الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


..... وإلا فاخرسوا !

اليزيد البركة

2007 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لا أدري لماذا يصر البعض على أن يدخل إلى عقولنا فكرة أن الإرهاب ليس إلا رد فعل.

ويتبارى من أجل ان يشعر المجتمع المستهدف بالخجل قبل أن يشعر به الإرهابيون .

خليط من الناس لا يجمعهم ناظم إلا هذا الهدف.

منطلقات كل هؤلاء بعد 16 ماي ، وإن وحدها ذلك الناظم، كانت متباعدة وأحيانا مختلفة، بحيث تستطيع أن تضع لها خطا يقسمها إلى قسمين أساسيين :
- من يلقي اللوم على الفقر والفساد واللادينيين.
- ومن يلقي اللوم على الفقر وسياسة أمريكا وغياب الديمقراطية.

واليوم أخذ هؤلاء من أولائك، وحذف ما حذف، ويكاد الجميع يتوحد حول نقطتين أساسيتين إذا أبعدنا كلام بعض السفهاء.
- الأولى أن المقاربة الأمنية لا تكفي وهي مع المعالجة الشمولية، ويذهب البعض لأبعد من ذلك ليقول انه يعارض المقاربة الأمنية.
- الثانية أن التدخل في أفغانستان والعراق وانحياز أمريكا لإسرائيل وتدخلها قي سياسة الدول العربية هو الذي أشعل فتيل الإرهاب.

تريد هذه الأوساط أن تقول لنا، إن الإرهابيين لا يختلفون عنا، نحن الذين نناضل من القضاء على الفقر والجهل والتهميش والبطالة ونناضل ضد سياسة أمريكا، إلا في الوسيلة التي يروم بها كل منا تحقيق تلك الأهداف.

هذا التحليل سقيم، ولا يشاطره اليوم حتى الإنسان البسيط في الشارع، إذ أدرك دوافعه وأهدافه، أكثر من المتحذلقين والذين يدعون العلم والمعرفة.
وعلته لا تكمن فقط في كونه لا يعبر عن الحقيقة، ولكن كذلك في كوته غير عقلاني وأقرب ما يكون لحلول المشكلات الواردة في ألف ليلة و ليلة.

ففي انتظار القضاء على الأمراض التي تراكمت خلال خمسين سنة من السياسة اللاشعبية، كيف سيكون الإرهاب، بل لنقل بأن الدولة ستبقى تتلكأ في هذا المضمار، كم من الزمن تحتاجه الأحزاب السياسية وكل منظمات المجتمع الديمقراطية لتجعل الدولة تنخرط بسرعة أكثر في القضاء على تلك الأمراض، ونقول بسرعة لأن لا أحد في المغرب يقول أنه لا يريد أو أنه ضد مواجهة الفقر والبطالة والجهل والأمية.
وكم من الزمن يلزمنا لنغير سياسة أمريكا، وكم من الزمن يلزمنا لنغير طبيعة إسرائيل الصهيونية،
إن هذا العقل الذي يحاول أن يلطف لنا من خطر الإرهاب، يريد أن ننخرط في ما نحن منخرطون فيه فبل الإرهاب وأثناءه وبعده، وان لا نعطي للإرهاب الأهمية التي يستحق، حيث سنجد بعد سنوات ونحن نقارع على عدة جبهات دون جبهة الإرهاب، أمريكا وإسرائيل في مكانهما، والبطالة والفقر لم يتزحزحا إلا قليلا بينما الإرهاب طال واستطال.
علة التحليل تكمن أيضا في دوافع الإرهاب وأهدافه، والخطأ في هذا الجانب أدى إلى الخلط في كل شيء ، لا شك ان الإرهابيين وهم يسمعون و يقرؤون عما يكتب ويقال عن دوافعهم بأنها رد فعل ضد الفقر والبطالة سيبتسمون شفقة على أصحابها، وكأني بهذه الأوساط تقول أن الإرهابي بفجر نفسه وسط الناس احتجاجا على البطالة وأمريكا وإسرائيل، فبئس التأطير ولبئس الفكر الذي يحاول أن يثقف المواطنين.

إن الإرهابيين يحملون مشروع مجتمع، قائم على تصور،نسخ ما كان قائما قديما من علاقات بسيطة ذات طبيعة تجارية في الاقتصاد، وعلاقات ذات طبيعة عبودية بين الناس.
تصل إلى درجة نصب أمير في كل حي، وكل أسرة وأمير على رأس الدولة في انتظار الوصول إلى الخلافة،
وإلى نشر الإسلام بالجهاد ليعم الكرة الأرضية،
وهم مؤمنون بهذا المشروع، من خلال عمل طويل ومدروس يستقطب من أوساط الفقر وأوساط الغنى.

وما ان يصبح الفقير في التنظيم حتى ينفصل عن دوافعه السابقة التي قد تكون ذات طبيعة مصلحية، ليصبح شخصا آخر يسعى إلى الجتة،
وهو مستعد ان يترك لكم كل متاع الدنيا.
ولهذا فلو تحول "دوار طوما" و "دوار السكويلة" إلى فيلات فخمة وأصبح سكانها يخرجون منها قي سيارات فارهة، لن يغير ذلك من الأمر شيئا، بل ستكون طريقة الحصول على مثل هذه الحلول الألف ليلية نموذجا للآخرين في كل مناطق المغرب بما فيه من هو مؤمن بطريق النضال الصحيح والكفاح الطويل.

قليلا من العقلانية، وقليلا من الموضوعية،وقليلا من الواقعية، ومن لم يستطع فليخرس، إن تفجير الناس في أماكن عمومية من أجل دخول الجنة، وتقسيم المجتمع بين كافر ومسلم فكر بدأ منذ قرن كانت فيه أمريكا وديعة ولم تتكون إسرائيل بعد والفقر كان ضعيفا وكان المغاربة لا يعرفون آنذاك حتى كلمة البطالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة