أخرى أما الرئيس الشاب.....


ويستمر الربيع ويزهر.. ويتجدد
تحديث وتطوير وتعديل عدد كبير من القوانين القديمة، عدد كبير من المراسيم والقرارات التي تهم حياة المواطن وسبل تطوره وتأمين كل مستلزمات حياته المعيشية، تطوير وتحديث البني التحتية السورية (ورشة عمل وبناء مستمرين...) وتأمين المساكن الشعبية للشباب والمواطنيين...
الاهتمام بتأهيل الكوادر والتعليم الأساسي والجامعي والعالي، تطوير المناهج الدراسية والتعليم الفني والمهني، تطوير التعليم العالي والبحث العلمي، والجامعات الرسمية، وفتح جامعات جديدة أو فروع لها في عدد من المحافظات السورية، إشراك القطاع الخاص بالمساهمة في تأهيل الكوادر الوطنية العلمية والمهنية (جامعات خاصة) لإعطاء الفرصة لأكبر عدد من الشباب السوري بالحصول على المؤهلات الجامعية والحد من هجرة الشباب للتعلم في الخارج وتخفيف العبء المادي عنهم. تطوير المناهج الجامعية بما يتناسب مع متطلبات التطور العلمي والعصري. إنشاء هيئة عليا للبحث العلمي وعدد من هيئات البحث العلمي في كل المجالات....

تطوير وتحديث قطاع الاتصالات وفسح المجال أمام جميع المواطنين للاستفادة من إنجازات المعلوماتية وتقاناتها... تحديث وتطوير وإصلاح العمل الإداري والتنفيذي وتأهيل الكوادر الإدارية المتخصصة والقيادية... زيادات منتظمة لرواتب العاملين والمتقاعدين إلى أكثر من الضعف في القطاعين العام والخاص ووضع آليات علمية وعملية لكي يتناسب هذا الراتب مع مستوى التضخم وغلاء الأسعار بما يؤمن حياة كريمة لجميع أبناء الوطن.... تحديث قطاع الإعلام وفتح المجال أمام القطاع الخاص للانخراط في هذا المجال وفق أسس وقواعد وطنية محددة...
السعي الدائم لرفع مستوى النمو الاقتصادي عبر عدد كبير من القرارات والإجراءات الإصلاحية التي تضمن ثبات الليرة السورية ورفع قيمتها وقوة الاقتصاد السوري وتطوير قدراته للدخول في اقتصاد السوق العالمي، هذه الإجراءات مهدت الطريق لتحديث الاقتصاد السوري وتطوير قوانين الاستثمار وجذب رؤوس الأموال الخارجية والعربية لتوظيفها في خدمته، وتحديث مصاريف الدولة، وفتح مصارف خاصة، وإقرار إحداث سوق الصرف السورية (البورصة)، وإحداث عدة مناطق صناعية كبرى وتجارية حرة، ووضع الأسس الأولى لدخول سورية في عصر الصناعات الثقيلة. مما أدى لزيادة مضطردة في النمو الاقتصادي ودخل الفرد السوري....
الاستمرار بسياسة دعم المتطلبات الحياتية والمعيشية الأساسية للمواطن السوري، والحفاظ على ما قامت به سورية من خطوات لتحقيق أمنها الغذائي وزيادة مخزونها من الغذاء(حرية قرارها السياسي) وتصدير الفائض منه، وتطوير وتحديث القطاع الزراعي بما يتلاءم مع هذه السياسة وقدرة المنافسة في السوق العالمية.... تطوير القطاع السياحي والتشجيع على الاستثمارات السياحية وزيادة القدرة السورية على جذب السياح العرب والأجانب....

ترسيخ قواعد دولة المؤسسات على كل الصعد بما يخدم المواطن وتسهيل أموره ومعاملاته، والحد من الظواهر المرضية التي كانت تتفشى في بعض دوائر ومؤسسات الدولة، فساد، هدر، سرقة، رشاوي، محسوبيات واستزلام، واسطات....
تفعيل عمل ودور المنظمات والاتحادات الوطنية والشعبية ودفعها نحو بداية طريق لممارسة الديمقراطية بشكل صحيح وفعال وبعيد عن كل النوازع الاجتماعية المتخلفة والمريضة، وتعميق ثقافة الديمقراطية والنقد البناء وإرساء مفهوم الحوار واحترام الرأي الأخر الذي يصب في مصلحة الوطن والشعب وتحت سقف الوطن...
السعي لتطوير الحياة السياسية السورية الداخلية، وإشراك كل الوطنيين الأحرار في القرار السياسي، تطوير عمل الجبهة الوطنية التقدمية وتوسيعها بدخول أحزاب وطنية جديدة...، دراسة تشريعية وقانونية لإصدار قانون أحزب جديد وعصري يتناسب مع ثوابت سورية القومية والوطنية بعد مناقشته شعبياً، تعديل قانون الإدارة المحلية، التفكير بصيغ جديدة للممارسة الديمقراطية الشعبية (مجلس شورى وطني... قيد الدراسة)، تفعيل الحوار الوطني وقبول الرأي الأخر، وذلك عبر مساحة من الحرية تجلت بكتابات وطنية نقدية للواقع السوري الاقتصادي والسياسي (إعلام وطني خاص)، ومشاركة جميع أبناء الوطن في عملية بنائه وتطويره...

مواقف ثابتة للسياسة السورية تجاه كل القضايا العربية المصرية. لم تفلح جميع الضغوط التي مورست عليها بالتخلي عن ثوابتها القومية والوطنية في دعم المقاومة المشروعة وطنياً في فلسطين المحتلة ولبنان والعراق ضد الاحتلال وسياساته التدميرية والعدوانية. وإعادة بناء قوتها العسكرية وطورتها على أسس عصرية وحديثة لتكون جاهزة لتحرير الأراضي المغتصبة وصد أي عدوان عسكري محتمل ضدها. وسعت في الوقت نفسه إلى سلام الشجعان على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام العادل والشامل وبدون التفريط بشبر من الأرض عبر موافقتها على المبادرات العربية والدولية وفق القرارات المجتمع الدولي بهذا الخصوص وحرصاً منها على أمن واستقرار السلم الدولي وكل شعوب المنطقة وحقهم المشروع في استعادة أراضيهم المغتصبة وعودتهم إليها....
وبالرغم من كل الضغوط الدولية والعقوبات والحملة الإعلامية الشرسة ضد سورية ومحاولة عزلها عن محيطها وإضعاف دورها العربي والإقليمي والدولي، استطاع الرئيس الشاب وبكل هدوء وحكمة أن يسير قدماً في مشروعه ورؤيته للأحداث. ولتأتي النتائج اليوم في هذا الربيع المتجدد متوافقة مع تصوراته وتحليلاته لتؤكد صواب قراراته وصحة مواقفه....
فمن لديه هذا الربيع المتجدد لا يمكن له أن يخاف من أي خطر على سورية، والخطر إن كان فقد تجاوزناه، وربيعنا يزهر مجدداً... فالأحداث اليوم أثبتت وبشكل قاطع أن سورية أكبر من أي خطر... كيف لا... وهي خرجت من كل هذه الأزمات والتحديات أكثر قوة ومنعة ولحمة... وأثبتت أنها بلد عربي وإقليمي ذو دور فاعل في كل أحداث المنطقة ولا يمكن تجاهله وعزله.....

كل هذه الخطوات تمت بدون أية ضجة إعلامية وبدون أي اهتزاز يذكر في مستوى الاقتصاد الوطني، حتى أن المواطن السوري العادي لم يبدأ بملاحظة نتائجها وتلمسها إلا في الوقت الحالي. فما تم زرعه خلال السنوات السبع الماضية بدأ اليوم بحصاد ثماره... واكل طيباته..
وهناك الكثير... الكثير عن ربيع سورية، هذا الربيع المتجدد مستمر في مشروع تحديث وتطوير كل قطاعات الدولة والمجتمع ومحاربة الفساد بكل أنواعه وأشكاله.... ويبقى الكثير... الكثير من العمل...
فكل شرفاء الوطنيين والأحرار من أبناء هذا الوطن يعملون بصمت وجهد مع رئيسهم الشاب ليبقى رأس هذا البلد مرفوع عالياً وليبقى هذا الربيع مثمراً ومتجدداً بالأزهار، وهؤلاء ليسوا جنوداً مجهولين فقط، بل نذروا أنفسهم وعاهدوها أن يستمروا معه حتى تصبح سورية منارة العرب والشرق... ومحط أنظار الجميع، ويفرح القلب السوري ويتهلل ببشاره وما ينتظره من أيام مشرقة ومزدهرة.... ويستمر ربيع سورية المزهر والمثمر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟