الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذه التصريحات الإسرائيلية.... لماذا الآن؟

بدرالدين حسن قربي

2007 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في 19 مارس/آذار 2007 ذكرت " معاريف " صحيفة الأعداء الإسرائليين أن فرنسا وبشخص رئيسها السيد جاك شيراك اقترحت على إسرائيل خلال الأيام الأولى من الحرب الإسرائلية على لبنان في صيف 2006 مهاجمة الجيش الإسرائيلي لسوريا وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد المؤيد لنقل الأسلحة إلى حزب الله المسؤول عن اشتعال الحدود الشمالية في مقابل تأييد فرنسي غير متحفظ ومستمر من فرنسا سواء في مجلس الأمن أو في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وأضافت نقلاً عن مصدر سياسي إسرائيلي كبير قوله: لقد أراد الفرنسييون قيام الجيش الإسرائيلي بالعمل الأسود لصالحهم، وذلك تعقيباً على قول الفرنسيين للإسرائيليين: ما الذي تريدونه من لبنان؟ توجهوا إلى سوريا، إنها بؤرة كافة المشاكل.
في اليوم التالي أصدرت الخارجية الفرنسية نفيا لما ذكرته صحيفة معاريف وعقّبت بالقول: إننا ننفي بشكل قاطع هذه المعلومات العارية عن أي أساس من الصحة.
وفي اليوم التالي لبيان الخارجية الفرنسية، زاد مصدر فرنسي مسؤول بيانه تبييناً لجريدة الحياة اللندنية:
بأنه عندما أَبْلَغَت إسرائيلُ قبل فترة الجانبَ الفرنسي قلقها الشديد من إعادة بناء حزب الله سلاحه واحتمال تجديد ضرباته للمدن الإسرائيلية، وانتقدت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة لترك هذه الأمور تحصل، ردّ الجانب الفرنسي بأن كل ما يقلق إسرائيل ويشكل مصاعب لهذا البلد من تسلح حزب الله يأتي من سياسةٍ سوريةٍ وليس من سياسة لبنان الذي لا يتمنى إلا أن يعيش في سلامٍ وأمنٍ وأن يعيد إعماره.
وأضاف المصدر أن الجانب الفرنسي سأل الجانب الإسرائيلي ما هي سياسته إزاء سورية؟ فردت الحكومة الإسرائيلية بالقول إن إسرائيل تريد ترك سورية على وضعها الحالي، وأضافت أن في إمكانها تدمير سورية في أي وقت، ولكن لا نريد إضعاف الرئيس بشار الأسد، فهو ضعيف كما هو ولنتركه على حاله، لأننا لا نعرف ماذا يأتي بعده. وأكد المصدر نفسه أن هناك اختلافاً في الرأي حول الموضوع السوري بين الجانب الأميركي الذي عبّر عن استيائه الكبير بالنسبة إلى سورية الأسد الذي تريد إسرائيل بقاءه.

أما عن رد فعل النظام السوري على التصريحات السابقة فلم نسمع له همساً، اللهم إلا كلام الرئيس السوري في مقابلته مع قناة “فرانس 2” التلفزيونية الفرنسية في 20 مارس في أن عزل بلاده، كما أراد الرئيس الفرنسي، لم يؤد إلى نتائج إيجابية، بل أفضى إلى خسارة فرنسا لنفوذها في الشرق الأوسط. وأضاف أن قطع العلاقات السياسية الفرنسية السورية ليس أمراً جيداً، وفرنسا هي التي خسرت جراء ذلك.
ولكن وسائل إعلام النظام أبرزت وباهتمام واضح خبر التحريض الفرنسي على سوريا ولكنها تجاهلت التصريحات الفرنسية عن الرغبة الإسرائيلية بعدم المساس بالنظام السوري وتركه على ماهو عليه وعدم التفريط فيه لأنها لاتعرف من سيأتي بعده. ولكن التجاهل الأكبر والتطنيش كان عن الخلاف الإسرائيلي الأمريكي في مواجهة الإصرار الإسرائيلي على عدم المساس بالنظام السوري لأنه الأفضل إسرائيلياً مادام البديل مجهولاً.
أما كلام الأسد عن خسارة فرنسا (ماذا وكيف ولماذا خسرت؟)، وعدم خسارة سورية (لماذا وكيف؟) فهذا مالم يشر إليه الرئيس السوري، أو لعله كان يقصد توقف المعونات السورية من غذاء ودواء إلى فرنسا أو منع تصدير النفط والصناعات التنكولوجية والحيوية إليها أو منع قبول الطلبة الفرنسيين في الجامعات السورية.
إننا نعتقد أن كلام صحيفة معاريف عن التحريض الفرنسي للإسرائيليين على النظام السوري وكشفه في هذه الأيام بالذات له ماله من المعاني والعبر، ولعل أقلها رسالة إلى من يهمه الأمر تلميحاً تُظهر الحرص عليه، وتؤكد عدم المساس فيه أو نقض وضوئه رغم كل هذا التحريض الشديد عليه من الفرنسيين. وهو كما يبدو لنا هو المعنى نفسه الذي أراد المسؤول الفرنسي تظهيره على المكشوف وتصريحاً بعد كشف الإسرائليين لتحريض الفرنسيين على النظام السوري بل ذهب أبعد من هذا عندما أشار إلى خلاف إسرائيلي أمريكي في هذه النقطة بالذات.
بالطبع، إن النقطة السابقة لم تكن غائبةً عن النظام السوري ولاسيما ماهو مختلف عليه بين إسرائيل وأمريكا، لذا كان النظام يطرح منديله، ويده ممدودة للحوار وبدون شروط مع الإسرائليين فضلاً عن استمراره في المفاوضات والمحادثات السرية في سويسرا حتى أثناء الحرب المشتعلة في الصيف الماضي على لبنان بل وفي ذروتها. أما الطرف الإسرائيلي فقد بقي حريصاً على السرية التامة كنظيره في كل مايتعلق باللقاءات مع السوريين حفاظاً على حساسية الطرف الأمريكي لهذا التواصل.
إن كل ماقيل عمّا سبق وما قلناه لايمنع من بقاء السؤال قائماً، ماذا يعني هذا التصريح الإسرائيلي من كشف المستور؟ ولماذا في هذه الأيام بالذات يكشفون العورات ؟ أم هي تصريحات إسرائلية فرنسية هوائية خالية من الدسم ولاطعم لها ؟ إننا نستبعد ذلك لأن هذا ليس من عادتهم، ونعتقد أن وراء كشف المستور ماوراءه، ولكن لأولي الألباب...!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات إسرائيلية على بيروت وصور وسقوط صاروخ شرقي القدس


.. مسؤولة كندية تهاجم نتنياهو بسبب حربه على غزة ولبنان




.. غارات إسرائيلية على الشويفات وصور جنوبي لبنان


.. رعب في لبنان بسبب الحرب.. وإحباط من المستقبل




.. بايدن عن إمكانية بدء إسرائيل عملية برية في لبنان: يجب وقف ال