الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصديق الاخرس والاكثر فهماً

رحاب حسين الصائغ

2007 / 3 / 25
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر



الابحار في جو من الرؤية على ذاكرة الصراع شبه اسطورة محفورة على حجارة الألم، ولكل أزمة صفة حيث نهاية الطريق ابتداؤه.
في ضحى ذلك النهار، بهدوء انسحبت من جلسة ثقافية، كنا لفيف من المثقفين كتاب اعلاميين، اتجهت نحو باحة الفندق الذي احتوى مؤتمر ثقافي بمناسبة عيد المرأة، جو الجلسة كان مشحون بشيء من الأوهام، الوقت بالنسبة لي مهم، لذا وجب عليّ تحاشي قواعد الانفعال، خرجت للشلرع أبحث عن مقهى للأنترنت، تعجبني دهاليزه المظلمة، التعامل معه يفلتك من حالة التحول لأكياس قمامة تبتلعها الظلال، يبعد اليأس عنك ألف ميل، تنتصر الابتسامة الموؤدة، الانترنت يجعلك مستمر في جمع أوصال تكدست خلف باب الاحباط، متسائلاً:
- لماذا الاستسلام؟!؟.
لذا لابد من التعرف بهذا الصديق السينوغرافي* الثر والمخلص، لكل طالب علم ومعرفة ( الانترنت) دائماً تجده قابع في زاوية من زوايا النفس عند كل باحث تعود صداقته الأليفة، غذاؤه التيار الكهربائي، ما ان تجالسه حتى تبحر من خلاله إلى كل العالم، شخصية مدهشة، هو متهم بريء، هذا الذي يسمى نت( NET ) عبارة عن شبكة حاسوبية عملاقة قد تتكون من شبكات أصغر بحيث يمكن لأي شخص متصل بالانترنت أن يتجول في هذه الشبكة وأن يحصل على جميع ما يرغب من معلومات، أهم عناصر ( النتNET) الشبكة العنكبوتية( WWW ) لنقل المعلومات، والبريد الالكتروني( FTP ) ، والميل ( MIAL ) مجموعة الأخبار، السؤال الملح دائماً: ماذا يقدم لنا هذا الصديق عندما نبحث في ماهية قدرته على اعطائنا الفائدة التي نرجوها من وجوده؟، أولاً _ كم هائل من المعلومات المتجددة والمتنوعة، ثانياً_ فرصة لقاء عشرات الملايين من الاشخاص ذو المستويات المختلفة في الوعي والفهم والمقامات الاجتماعية والعلمية، ثالثاً _ الحصول على الاخبار والمعلومات في جميع المجالات وبلغات مختلفة، رابعاً _ التسوق وشراء البضائع ومعرفة اسعارها وأنت جالس في مكانك،
* السينوغرافي: ( مصطلح يمثل جانب من المعرفة يعنى بالمعنى الدقيق لمنظور الذوق في فن المسرح، مرتكز على جمالية الاضاءة والحركة ومتابعة الديكور، وتوزيع الاكسسوار، بصورة أدق كل ما يشمل جمالية المظهر الخارجي للشيء).


متطلبات التعرف على هذا الصديق، جهاز كمبيوتر يحتوي على نظام تشغيل، موديم، خدمات الشبكة، كيف تستفاد من هذا الصديق؟، جاء في الحديث الشريف: ((الحكمة ضالة المؤمن يطلبها حيثما وجدت))، ومن خلال اللغة تعرف من انت ( عربي أم عجمي).
كؤوس المطر المنزلقة على أرض تثمل حين تجدها مجدبة، تتكور على ذاتها في دائرة مفرغة، تقتل التوسع المفروض الذي يعمل على توحيد المشاركة في دائرة المعنى المعرفي لثقافتنا العربية، من موروث ومتوارث، إذا اردنا أن تشع حضارتنا وتسبغ عتبات العالم بعطور معارفنا وعلمنا وأفكارنا العربية وجعلها في قائمة الحضور الاول، فكل ثقافة لأي أمة تعرف من لغتها، هي منجزها وعناصرها الحية، ولا يوحدنا غير لغتنا العربية، ما اجده في ثقافتنا العربية من الانغلاق على ذاتها مما يكثف فشلها، التعارض في التنوع لإنماء أي ثقافة وزجها في عالم الثقافات الاخرى ليس معناه انصهارها، بل التعمق والتغلغل في كل جوانب الآخر، لكي يمكننا فك أدق التفاصيل، مثلاً بعد النهضة الاوربية أخذ الغرب يعمل بدقة على تحليل الشخصية العربية، بحثاً عن نقاط ضعفها، لكي يقدر على تذويب المفاهيم العربية واستغلالها أبشع استغلال، بحث في مكمن الذات المتعالية التي تسكنه، محاولاً كسر شوكتها من خلال السيطرة عليها بشتى الطرق، ومحاصرته من كل الجوانب، أولها عروبته ولغته، أسأل هنا العروبة واللغة هوية أم ثقافة؟! ، الرد هنا : ان الهوية العربية تمثل توحدنا باللغة، لأنها أساساً هي لغة القرآن، ومن ثمة هي لغة الضاد. التقرب من الآخر والتجديد لا يعني التشتيت، بل التحليل المنطقي، والتخلص من عقد الصراع، بين قبول الثقافات الاخرى، وبين فهم ثقافتنا، الحذر ضروري في عدم الانسياق للتقليد، لذا علينا شد أزر بعضنا للتوصل إلى مصاف العالم المتقدم، ما دمنا نبحث عن طرق النجاح في الاستفادة من هذا المتهم ذو الدهاليز المظلمة، علينا أولاً تجاوز الأنا بأوهامها المختلفة في البحث عن الأنا الواعية التي تساهم في بناء شخصية صاحبها، بالطبع الانسان ليس آلة، ولكنه مخترع الآلة، إذا لم يكن قادر على تجاوز العمل الآلي بقوة العقل الذي يملكه، والسيطرة على هذه الآلة وتلبية متطلباتها بالاستفادة منها ومنافسة الآخر، في عصر تصارع الآلة الانسان، لنعمل على فهم نقاط ضعفنا وقوتنا من اجل تجاوز الضعف بتنمية القوة لكسب المنافسة بالاستنباط الذي من خلاله يقدر الانسان ان يكون في حالة تحول لفهم تجاوز واقع مشحون بالمعاني المستطرقة الخارجة عن الحاجة، منذ عهد ارسطو استخدمت وسائل للتعبير، وايجاد البراهين ودراستها، ويعتمد البرهان على تركيبته أو صورته المنطقية، والمنطق يجعلنا عن طريق التجربة، نستدل على الصحيح منها، وأعلى أشكال الوعي التجربة، لأننا لانستبعد أن انساننا العربي في أكثر الاحيان ضحية مرحلة، قولبت فيه العقل والفهم والمعنى للأشياء، مما دعا إلى تفجير التأويلات لوجود هذا الصديق بيننا، وطرح مناظرات عدة، جعلته محط أنظار حالتين ( احداهما) ما فائدته؟؟؟؟، من يجهل فوائده يمقته لدرجة الكره والحقد عليه، خاصة وان بعض مستعمليه أساؤا استخدامه كأداة نافعة، لكنهم قلة لا نعتمدهم في محور الفائدة المرجوة التي هي محط أنظارنا، والثانية: اعتبر الانترنت نتاج فكر غربي، وهوجم دون التفكير الصح في استخدامه، وبغض النظر لهذه الحالة، أفكر دائماً لو يوحد التعليم في الوطن العربي خاصة مراحل الابتدائية، وتوضع مناهج تعمم ويكون الانترنت الواسطة في التواصل وتوصيل المعلومات لجميع المدارس، ويضاف للتدريس مادتي القانون والموسيقى.
أكثر العلوم تحمل القصور الادراكي الكامل لمعرفة مزياها، من هنا ننطلق لوضع نظريات تخص ثقافتنا، علينا خلقها وأن نجمع على وضع رمز يكون شعلة لأفكارنا، وقدوة لمسيرة ثقافنتا في التعامل مع هذا الصديق نصوغ طرق حديثة لعلومنا ومعارفنا بتجديد الحاضر المستقبلي، وايجاد مؤسسات عربية تساند الافكار والطاقات الخلاقة، استحداث مواقع مثل موقع الحوار المتمدن، الذي يسهل عملية الاتصال والتواصل التعامل معه، الاقتناع الكامل بأن الانترنت وسيلة من وسائل الاتصال المعرفي التي تعتبر أ صدق من غيرها في خدمة العلم ، الابتعاد عن التزمت تجاه هذا الجهاز الذي هو الصديق الثر، هناك مثل يقول:(من الصعب ان تجمع بين حنكة الثعبان وبراءة الحمام)، عليه ان لا نتجاهل بقدر ماهو ذو حدين في استعماله، من الضروري توجيه الشباب الذي هو أكثر طموحاً وقدرة على الابتكار ويعتمد في تحريك أفكاره طروحات دافعها الحيوية والطاقة والاحساس بالقوة، مع تشابك ودمج أفكار ذوي الخبرة لحاجة الشباب اليها، والقادرين على التربية والتوجيه الجيد والصحيح الخالي من المصالح النفعية، أو الشخصية، ليولد لدينا شباب يشعر بذاته، ولا ننسى انهم جيل المستقبل، امنيتي أن يكون في كل بيت، وعند كل فرد من أفراد الاسرة علاقة ودية مع الانترنت، يتبعها التوجيه الحكيم وليس السلطوي، أجد الانترنت كشجرة وارفة الاغصان خضراء طرية يحجب عنك حرارة صيف قارض واشعة شمس لاهبة، بدونه كأنك في صحراء رمالها كجمر النار لا أثر لحياة ناعمة فيها، وأحب أن أذكر أن الانسان مهما تعلم فهو عاجز عن الوصول لمعرفة كل شيء، لكن بالعمل يحصل على علاقة تفاعلية لوجوده المعاش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شركة تكنولوجيا تابعة لغوغل تنسحب من -إسرائيل- وتغير وِجهتها


.. إخلاء المستشفيات والمجمعات الطبية في خان يونس وآلاف المواطني




.. الكركدية.. هل يمكن أن يساعد على الحمية؟


.. نشرة الرابعة | اكتشافات جديدة للغاز في السعودية.. وجدل حول ع




.. السعودية.. اكتشافات جديدة للزيت والغاز الطبيعي في المنطقة ال