الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لغلاء المعيشة! لا لنهب المغرب لصالح أقلية! مستقبل المساواة والعيش اللائق نبنيه بفعلنا الجماعي الواعي والمنظم

المناضل-ة

2007 / 3 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ها نحن اليوم نعود لـُنشهر رفضنا لقهر الشعب بالغلاء والبطالة وفرط الاستغلال. فقد سبق أن صرخنا يوم 24 دجنبر 2006 في مسيرة بشوارع الرباط، وسبق لتنسيقيات النضال ضد غلاء المعيشة أن نظمت احتجاجات متنوعة في ربوع المغرب. وسنواصل التعبئة من اجل بناء حركة كفاحية شعبية قادرة على انتزاع مصيرنا من أيدي الأقلية المستغِـلة والنهابة.

ليست أهمية مسيرتنا اليوم في حجمها، الذي لا نتصوره في مستوى ما تحبل به عاصمتنا العمالية والشعبية، فقد تعرض فيها العمل النضالي للتفكيك والتطويق منذ انتفاضة 20 يونيو، بل تكمن أهميتها في كونها بداية سيرورة نضالية ستعيد للدار البيضاء مكانتها الطليعية في النضال من أجل مغرب مغاير، مغرب الحرية والعدالة والمساواة، مغرب لا مكان فيه للاستغلال وللاضطهاد.

و إننا أذ نتحسر كثيرا لتخلف النقابات العمالية عن هذه المبادرة النضالية، الناتج عن نهج قياداتها التي فضلت السير الى جانب أرباب العمل وحكومتهم بدل استنهاض القوة العمالية والشعبية لصد العدوان على الشعب، نثق كامل الثقة في قدرات القاعدة العمالية على تحطيم أغلال البيروقراطية واستعادة المنظمات النقابية دورها الكفاحي.

إن جماهير الدار البيضاء،المدينة العمالية بامتياز، لمست بحدة ما يعنيه التسيير البرجوازي لشؤون الشعب من فرط استغلال العمال والعاملات، وتحطيم التنظيم النقابي وقمع الحريات، وتجويع العاطلين، والنهب الذي تمارسه الشركات متعددة الجنسية مجسدا في نموذج ليديك، وحياة البؤس لاغلبية سكان المدينة، وهي بذلك مؤهلة لتبوء مكانتها الطليعية في النضال.

الدار البيضاء معقل مقاومة الاستعمار، ومظاهرات 8 دجنبر 1952،أبانت جماهيرها الكادحة في مارس 1965 ويونيو 1981، وفي النضال اليومي المتواصل بالمصانع وكافة أماكن العمل، أنها تضحي بلا حدود، وستبين ولا شك عن مستويات أرقى من النضال الواعي المنظم وواضح الاهداف.

لقد برهنت تجربة عشر سنوات ان المشاركة في الحكومة من طرف أحزاب تزعم السعي الى إصلاح أوضاع المغاربة المقهورين لم ينتج غير مزيد من القهر. فقد أُستعمل ما سمي بـ"حكومة التناوب" والتحالف الحزبي القائم حاليا في حكومة الواجهة، للمضي بعيدا في تطبيق السياسات التي تضعها مراكز الاستعمار الجديد من اتحاد اوربي وصندوق نقد دولي وبنك عالمي. وهي السياسة التي خوصصت منشآت الدولة، وجعلت التقشف في النفقات الاجتماعية قاعدة، و القت عبء الضرائب على الكادحين، والغت مجانية خدمات الصحة مقابل أكذوبة التغطية الصحية الهزيلة والمقتصرة على أقلية العمال المسجلة في الضمان الاجتماعي والتعاضديات، و خربت التعليم العمومي، ومستقبل خريجي الجامعات، وزادت البطالة وتدفق القرويين المفقرين الى المدن، وجعلت حالة السكن الشعبي في تردي متواصل والنقل الحضري عذابا يوميا، وحرمت الصغار من بنيات حضانة، والشباب من المرافق الثقافية والترفيهية، والمتقاعدين من الرعاية، والقت بثقل انعدام تلك المرافق العامة كلها على النساء.

انها السياسة التي لا تقدم للجماهير الشعبية غير الاهوال، وللبرجوازيين المغاربة والأجانب فرص مراكمة الثروات من عرق الكادحين و تهريبها الى بنوك خارج. وهذه السياسة يريدون مواصلتها بالانتخابات المقبلة، حيث لا يقف أي حزب من الاحزاب التي ستشارك فيها على قاعدة النضال الفعلي ضد سياسة البنك العالمي والاتحاد الاوربي، و لا يروم أفضلها غير ترميم الرأسمالية التابعة القائمة بإلغاء ما يسمى "المخزن الاقتصادي"، أي تحقيق تساوي الرساميل في امتصاصها لدماء الشعب. لذا لن تكون تلك الانتخابات، في ظل غياب حزب عمال اشتراكي حقيقي، قادر على استعمالها لانماء وعي الكادحين واستعدادهم للنضال، غير لعبة لتكريس واقع إفقار الأكثرية و اضطهادها.

لن نتجنب هذا المستقبل المظلم سوى بالنضال خارج المؤسسات، النضال الجماهيري، النضال في أماكن العمل وفي الشارع، في المدن وفي القرى. ان نضالنا ضد الغلاء، وضد مجمل سياسات البرجوازية المحلية والامبريالية، يستدعي بناء أدوات نضال عمالي وشعبي كفاحية وديمقراطية، تكون القناة التي توحد قوة النضال الكامنة في الشباب والعمال والنساء وكل الكادحين. ومن أوجه هذا البناء إعادة توجيه النقابات العمالية الوجهة السليمة، وجهة الاستقلال عن أرباب العمل ودولتهم، والنهوض بالدفاع عن مصالح الأجراء، ومنه أيضا تعزيز تنسيقيات النضال ضد الغلاء، وكل اشكال التنظيم الشعبي القاعدي، على أسس كفاحية وديمقراطية. وقد دلت تجارب الشعوب أن حزبا طليعيا يوحد أكثر العمال والكادحين وعيا وإقداما، و يمركز النضالات، أداة لا غنى عنها لبلوغ التحرر الشامل.

هذا هو السبيل الى اتقاء مخاطر تفسخ بلدنا ومآزق الحلول الوهمية التي أعادت إنتاج نظام الاستغلال والاضطهاد بشعارات دينية في اقطار متخلفة مثل بلدنا. إن التنظيم هو الذي سيحولنا من لا شيء الى كل شيء، فهو الذي سيجعل قوتنا فعالة في ردع تعديات العدو الطبقي، وفرض تنازلات تحسن أوضاعنا وتنمي قدرتنا على مزيد من النضال نحو الحل الشمولي العميق لمشاكل أمتنا الكادحة. وهذا ما يجعل البرجوازية تكد في تحطيم أجنة تنظيمات العمال والمعطلين والطلاب وفقراء القرى بعصا القمع، وسجن مناضلي طبقتنا، و نشر اليأس وعدم الثقة في القدرة على النضال، والتشكيك في إمكان اتحاد الكادحين.

إن البرجوازيين يرتعدون من قوتنا، قوة الطبقة العاملة التي يقف كامل اقتصاد البلد على أكتافها. وقد ذكرهم بها إضراب عمال النقل الطرقي الأخير، لذا سيظل هاجسهم الأول والأخير تفكيك تلك القوة. وسيظل هاجسنا الأول والأخير بناء تلك القوة بالتنظيم، وسننجح في ذلك.

النصر لنضال التنسيقيات ضد غلاء المعيشة

النصر لمناضلي النقابات العمالية الذين يرفعون راية الكفاح تحت نيران البيروقراطية والبرجوازية

النصر لكفاح المعطلين وكافة الكادحين

جريدة المناضل-ة 24 مارس 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء