الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تتمسك أمريكا بالعراق

خالد سليمان القرعان

2007 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ثمانية عشر شهرا تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الاميركية ، لكن الحملات الانتخابية انطلقت من الآن. كل المرشحين لخلافة بوش يدركون جيدا مدى تراجع حجم التأييد للوجود العسكري الأميركي في العراق. حتى الجمهوريون أنفسهم باتوا يدركون بأن خروجا سريعا من العراق هو الضمان للحفاظ على ما تبقى من هيبة أميركا. لكن لا يبدو أن بوش سيستمع إلى من حوله.


اعتدنا على سياسة التقارير في الولايات المتحدة. أحدها ينفي والآخر يؤكد. في العاشر من كانون الثاني الماضي أعلن بوش بأنه سيعمل على "زيادة أعداد القوات" وأنه "ماض نحو التصعيد". بدلا من العمل بتوصيات تقرير بيكر - هاملتون ، والتي تقترح سحب القوات العسكرية تدريجيا ، قرر بوش إرسال أعداد إضافية من الجنود إلى العراق بعكس رغبة الاغلبية في الكونغرس.
هاري ريد ، زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ ، وصف الحرب في العراق بأنها "مغامرة فاشلة وأسوأ بكثير من تلك التي خاضتها أميركا في فيتنام".
واضاف ، "التصعيد العسكري ليس الخيار الصحيح لأن أي سلسلة من القرارات العسكرية ستجر إلى سلسلة مماثلة من الإخفاقات". يأتي ذلك في وقت أعلن فيه أحد أبرز حلفاء بوش نيته سحب ألف وستمائة جندي بريطاني من أصل سبعة آلاف حتى نهاية العام الحالي. قبل شهور قليلة ، تحدثت الأوساط المختلفة في الولايات المتحدة عن سيادة مبدأ الواقعية وروادها على الوسط السياسي.
ففي الوقت الذي ينزلق فيه العراق أكثر فأكثر نحو الحرب مع الامريكان ، تراجع عدد كبير من المحافظين الجدد البارزين وغيرهم من كبار قادة الرأي داخل وخارج مجلس الشيوخ عن مواقفهم السابقة.
وخبت الأصوات الداعية للحرب وساد جو من الرغبة في العمل والتفهم الجماعي خاصة لدى نخبة صناعة القرار. لكن تلك الأجواء اصطدمت بالسياسة المنفردة التي ينتهجها بوش دون العودة إلى مستشاريه.
البعض ربط تلك السياسة بالضربة الموجعة التي تلقاها بوش في الانتخابات النصفية وسيطرة الديمقراطيين على المجلسين بقوة. لذا لم يتبق أمام بوش سوى الإعلان عن إستراتيجية جديدة وربطها بتغيير الأسماء عن بعض المراكز. وتشكيل لجنة دراسة الأوضاع في العراق بقيادة بيكر وهاملتون.
أبرز نتائج تشكيل لجنة بيكر - هاملتون كانت خروج تقريرها بتوصيات من قسمين: الأول يتحدث عن انتقال السلطة والقيادة للعراقيين بشكل تدريجي وانسحاب القوات الأميركية بشكل كامل مع بداية العام 2008 مع التأكيد على رفض بقاء القواعد العسكرية هناك بعد الانسحاب. أما الثاني فيرى أن الدبلوماسية هي الحل لكل شيء وأن الخيار العسكري لم يكن أبدا أمرا مرجحا ، ويقترح موقفا مغايرا مع دول الجوار العراقي ، قائما على الحوار.
لم تعد المسألة تتعلق بمحاولة نقل الديمقراطية إلى الشرق الأوسط. المسألة بدأت تخص الاستقرار في الشرق الأوسط وفي أميركا نفسها. المطلوب من الولايات المتحدة ، بحسب القسم الثاني من التقرير ، فتح باب الحوار مع سوريا وإيران ثم الانتقال إلى المرحلة الأهم والمتعلقة بالحوار العربي - الإسرائيلي وسبل الوصول إلى سلام نهائي في المنطقة.
الحرب في العراق تتعدى الأوضاع والمواجهات في الشارع العراقي لتصل إلى تحديد نوع العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في الولايات المتحدة.أما الوقت
المتبقي من ولاية بوش فلن يكفي سوى لتبيان حجم الضغوط والتكلفة الاقتصادية الضخمة التي تتسبب بها الحرب. ويعول العديد من المراقبين على ورقة التكلفة المالية لتلافي المزيد من الخسائر
.
"المهمة المقدسة" التي بدأها بوش قبل أربع سنوات لم تأت بنتائج إيجابية حتى الآن. وبقيت "المهمة" غير مكتملة على الرغم من ارتفاع تكاليفها المادية والبشرية. ولم تساهم الا بزعزعة الأمن في العراق واهتزاز صورة الولايات المتحدة أمام العالم. لقد صار العراق نموذجا واضحا على سياسة التخبط والعجز السياسي والعسكري الأميركي ، وحتى يتم إصلاح تلك الصورة ، وهو أمر مستبعد ، سيبقى البيت الأبيض متمسكا بالعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا