الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة الثقافة

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2007 / 3 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


لقد سمعنا عن محاكمة للدكتور هاله سرحان نتيجة برنامج تلفزيوني في قناة روتانا وسمعنا عن محاكمات للأدباء والكتاب ومن ضمنهم الدكتور نصر حامد ابوزيد بل أن في مصر الكنانة من المتطرفين من يلاحقون أفراد الشعب داخل منازلهم ليقيموا عليهم دعاوى قضائية إذا خالفوا تعاليم الإسلام كما يفهمونها في النوم واللبس والأكل ولكن من الواضح أن عدوى التشدد قد انتقلت إلى البحرين وبأشكال مختلفة.
فالمتطرفون في وطننا لم يجدوا ما يردعهم بل على العكس هناك من الرسمي وغير الرسمي من يشجعهم ويستخدمهم كورقة في اللعبة السياسية بين الحكومة والمعارضة الوطنية وفى نهاية المطاف يكون الوطن والمواطن هو الضحية اقتصادياً وسياسياً وفى مجال الحريات العامة والشخصية ، فالقوى الظلامية لم تقتنع بكل هذا التحريض على السياحة والفنادق حتى اخذوا يتدرجون في تنفيذ مخططاتهم الهدامة والتي لم يستفيد منها الوطن غير زيادة أعداد العاطلين نتيجة هروب المستثمرين إلى دول الجوار بعد أن حولنا الفنادق إلى مدينة أشباح بدون قاطنين وأصبحت التواشيح الدينية هي دليل إيمان المواطن وهى معبره إلى الوظائف الهامة في بعض الوزارات كما يبشر المبشرون من دعاة المغالاة والسب والشتم من فوق جميع المنابر .
فالصمت الرسمي على حربهم ضد مطعم تياترو لم يكن إلا تشجيعاً لهم لمواصلة دربهم الظلامى ليعيقوا كل لحظة فرح وأمل في هذا الوطن حتى مناسبة العيد والأفراح الاخرى أصبحت من الأيام الحرم فلا صوت يعلوا فوق صوتهم ومن يزكونه من الذين يتقاطرون على وطننا من كافة أرجاء العالم وتحت مسميات مختلفة وهم دائماً تحت الطلب من ترزية الأحزاب والمنظمات المتاسلمة من الداعية والفيلسوف والمنظر في الاقتصاد والسياحة الإسلامية حتى تحولت بعض المؤسسات الرسمية عن أداء وظائفها في الخدمة العامة إلى دور المنفذ لأوامر المتطرفين الذين يسيطرون عليها وتحولت إلى أداة طيعة للتأشيرات وجلب الدعاة والوعاظ والفنانات التائبات لشرح دروس التوبة وفوائدها ؟ ، فالفنان أو المسرحي أو راقص البالية يزعجهم ولكن هذه القنوات الفضائية التي تتزايد كالفطر وتروج إلى الطائفية وتحرض على القتل والتكفير واستباحة دم المسلمين لا تحرك فيهم ساكناً ولا تحتاج إلى دعاة ووعاظ ومسيرات لوقفها .
أن تضخم التطرف سوف يخرج اللعبة من إطارها إلى أطار الخطر الامنى مستقبلاُ ولنا في لعبة الرئيس السادات معهم خير دليل عندما صنعهم ومكنهم وكانوا يهتفون باسمه ثم انقلبوا عليه وقتلوه، فاقتلاع التطرف وإزالة أسبابه خيراً من مجاراته وتمكينه فهولاء كالزائبق لا يمكن احتضانهم أو الإمساك بهم .
فهل تتحقق مصالح الشعب بهذه الإعمال أم بمراعاة الله في وظائفكم وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين بدلاً من إضاعة وقت العمل الرسمي وأموال الشعب في أعمال ليست من اختصاصكم ؟ وكان علمائنا الأفاضل ليسوا على علم بالإسلام وتعاليمه ؟ حتى يتقاطر علينا الدعاة والمرشدين من أنحاء المعمورة ! يقنعون الناس بأنهم يبثون الأيمان ويدعون إليه ، ولكن اى أيمان يتحدث عنه الداعي والمدعو ؟ فالمدعو يفقد لسانه في بلده ولا يشاهد المنكر وللداعي نقول ، أين انتم من الفساد الذي تحدث عنه تقرير ديوان الرقابة المالية ؟ أين لجانكم والسواحل لم يتبقى منها إلا 3% ملكاً للشعب ؟ أين انتم من إفلاس صندوق التقاعد وهيئة التأمينات الاجتماعية ؟ أين لجانكم من حصة الشعب في أرباح ألبا طيلة السنوات الماضية ؟ أين انتم من ارتفاع الأسعار ؟ .
ولكن كل ذلك في جانب وان يتحول بعض نواب الشعب إلى قوى تحارب الثقافة والانفتاح هو أمر خطير فاللجنة البرلمانية " للتحقيق في ربيع الثقافة " لا يحتاجها الشعب بل أننا بحاجة إلى لجنة شعبية للتحقيق معكم في مدى التزامكم ببرنامجكم الانتخابي الذي أطلقتم الوعود للشعب ثم نكثتم وعودكم ، فالفنانون في ربيع الثقافة لا يخجلون من فنهم ولكن الذي يخجل من سلوكه هو من يدير الصفقات من تحت الطاولة ولذلك فليس كافياً أعادة النظر في هذه اللجنة فالمطلوب هو الخروج من أجواء قندهار وظلمة توراء بوراء واحترام تاريخ البحرين المنفتح على كل الفنون فغيروا أفكاركم أولا ثم غيروا القرارات .
فإذا كنتم تلغون اللجنة خدمة لهذا الوزير أو ذاك فهذا بؤس العمل وهو تصريح منكم بأنكم ماتزالون تحاربون الفن والثقافة وان محاولاتكم لن تتوقف هنا عند ألغا هذا القرار ولذلك فعلى الذين يوفرون لكم الغطاء أن يقتنعوا أن انتخابكم أصبح يسبب الضرر الأكبر للاقتصاد والسياسية والحياة الاجتماعية .
كما نقول للأخوة النواب في كتلة المستقلين لم نشاهد لكم لغاية هذه اللحظة ولا موقف واحد مستقل غير " اسم الكتلة " بل انتم دائماً تؤيدون كتلة الأخوان والسلف وكنا نأمل أن تثبتون استقلاليتكم من خلال رفضكم لهذه اللجان والأفكار الظلامية التي لا تخدم المواطن البحريني وبغير ذلك فمن الأفضل لكم أن تنضموا لكتلة الأخوان والسلف وتريحون أنفسكم والمواطنون أو تمارسون الاستقلالية فعلاً وقولاً كما انتخبكم الشعب على أساسه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و