الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ما كو شي ...والوضع في تردي ...!
هادي فريد التكريتي
2007 / 3 / 25اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
حكومة المالكي متمسكة بالبقاء في السلطة ، ومواصلة المشوار ، حتى وإن كانت تتربع على " قازوق " إرهاب مليشيات أحزابها المختلفة ، المشاركة في الحكم ، وضحاياها المتكاثرون ، (كما هو حاصل الآن ) ، جراء تعثر ، وفشل الكثير من خططها الأمنية المختلفة ، التي ما عاد، المواطن المغلوب على أمره ، من تذكرها لتعددها ، إلا أن زيف ونفاق بعض قيادات الحكم المؤتلفة ، وما تسبغه هذه القيادات ، من التيار الديني ـ الطائفي و القومي ـ العنصري ، والعلماني ـ الديموقراطي ، على نجاح هذه الإجراءات و" الخطط الأمنية " ، بوصفها خطوات ايجابية ، تحرز تقدما في الحد من الإرهاب ،وتقلص من جغرافية القائمين به . كل الإجراءات الأمنية الحكومية ،الفاشلة ، تم تصويرها بأنها تحقق نجاحات ، كما توصف زورا وبهتانا ، بأنها تلاقي تأييدا ودعما من بين أفراد الشعب .هذه الدعوات المضللة ، حظيت بدعم الإدارة الأمريكية وقوات الاحتلال ، لتعزيز مواقف أدارة بوش ، وتصديها لانتقادات خصومهم المناهضة للبقاء في العراق . ضحية هذه الموقف المضلل ، هو، الأمين العام للأمم المتحدة ، با كي مون ، عندما قام بزيارة العراق ، والتقاه ، أمس ، رئيس الوزراء المالكي ، للتأكيد على أن " دار السيد مأمونة " وان خطط الحكومة تسير بالطريق المأمون والصحيح ، في تعاملها مع الملف الأمني ، تمخض اللقاء عن عقد مؤتمر صحفي ، بين الأمين العام للأمم المتحدة ، باكي مون ، ورئيس الحكومة المالكي ، وقبل أن ينتهي هذا المؤتمر ، دوى انفجار شديد ، في قاعة المؤتمر ، بدد كل ادعاءات الحكومة ، وكذب دعواها ، في تحقيق نجاحات في الملف الأمني عراقي، ولم يجد السيد رئيس الوزراء ، نوري المالكي ، من وسيلة للتغطية على الكذب ، والتستر على تردي الأحوال وسوءها ، سوى التأسي بكلمات " ماكو شي ..ماكوشي " .ليتأكد من أن الأمين العام للأمم المتحدة ، قد صدق ادعاءات الحكومة .
أسوء أيام هذه التفجيرات والقتل في بغداد ، هو ما شهدته زيارة الأمين العام للأم المتحدة ، ولا يمكن أن يكون هذا التصعيد إلا رسالة ، ليس للأمين العام للأمم المتحدة ، وأمريكا فقط بل لكل المنظمات الدولية ، والقوى السياسية الدولية ، والعربية والعراقية ، من أن الإرهاب المستشري ، والقتل الطائفي ، والتفجير والتفخيخ ، والفلتان الأمني ، الذي يعصف بالعراق ، أسبابه ودوافعه ، والمحرك الأساسي له ، أمر سياسي ، وليس طائفيا أو قوميا ، فالبصرة يجري فيها قتال بين قوى طائفية تمثل مذهبا دينيا واحدا ، وكانت متحالفة مع بعضها ، في قتل وتهجير الكثير من مواطني البصرة ، العراقيين ، من الطوائف المذهبية والعرقية ، المغايرة لهم ، ليس من أجل إصلاح الدين أو دور العبادة ، بل من أجل إحراز سيطرة كاملة ، دون معارضة مغايرة ، على كل محافظة البصرة ومرافق النفط فيها ، تحت علم وسمع حكومة المحاصصة ، وكركوك تتفجر فيها الكثير من السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة ، للغرض نفسه ، تسيل الغزير من دماء الضحايا والشهداء في بغداد . المليشيات ، وكل قوى الإرهاب ، من إسلاميين تكفيريين ، وقوميين متطرفين ، يتحدون الخطط الأمنية الحكومية . فالقصف بالهاونات ، والرمي بالرصاص ، والنسف بالأحزمة ، الناسفة ، تدخل مجال المنطقة الخضراء المحصنة ، ومجلس الوزراء أصبح مرفقا غير آمن للعاملين فيه ، إنما ملاذا آمنا ، وملجأ لكل أنواع الإرهاب بفضل التناقض في المصالح والأهداف ..
الحل المنطقي والسليم ، هو ما رصدته ، وطالبت به كل القوى الوطنية والديموقراطية العراقية ، الحل السياسي هو الحل والمخرج من دائرة العنف والقتل ، الحل سياسي ، عن طريق الحوار والاتفاق على القواسم الوطنية ، وتغليب مصلحة الوطن ، ومجموع الشعب ، على الحلول الطائفية والقومية العنصرية ، المُنفَذ عن طريق الإرهاب والقتل والتفخيخ والتفجير ، الحل السياسي ، هو الحل الأمثل ، الأسلم والدائم ، والأكثر أمنا بين كل القوى السياسية العراقية / وطنية وطائفية / . القوى السياسية التي تشغل مقاعد مجلس النواب ، قادرة على الخروج بالعراق من المأزق إن سلكت النهج الوطني .
السيد رئيس الوزراء والقوى الطائفية التي يمثلها ، مع القوى القومية ـ العنصرية والطائفية المشاركة في الحكومة من الجانب الآخر ، قد فقدت مصداقيتها لدى المواطن العراقي ، عندما " لحست " هذه القوى كل ما جاء به البيان الوزاري ، بخصوص المصالحة ، وتعديل الدستور ، وحل المليشيات ، فالمليشيات لا زالت تمارس إرهابها ، والبصرة على ما ندعيه شاهد ، ومنظمة بدر وهي أكبر قوة طائفية ، تتحكم بملف بغداد الأمني ، وبأغلب الملفات الأمنية ، وتتحمل مسؤولية كل القتولات والجرائم التي حدثت في بغداد ، وفي أغلب المحافظات الوسطى والجنوبية ، الإرهاب اخترق المجال الأمني للحكومة ، فها هو نائب رئيس الوزراء ، الزوبعي ، يسقط مضرجا بدمائه ، وُقتل الكثيرون من الضحايا وافراد حمايته ، وقبل الزوبعي ، كان نائب رئيس الجمهورية ، عادل عبد المهدي ، هذا إذا استثنينا ضحايا المحافطات الأخرى ، مثل كركوك وديالى والرمادي تكريت وغيرها من المحافطات التي تسيطر عليها قوى الإرهاب ...الوضع الأمني وحالة العراقيين ، ُتكذب دعوى المالكي عندما قال أمام الأمين العام للأمم المتحدة ، لحظة الإنفجار أمس ، " ما كو شي ..ما كو شي " والحقيقة هي " ما كوشي " حققته حكومة المالكي للشعب العراقي ، سوى زيادة وتيرة الأرهاب وتعاظمه ، ولا حل للمأساة غير الحل السياسي ...
23 آذار 2007
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا
.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا
.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف
.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات
.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ