الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى يكون البرلمان مؤثرا

عبدالهادي مرهون

2003 / 8 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



 
       مع انقضاء دور الانعقاد الأول  من الفصل التشريعي الأول لمجلس النواب ، باتت مختلف الكتل والاتجاهات تبحث عن أفضل الطرق  والأساليب لتطوير أدائها والارتقاء ببرامجها ، ويمكن لتلك الكتل الإسهام بفعالية في تعزيز قوة وعمق تأثير المجلس من خلال منح الأولوية لتبني الدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين جميعا عبر السعي باتجاه سن التشريعات والقوانين التي تمكن من نيل جميع أبناء هذا الوطن للحقوق الدستورية الخاصة بتوفير العمل اللائق والمساواة في الحقوق والواجبات 0
ولهذا الهدف بالذات – وليس سواه – كانت الغاية والمبرر لوجودنا كنواب وطنيين مدعومين من القوى التقدمية والديمقراطية وبمؤازرة من مختلف الفئات الشعبية ، ولذلك فان وجودنا في المجلس ليس من أجل رصف شارع أو إنارة عمود كهرباء – على أهميتها – ولا مجاملة لوزير أو مسئول 0
ان الوعود التي قدمها النواب للناخبين  و [ناء الوطن جميعا في مناقشة الأولويات الجوهرية التي ترفع من شأن الوطن وتعزز حقوق المواطنين وتصون كرامتهم ، وتنمي الاقتصاد والتنمية وتصون حقوق الإنسان  والحريات على هذه الأرض الطيبة ، يجب أن تكون ديدن المجلس في دور الانعقاد الثاني الذي سوف يبدأ خلال  الفترة القليلة المقبلة وليس الانشغال ولا الاشتغال بطلب الاعتذارات من النواب كلما اختلفنا في بحث إحدى القضايا الجوهرية 0
فسمة المجالس البرلمانية المنتخبة شعبيا هي الحديث الصريح – لا المداهن – الذي يعلي من شان الوطن وأبنائه وليس الصمت ، بل المداولة والنقاش و إبداء الرأي الحر والنقد الهدف البناء داخل جلسات المجلس وخارجه ، وبمختلف السبل المتاحة : ندوات ، محاضرات ، مقالات ، وكل ما من شأنه أن يوضح رأي الناب في المسائل المعروضة على ساحة العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي 0
فبالنقاش العميق – لا الصمت -  تتبلور الأفكار والموضوعات ، و حتى لا نجعل من مجلسنا مكانا لرفع الأيدي بالموافقة أو المعارضة ، يجب أن يسبق ذلك المداولة وان اختلفت الآراء  وتباينت ، فهي التي تقدم الصورة الحقيقية لمكانة وعمل المجلس ليتم بعد ذلك تقديمها على شكل مشاريع بقوانين أو مختلف الأدوات البرلمانية المعروفة 0
وكنواب وطنيين نرحب دائما برصف الشوارع و إقامة  المستشفيات  والخدمات الأخرى ، لكننا نؤيد إقامة تلك المشاريع بعدالة  ضمن خطة تنموية وطينة في مختلف أرجاء المملكة ، فكل الوطن وجميع المواطنين – دون استثناء وتمييز – يستحقون الرفعة والتقدم في جميع الخدمات متى ما ثبت بالدراسة الموضوعية حاجة أي منطقة لخدمة معينة على أسس علمية وموضوعية ضمن برامج الحكومة والوزارات المختلفة 0
فكل مشروع مهما بدى  كبيرا أم صغيرا يقام في أي منطقة من هذا الوطن يسهم – من دون شك – في رقي وتقم أبنائه ونماء اقتصاده  ، وتبعا لذلك فمن الأجدى للبرلمان احترام تخصص المجالس المنتخبة الأخرى  كالبلدية وتعزيز إسهامها في التنمية وتوفير كل الأسباب لكي تؤدي واجبها على أكمل وجه ، بما في ذلك تخصيص الموازنات وتعديل وتوسيع القوانين المنظمة لعملها ان تطلب الأمر ذلك  وأبدت تلك المؤسسات رغبتها في هذا الأمر ، أما إذا حدث خلاف ذلك واستمر مجلسنا في تكرار مناقشة الموضوعات المناطقية ، فدعونا نتساءل جميعا ما الذي سنتركه للمجالس البلدية المنتخبة هي الأخرى شعبيا لتقوم وتؤدي هذا الدور 0
من هذا المنطلق لدينا الإصرار والعزيمة كنواب  وطنيين على استمرار طرح القضايا الجوهرية مثل مكافحة الفساد ، التمييز الذي يحرم أعداد من المواطنين من نيل حقوقهم ، مكافحة الفقر ، البطالة ، والعوامل المؤدية لتسريع التنمية الاقتصادية وتوفير أسس حياة آمنة ومستقرة وتعديل الأجور والرواتب من دون أن نغفل طبعا القضية الكبرى وهي المسألة الدستورية بعد التمهيد لذلك وبلورة موقف داعم من مختلف الاتجاهات والكتل داخل وخارج المجلس ، لأن طرح تلك القضايا المدخل الصحيح لتحقيق الواجب الوطني ، ولكي يؤثر المجلس في المجتمع ويصبح ركنا أساسيا فاعلا فيه 0
 
                                                      عبدالهادي مرهون
النائب الأول لرئيس مجلس النواب-البحرين
[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طهران تزيد قدراتها على تخصيب اليورانيوم وفرنسا وألمانيا وبري


.. معركة رفح.. تقديرات بأن تنتهي العملية العسكرية خلال أسبوعين|




.. مظاهرة في تل أبيب تطالب بوقف إطلاق النار في غزة


.. حجاج بيت الله الحرام يتوجهون إلى منى لرمي جمرة العقبة في يوم




.. أهالي قطاع غزة يحيون عيد الأضحى وسط قصف الاحتلال المستمر منذ