الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار الموحد تحاور د. المهدي المنجرة

عزيز الهلالي

2007 / 3 / 25
مقابلات و حوارات


نظمت جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان يوم الأحد 4 مارس 2007 مؤتمرها الثاني
تحت شعار " كرامة الشعب في عدم تفقيره واستعباده". وبهذه المناسبة، قامت بتكريم أحد أعمدة الفكر د. المهدي المنجرة عالم المستقبليات، والرجل لم يسبق أن قبل فكرة التكريم لقناعته أن الإنسان لا يكرم الإنسان. لكن في إطار تضامنه مع " أصحاب رسالة إلى التاريخ" امتنع عن قول "لا"، وهي الأداة التي تستهويه لدرجة العشق. و بين "لا" و "باركا" يمتد لديه الأمل وينتصب التفاؤل لقناعته بتغيير منتظر.
ولقد حضر هذا الحفل التكريمي شخصيات حقوقية وفنية وأكاديمية... مثل: ذ. اللطيف حسني، وذ. خالد السفياني، والفنان بن يسف... تناغمت شهاداتهم مع شهادات عفوية من داخل القاعة امتزجت فيهما بلاغة الصدق وقيمة المعنى وسلاسة البوح...لحظات أجبرت المهدي للانصياع إلى سكنات الصمت مسايرا بتأثر حرارة الحضور...
وعلى هامش لقاء د. المنجرة بجمهوره اقتنصت جريدة "اليسار الموحد" فترة استرخائه لتبادره بسلام ثم سؤال لتتفجر أجوبته في جرأة دون رقابة النفاق أو المكر. وإلى القارئ نص الحوار:

*نبدأ أولا بالمنع الذي تتعرضون له للمرة الثالثة بمدينة تطوان، ماهو تعليقكم على ذلك؟

منعت للمرة الثالثة... والخامسة... والتاسعة... وتعليقي صعب، ما يضايقني حقا هو من يمنعني ومن وراء المنع؟!! أسئلة حقيقة تبقى معلقة وهذا جزء من وضع العدالة. المسؤولون في بعض الصحف والإذاعة...يتحدثون عن تغيير حقيقي وجذري ، وأنا لا ألوم أحد، فقط أقول لهم الله يعاونهم..

* يتم تكريمكم في إطار جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، كيف استقبلتم الفكرة وكيف عشتم لحظة التكريم مع جمهور مدينة تطوان؟

لدي انطباع خاص عن مدينة تطوان تعرفت على شخصياتها البارزة قبل الاستقلال في القاهرة مثل عبد الخالق الطريس...وبعد الاستقلال تعرفت على أعلامها في الفن والأدب والموسيقى... وذكرياتي كلها طيبة مع تطوان. و في لقاء التكريم وجدت الحرارة مع الشباب رغم المنع وجدت في القاعة حرارة الحضور كان هناك شيء خاص في القاعة، بحيث أخذ الشباب الكلمة بشكل عفوي وتأثرت في صمت وكان الصمت لغة. وقد لامس الشباب الصدق وهو ما أحدث توازنا في القاعة ضدا على الأكاذيب والبهتان في نشر معلومات كاذبة لبعض الصحافيين...
وللإشارة، هذه أول مرة في حياتي أقبل فيها تكريمي لقناعتي أن العبد لا يكرم العبد، والتكريم هو تكريمي مع الله. لكن، عندما طرحت علي الفكرة لم أستطيع أن أقول "لا"، قبلتها ولم أتردد وقبولي كان بمثابة تشجيع ودعم ل" أصحاب رسالة إلى التاريخ".

* على ذكر"أصحاب رسالة إلى التاريخ" لاشك أنكم تابعتم أطوار المتابعات القضائية والتي انتهت بأحكام تقضي بالتشطيب على أربعة محامين وعقوبة التوقيف في حق اثنين، كيف تنظرون إلى هذا الحدث وأنتم الذين كرستم مساركم النضالي للدفاع عن حرية الفكر وعن الحق في التعبير؟

إذا دخلت إلى موقعي وخاصة في الباب المتعلق بحقوق الإنسان، ستجد اهتمامي بتلك القضية ومن متتبعها بشكل جيد. ومن زاوية اهتمامي ودفاعي عن حقوق الإنسان أقول هذا ظلم..ظلم..ظلم واضح جدا ولست الوحيد الذي تكلم عنه. وعلى أية حال إذا ضاع العدل ضعنا كلنا.

* لا يمكن أن نتصور د. المنجرة إلا وهو حامل لأداة النفي"لا"، كما حملها كتاب " غاستون باشلار ". سؤالي: هل تركيبة الواقع المغربي في أبعاده الاقتصادية ولاجتماعية...تستوجب دوما إشهار لوحة"لا". أليس ثمة مبادرات يمكن أن تنتشل د. المجرة من عمق تشاؤمه؟

هذا سؤال أعتبره غير موجه إلي، إذ ما من أحد أكثر تفاؤلا مني. هناك في أمريكا حيث فتح د. المهدي بنعبود مكتب الحركة الوطنية، سألني: هل قرأت كتاب باشلار فيلسوف"لا" وكان عمري آنذاك لا يزيد عن 17 سنة.. صحيح أنني اختلطت مع "لا" ومع ذلك لست متشائما، إنه تشاؤم الواقع وتفاؤل الإرادة كما يقول غر امشي. عندي إيمان وأنا مؤمن وأقول لا إله إلا الله ولا أنافق نفسي. وإرادة الإنسان في التغيير ولو لم تكن عندي هذه الإرادة في التغيير ما كتبت مؤلفاتي.. لدي تفاؤل من الصباح إلى المساء. طبعا أن أشتغل بالمستقبليات الأمر يخص المدى الطويل، والتغيير الحقيقي لا يتم في وقت قصير لكنه آت. والتشاؤم أحيانا يقبع في السؤال أكثر من الجواب.

* مؤخرا غطت مجموعة من المنابر الإعلامية مؤتمر الثاني لحزب الاشتراكي الموحد منوهة بتجربته الوحدوية وبمسألة التيارات....

يقاطعني... لم أتابع إطلاقا ما نشرته الصحف عن مؤتمر الحزب اسمحوا لي إنني بعيد عن الحركات الحزبية و لست متحزبا. لقد ناضلت في إطار الاتحاد الاشتراكي عن الحريات في ظروف أخرى ورحم الله المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد. وإذا كنت لا أتكلم عن المشهد السياسي لأنه أكثر من شكلي إنه منظومي. أعرف أن هذا الكلام لا يعجبكم وقد تمارسون الحذف...

* أقاطعه... منبر "اليسار الموحد" ينشر غسيله كما ينشر غسيل الآخرين بدون تصرف وخطه التحريري يحتضن ويستوعب الاختلاف.

طيب سنرى... أقول لم يسبق لي أن أدليت بصوتي في إطار دستور ممنوح. لما طلب مني محمد الخامس المشاركة في صياغة مشروع دستور رفضت، إذ عين الدستور الشعب الذي يقرر مصيره...

* أقاطعه...إنكم لا تختلفون مع استراتيجية الحزب الموحد إزاء المسألة الدستورية؟

لكن هناك فرق بين الاستراتيجية والمقاصد. الأولى وسيلة للوصول إلى غاية. أما الثانية فهي غير قابلة للتغيير. السياسي على هذا الأساس ينظر إلى القريب واليوم والغد، أما أنا افكر بطريقة أخرى بحكم نظرتي المستقبلية للأشياء.

* في الحفل الختامي تم تكريمكم بهدية عبارة عن لوحة للمهدي المنجرة، كيف كان شعوركم في قبول الأصل بنسيخه؟

هناك الرمز الذي يكون أكثر قيمة من الأشياء التي تكمن وراءه، لقد عشت طوال حياتي مع الفنان والتشكيلي والنحات والموسيقي...وصديقي الفنان بن يسف جاء خصيصا ليحضر ذلك التكريم كفنان متحملا عبء العودة شأنه شأن حسين المجذوبي..إلى الديار الاسبانية. لكن، للأسف لم يحضر أي فنان من تطوان. حقيقة لقد تأثرت باللوحة ليس من زاوية النظر إليها كالمرآة، يوميا انظر إلى نفسي في المرآة، تأثرت باللوحة للعلاقة القائمة بين الفن واللغة.

أجرى الحوار: عزيز الهلالي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة