الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشكيل النقابات.. أم اجهاض الحركة النقابية؟!!

فؤاد رشيد

2003 / 8 / 13
الحركة العمالية والنقابية




بعد هزيمة النظام البعثي المستبد, وتلاشي الكابوس والرعب البعثي في سماء العراق, واثر ان اجتازت الجماهير المسحوقة وبشكل واعي الافق والسياسات المطروحة من قبل الاحزاب المهلهلة لامريكا (سواء كانت علنيا او تحت غطاء الخجل!) وعقب ان عرفت بان تحسين حياتها لا تأتي الا عن طريق الجهود والنضالات المستمرة والمستقلة والبعيدة عن فخ البرامج والسياسات للاحزاب البرجوازية و...الخ عقب كل ذلك فقد انطلقت مرة اخرى الحشود الجماهيرية والتظاهرات الى الشارع العراقي, وشاهدنا كيف تم ربط التأريخ الحاضر بتأريخ النضالات السابقة، وعادت الى الاذهان ثانية إضرابات عمال الزيوت النباتية في بغداد, عمال ميناء البصرة والحركة التاريخية للعمال المضربين في كاورباخي محافظة كركوك و...الخ.
نعم هناك حركات جماهيرية واسعة في شتى انحاء البلاد (بالرغم من نقص الخبرة التنظيمية لهذه الحركات) وهناك مجموعات و افراد من القياديين والمنظمين الذين يقودونها، قد يكونون في النهاية النواة لتطوير هذه الحركات وتأسيس النقابات والتنظيمات الجماهيرية. ولكن بالرغم من هذا فان احدى النواقص الاساسية لمثل هذه الحركات هي عدم قدرتها على حماية استقلالها الطبقي وعدم تمكنها التام من الوقوف بوجه النزعات والمحاولات الحزبية البرجوازية التي تحاول السيطرة الحزبية (التامة) عليها, وان بقت الاحوال على تلك المنوال يمكن ان تؤدي الى اجهاض تلك الحركات الجماهيرية وتطلعاتها وذوبانها في اهداف ومصالح لا تتطابق وفي اغلب الاحيان مع مصالح الجماهير الكادحة التي هي بالاصل صاحبة القضية.
منذ فترة نرى بان هناك محاولات وخاصة في بغداد من قبل اكثرية الاحزاب الموجودة لخلق مؤسسات فوقية تحت اسم مشروع تشكيل النقابات للعمال والفئات الاخرى في مسعى لاحتواء الحركات الجماهيرية وخنق وتحجيمها، وبغية وضع عقبات إضافية في طريق تشكيل النقابات المستقلة والممثلة لمصالح العمال والكادحين.
ان هذه المحاولات سواء كانت من قبل الاحزاب اليمينية او بمشاركة بعض الاحزاب التي تدعي اليسارية ليست الا محاولات لاجهاض هذه الحركات والحيلولة دون تمكن العمال والكادحين والشرائح المسحوقة الاخرى من تنظيم صفوفهم في نقابات واتحادات جماهيرية مستقلة.
 نحن كاشتراكيين مقنعين بدور الاحزاب الاشتراكية في تشكيل النقابات للعمال ونعتبر ذلك احدى اهم المهمات الاساسية للاحزاب الشيوعية والاشتراكية ولكن عن طريق تشجيع وتحريض العمال والكادحين انفسهم لتشكيل نقاباتهم وطرح مطاليبهم الاساسية والمهنية دون الاخذ بنظر الاعتبار لانتمائهم الحزبي وتفكيرهم العقائدي.
ان الواجب الطبقي للقوى والشخصيات العمالية والاشتراكية في الوقت الراهن, هو تطوير هذه الحركات الجماهيرية باتجاه صحيح وجماهيري، والمباشرة في عملية تشكيل النقابات والمنظمات الواقعية للعمال والفئات الاجتماعية الاخرى وحماية نشاطاتهم من الهجمات (اللاعمالية والبرجوازية)، وبيان مدى وكيفية المشاركة السليمة للاحزاب التي تحاول بأي شكل من الاشكال (الاسهام) في خطوات كهذه لاهدافهم الحزبية البحتة. واخيرا يمكن القول بأن الاستقلالية الطبقية للمنظمات والنقابات هو الشعار السياسي والطبقي للاشتراكيين ونحن في حركة انبثاق حزب العمال الشيوعيين-العراق نتبنى خطوات كهذه ونعمل من اجلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محامون ينفذون إضرابا عاما أمام المحكمة الابتدائية في تونس ال


.. إضراب عام للمحامين بجميع المحاكم التونسية




.. توغل صيني في سوق العمل الجزائري


.. واشنطن بوست.. اتحاد طلبة جامعة كاليفورنيا يأذن بالإضراب في أ




.. تونس.. نقابة الصحفيين تتضامن مع الزغيدي وبسيس