الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو تكريم النخب المثقفة العربية المتعاطفة مع القضية العراقية العادلة واتباع استراتيجية اعلامية جديدة في الانفتاح على الفرد العربي

جاسم الصغير

2007 / 3 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ فترة او بالاحرى منذ عقود من الزمن كانت عذابات شعبنا العراقي طويلة وعميقة الجروح هي في سياحة ونفي قسري نحو المجهول مع الانظمة الاستبدادية التي استأثرت وتحكمت بمقدرات ومصائر العراقيين ومع ابتلاء ابناء الشعب العراقي كافة والمثقفين العراقيين خاصة باستبداد ونزقات هذه الانظمة غير الحكيمة التي هي اضافة الى استبدادها الداخلي المرعب وخلق مايسمى بجمهورية الخوف حسب تعبير الكاتب العراقي سمير الخليل وللتغطية على ملامح هذا الاستبداد في الداخل لجأت الى تكتيك او استراتيجية جديدة هي خلق لوبي عربي من المثقفين العرب الذين ارتضوا بيع ضمائرهم الى هذا النظام القهري لقاء تلقي مبالغ مالية وهي سحت حرام مقابل الدفاع عن سياسات هذا النظام في المنابر الاعلامية العربية من فضائيات وصحف صفراء تصدر في العالم العربي في مسعى من هذا النظام وهذه الشريحة الاعلامية العربية لتجميل وجه هذه النظام المتهرئ وخلق انطباع مخالف للحقيقة في ذهن الافراد العرب وكي يمارسوا عملية تضليل وغسيل دماغ ممنهجة لهم ولمناصرة قضاياه الاستبدادية وفعلا نجح هؤلاء االمثقفون السلطويون العرب في هذا المسعى والدليل هوالجهل التام للافراد العرب في كان مايجري في داخل جمهورية الخوف المرعبة للنظام البائد وبعضهم يستغرب وينكر وجود مثل هذه الانتهاكات لابناء شعبنا على يد هذا النظام الاستبدادي وبعد سقوط هذا النظام وحصول التحول الديمقراطي في العراق وتشييد الانساق الحضارية ومؤسساتها الدائمة وانقطاع والمد الذي كان قائما ايام النظام البائد لهؤلاء المثقفين العرب ومن سياسة الارتزاق التي كانت قائمة في ذلك الوقت انبرى الكثير من هؤلاء في مناصبة العداء للقضية الديمقراطية العراقية والحياة الكريمة للانسان العراقي وراينا الكثير من هؤلاء المحسوبين على الثقافة العربية ونخبها سواء في الفضائيات المشبوهة الانتماء والخطاب او في الصحف الصفراء كيف انهم يحرفون الحقائق بشكل غريب ومخالف للمنطق وفي الحقيقة ان ابناء الشعب العراقي يعرفون جيدا انتماءات وتوجهات هذه الشريحة المثقفةالفاسدة والخائنة للانتماء الثقافي الصادق وفي موازاة هذه الشريحة توجد شريحة مثقفة عربية ولو انها قليلة العدد هي في الحقيقة تنطلق من خطاب ثقافي صادق يبشر بافاق الحرية والديمقراطية وتعاطف كثيرا مع القضية الديمقراطية العراقية المعاصرة وهللت لحصول التغيير الديمقراطي فيه وتناغمت مع سمفونية الافاق الثقافية وسيمائياتها التقدمية واعتبر التجربة الديمقراطية العراقية هي القطار الذي سيسحب معه كل دول العالم العربي الى هذه الديمقراطية كمواقف المفكر العربي سيد القمني والكالتب الروائي اسامة انور عكاشة والكاتبة صافيناز كاظم وغيرهم ونعتذر للاخرين ان فاتنا ذكر اسمائهم ولم يفوتنا تذكر مواقفهم النبيلة بل وللانصاف ان بعض هؤلاء المثقفين العرب قد سبق سقوط النظام في مواقفه التقدمية وقاطع سياسات النظام البائد ومهرجاناته الشعرية التي كان يقيمها النظام انذاك كالشاعران ادونيس وسليم بركات رغم الاغراءات المادية التي كان يقدمها لهم والتي سال لها لعاب الكثيرين من المثقفين العرب الذين هرولوا بصورة جنونية الى هذا النظام ومن ذلك ومن هذا المنطلق في التفرقة بين نوعين من النخب الثقافية العربية احدهما خان الثقافة العربية والاخر حافظ على الصورة البهية لهذه الثقافة الناصعة وهم يشكلون امتداد للمثقفين العرب في التاريخ العربي الذين تحملوا المشاق وكابدوا الالم وآلسلطة الاستبدادية العربية و لكن بقوا في الذاكرة الثقافية والانسانية كفضاءات كبيرة وعظيمة تزودهم بعبر الموقف النبيل وانسجاما مع هذه االصورة المشرقة والبهية لهؤلاء المثقفين العرب الصادقي الانتماء نتضامن ونؤيد دعوة الاستاذ الشاعر جابر الجابري في اهمية تكريم هؤلاء المثقفين العرب ومن أي جنس ادبي الذين تعاطفوا مع القضية العراقية سواء كان ذلك ايام النظام السابق اوفي هذه الايام ووقوفهم المواقف المشرفة في الترجيب بالتغيير الديمقراطي العراقي او انبرائهم في المنابر الاعلامية في الدفاع عن هذه الديمقراطية الوليدة ولكن الواعدة وكي يشعروا ان جهودهم الثقافية والانسانية هذه لم تذهب سدى وان الشعب العراقي بكل اطيافه السوسيولوجية تقدر وباجلال هذه المواقف وثمة امر يتعلق بالاسترااتيجية الاعلامية العراقية المطلوبة في المرحلة المعاصرة فمعروف عن النظام البائد وكما اسلفنا انه كان يعمل بجد في خلق لوبي سياسي وثقافي عربي مساند لسياساته وفتح لهم ميزانية مفتوحة لتجميل وجه نظامه وفعل هذا اللوبي فعله ومن باب الاستفادة من دروس التاريخ ومن منطلق وحي حكمة الامام علي كرم الله وجهه ( خذ الحكمة ولو من فم منافق) يجدر بالمؤسسات الثقافية السياسية العراقية الانفتاح على الوضع الثقافي العربي ومن خلال المثقفين العرب المتعاطفين بصدق مع القضية الديمقراطية العراقية المعاصرة وافاقها الانسانية الرحبة وليس على طريقة النظام البائد في شراء ذمم هؤلاء المثقفين العرب لان هذه الثقافة الافلة سقطت بسقوط حامليها رعاة دولة الاستبداد الشرقي اقول يجدر بنا ان نوجد نوعا من الاستراتيجية الثقافية والاعلامية الجديدة تعمل على :
صياغة خطاب اعلامي عراقي جديد يعكس معطيات المرحلة اليمقراطية
التفاعل مع النخب المثقفة العربية التي ترحب بهذه الثقافة الديمقراطية الجديدة
استحداث برامج تلفزيونية وفي الفضائيات تكرس خطابها على مخاطبة الفرد العربي واشعاره بما حصل من تحول في العراق ومقارنتها باوضاع تلك البلدان وماهو الفرق في ذلك
اصدار نشرات اعلامية توزع في بلدان العلم العربي غايتها تسجيل الوقائع ونقلها الى الفرد العربي ليطلع على الحقائق ويقارنها بالحقائق المحرفة عن القضية العراقية
ان جزء كبير من التغيير الذي نطمح الى حصوله في المواقف العربية تجاه القضية العراقية يتطلب منا استحداث افاق عمل جديدة تعمل على ان تحرص في الوصول الى الفرد العربي ومن خلال تقنيات العصر الاعلامية والتكنلوجيا وبما ان وعلى رأي البعض ان العالم اليوم هو قرية صغيرة الامر الذي يحتم على المثقفين والاعلاميين العراقيين مخاطبة افراد يشتركون معهم في سيمائيات ثقافية مشتركة عديدة كي يوصلوا اثار هذا التغيير الذي حصل في العراق ليس من الناحية السياسية فقط المتمثل بسقوط نظام بل التغيير الذي طرأ الثقافة العراقية ذاتها في صراع ومخاض بين ثقافتين من افول علامات لثقافة افلة وصعود قيم جديدة لثقافة صاعدة ومن هنا نعبر عن رؤيتنا الثقافية لامر اصبح يتطلب التفكير في ايجاد مفردات تعكس التوجهات الثقافية والاعلامية التي يجب ان تكون او ينبغي العمل عليها0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا