الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استنتاجات مقززة في دولة مريضة السلطات

هشام محمد علي

2007 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


اجرت هيئة ابحاث الرأي البريطانية استطلاعاً غريب الأطوار يمشي ويحدث نفسه حاله بذلك كحال الذين استطلعت ارائهم والذين كانوا 5000 عراقي، حول إذا ما كانت الحياة الأن افضل ام في عهد الدكتاتورية، فكانت النتائج ان معظمهم يعتقدون بأنهم افضل مما كانوا عليه وهم متفائلون رغم ان واحداً من بين كل اربعة عراقيين فقد احد افراد اسرته! و واحداً من بين كل اربعة كشف (اي قد يكون هنالك من لم يتحدث خوفاً او لأي سبب اخر) عن تعرض احد افراد اسرته للخطف، ويتوصل الإستطلاع ايضاً إلى ان واحداً من بين كل ثلاثة عراقيين هاجر البعض من افراد عائلته إلى خارج القطر!!
في إحصائية نُشرت مؤخراً تقول ان هجرة العراقيين من بلادهم هي الأكبر منذ هجرة الفلسطينين، يالا هذا الشرف العظيم الذي يستحق من اجله ان يعيشوا ويشعر العراقيون بأنهم افضل من السابق!!
يبدو انهم كانوا قد قسموا العينات على ان تعطيهم النتيجة التي يرغبون بها لا على ان تكون العينات ممثلةً لشعب يقوده رئيس وزراءٍ يسخر بأبتسامةٍ عذبة من ردة فعلِ السيد بان كي مون الطبيعة إزاء إنفجارٍ دق ناقوس الموت على بعدٍ امتارٍ منه.
تقول القاعدة القانونية ان مايبنى على باطل فهو باطل، والإستطلاع اصلاً مبنيٌ على باطل، فالمقارنة بعد اربع سنوات من الفشل العراقي والدولي بترحيبٍ اقليمي يفترض ان تكون بين الواقع وما كان يُفترض ان تكون عليه.
هم كانت لديهم منذ البداية جملة "العراقيون يقولون انهم افضل الأن من العهد السابق" وارادو ان يعطوها المصداقية عبر الية علمية، فوجدوا ان افضل وسيلةٍ لتحقيق ذلك هو استطلاع رأي خمسة الاف شخصٍ محددين، فنعلن النتيجة التي ستؤكد للعالم بأسره وعلى لسان العراقيين انفسهم ان الواقع الذي انتجه الحرب ورغم كل معاناته مازال افضل من سابقه، بذلك سيحقق او سيحافظ السادة الذين لم يستطيعوا ان يصنعوا عراقاً افضل على شيءٍ من الدعم الجماهيري.
وجود هذه الأرقام المخيفة من الذين فقدوا أعزاء لهم بسبب فظاعة الوضع الأمني ينفي وجود من يعتقد امكانية توفر حياةٍ اسواء من التي يعيشها في بلدٍ فيه "السلطة الأعلى" المتمثلة بمجلس النواب تغلق ابوابها بين الفينة والأخرى لأسبابٍ لم يعرف مثله التاريخ حتى الأن وسيذكره القادمون على سبيل النكتة، فتارةً لا يكتمل النصاب لرحيل المؤمنين لأداء فريضة الحج واخرى لمناقشة رواتبهم وامتيازاتهم وربما لوضع خططٍ استراتيجية لغرض خروج مطابخهم من ازمة الغاز واستسقاء مدافئهم الضمأنة للنفط.
والأنكى من هذا وذاك سرعة إستجابة النواب لما يُقدم لهم من مقترحاتٍ حول جعل يومٍ او ايام من تواريخ معينةٍ كعطل حتى يعلنوا بالإجماع الموافقة عليها!
عقدة الحرية من العقد التي ترافق الإنسان طوال مراحله العمرية وهو يتقنص الفرص ليتهرب منها من خلال التملص من اداء واجباته، وهي تتشكل من الأسرة والمدارس والمحيط الذي سَيَرته ولازالت انظمةٌ تعتمد الكبت كبارسيتولٍ لجميع انواع الام الرأس.
عند الحاجة فالدجاجة الأبطئ هي التي تجرى عليها الأختبارات وإن تعددت انواعها وطرائق تنفيذها، لتتحمل سموم التجارب التي قد تخلق منها ورماً يطال الجميع فيما بعد، فأتقوا حر دموع امهاتٍ لن يرون اولادهن ثانيةً واطفالٍ ستطالكم لعناتهم لفقدانهم ابائهم، وكفوا عن تزوير الحقائق وإن كنتم ترونها تجميلاً لا تزويرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواهب غير مفيدة للمجتمع ???? مع بدر صالح


.. تونس : لماذا كل هذه الفيود على الحريات؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. بعد حرب غزة.. هل ستفوز حماس إذا أجريت انتخابات؟ شاهد كيف رد


.. بسبب التصعيد الإسرائيلي في رفح.. تزايد حدة التوتر بين القاهر




.. أمير الكويت يصدر مرسوما أميريا بتشكيل الحكومة الجديدة | #راد