الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجية عربية وفقا لقرارات قمة بيروت العربية العاتية

خالد سليمان القرعان

2007 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


هناك شريك نموذجي للمفاوضات ، هو ليس دولة عربية وليس زعيما عربيا ، انه وثيقة ، بامكان اسرائيل في مثل هذه الحالة أن تتجادل مع هذه الوثيقة وأن تصرخ عليها ، أن ترفضها أو أن تتبناها ، هذه الوثيقة شريك أبكم ، وهي لا تملك حتى القدرة على الرد.
هذه المرة يدور الحديث عن المبادرة السعودية ، أو كما هي معروفة - قرارات القمة العربية في بيروت 2002 - هذه ليست وثيقة عمل وانما اعلان مبادىء ، وتحديدا للاستراتيجية العربية وفقا للمبادرة السعودية.
اذا وافقت اسرائيل على الانسحاب الى حدود حزيران 1967 والتفاوض حول تسوية مقبولة لمشكلة اللاجئين فستوافق الدول العربية على "صنع السلام" مع اسرائيل وتطبيع علاقاتها معها.
اسرائيل من ناحيتها تعاملت حتى الآن مع الوثيقة وكأنها هي نفسها دولة معادية ، أو على الأصح تنظيما ارهابيا ، ولكن هذه الوثيقة أصبحت ، كما ظهر في الاسابيع الأخيرة ، كنزا سياسيا اسرائيليا لانها تفتح أمامها مسارا جديدا للفرار.
من اجل استغلال هذا المنفذ يُطورون صرعة أصيلة جديدة ، وفقا لهذه الصرعة ، يمكن لحذف أو تخفيف بعض بنود قرارات الجامعة العربية من قمة بيروت أن ترفع الكوابح عن العملية السياسية ، كما فرضتها اسرائيل على نفسها ، وكأن السلام العربي الاسرائيلي كله يعتمد على اعادة صياغة حق العودة ، وليس على الانسحاب الاسرائيلي من المناطق والجولان ، أو إزالة المستوطنات ، أو حل مشكلة القدس ، أو ترسيم الحدود أو حتى اعتراف السلطة الفلسطينية باسرائيل.
تسعى اسرائيل الى إعطاء انطباع بأن المبادرة العربية معزولة عن ضرورة اجراء المفاوضات الحقيقية مع سوريا والسلطة الفلسطينية ، ذلك ان هذين المسارين هما بؤرة الصراع المباشر ، ولن تكون هناك أهمية لأي موافقة اسرائيلية على المبادرة السعودية الأصلية أو المعدلة ، من دون حلّهما.
وللمزيد من التيقن ، سارعت اسرائيل الى وضع شروط مسبقة في كل مسار تفاوضي ، مع الفلسطينيين تطالب بشروط الرباعية ، ومع السوريين تطالب بالشروط الاميركية. والآن تبني سورا جديدا: أولا يجب اجراء مفاوضات وهمية حول قرارات الجامعة العربية ، وحينئذ اذا غير العرب مواقفهم ، فان الشروط التي تحول دون اجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين والسوريين ستبقى على حالها ، بذلك تسعى اسرائيل الى اعطاء حق القرار لآخر دولة عضو في الجامعة العربية.
من هنا يتبين أن التحليل الجراحي الدقيق الذي يجريه خبراء القانون والمستشرقون لقرارات قمة بيروت مثير ايضا ، لكنه بلا معنى ، فالواقع لن يتحدد على يد محللي النصوص وانما من قبل السياسيين ، وقرارات الجامعة العربية ، السابقة أو المستقبلية ، ستكون ذات صلة فقط اذا نضج هؤلاء المفاوضون الى مستوى الاتفاق السلمي ، حينئذ ربما يكون بامكان اسرائيل أن تطالب الدول العربية بعقد الاتفاق معها وفقا لقمة بيروت ، ولكن ماذا ستفعل اسرائيل اذا رفضت السودان أو لبنان أو العراق أو ليبيا؟ ، هل ستلغي اتفاق السلام مع الفلسطينيين أو مع السوريين؟.
حتى ذلك الحين يتوجب على اسرائيل أن تعود الى واقعها والقيام بأعمال التنظيف البيتية الصعبة ، عليها أن تبلور موقفها من الحكومة الفلسطينية الجديدة ، وأن تقبلها كممثلة للجمهور الفلسطيني ، وأن تسمح لها بأداء دورها ، وأن تعتبرها نتاجا لمبادرة سعودية مباركة اخرى هي "اتفاق مكة" ، وأن تقوم ايضا بصياغة ردها العلني العملي على الدعوات السورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع