الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تم تسييس الصراع العربي الإسرائيلي والعبودية ومكافحة الإرهاب لنصرة جرائم مالي

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2007 / 3 / 28
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لاشك أن مصر والجزائر لعبتا دورا كبيرا في نصرة مالي على قتل الطوارق وجلب الدعم الأمريكي والفرنسي لمالي حتى ارتمى الطوارق بقيادة التيار الوطني الحر "المؤتمر الوطني لتحرير أزواد" في أحضان اللوبي الإسرائيلي في أمريكا وخاصة منظمة AIPAC التي وضعت وحدا لانقراض الإنسان الطوارقي الذي كان يقتل بيد زنجية وبسلاح عربي مصري- جزائري وغطاء دبلوماسي مصري جزائري وغطاء أمني من مجلس وزراء الداخلية العرب الذي تهيمن عليه هاتان الدولتان العربيتان.

منذ عام 1956 ألغى جمال عبد الناصر كل الأعراف التي كانت تحكم علاقات مصر منذ معركة عين جالوت بقيادة الظاهرة ببرس ضد المغول مع المشرق والمغرب العربي والتي كان أهمها أن الأمن القومي المصري يمتد من بغداد شرقا إلى تمبكتو غربا بمعنى منع الفرس من السيطرة على العراق ومنع الزنوج من السيطرة على بلاد الطوارق وهو نهج تمسك به الخديويين وسعد زغلول ومصطفى كامل ومنذ سقوط الملك فاروق أصبحت مصر ضد العراق وضد الطوارق فساهمت في إسقاط الحكم الهاشمي الذي كان عامل استقرار فهو للشيعة من أهل البيت وللسنة سني وللأكراد ضمان لحقوقهم ومنذ سقوط نوري السعيد والعراق ينتقل من ديكتاتورية إلى أخرى ومن حرب إلى أخرى لأن مصر لا تريده أن يكون حرا قويا فاعلا وكذلك الطوارق تأمر جمال عبد الناصر مع ديجول ضد الطوارق وقسمهم بين أنظمة مغاربية وزنجية عنصرية تكره كل ما هو أبيض وقامت مصر بتسليح جيش مالي في كل معاركه ضد الطوارق كل الأسلحة المستخدمة ضد الطوارق صناعة مصرية مقدمة هدية للزنوج لقتل العرب والطوارق.

وسياسيا قامت مصر بدعم الأنظمة العنصرية المعادية للبيض " العرب والطوارق " المتعاقبة في مالي وفتحت مصر جامعاتها للماليين السود ليكتبوا للأمة العربية تاريخا مزورا للمنطقة وشوهوا سمعة الطوارق وقامت مصر بمساندة الجزائر في الضغط على الطوارق ودعم القيادات التي باعت القضية كما قامت مصر عبر تراسانتها الأمنية بملاحقة المناضلين الطوارق المعارضين للحكومة المالية ومنعهم من الحصول على حق اللجوء السياسي في الدول الأوروبية وتقديم معلومات كاذبة ومضللة عن بعض القيادات الطوارقية وربطها زورا بجماعات إرهابية نصرة لمالي وزكى النظام المصري نظيره العنصري المعادي للبيض في مالي وقدمه لواشنطن على أنه شريك في الحرب على الإرهاب مما نمى لدى الطوارق نزعة أمازيغية بعيدة عن العرب وعززت ثقة القيادة الطوارقية في إسرائيل واليهود بصفة عامة فاليهود لم يشاركوا في تاريخهم لا في الماضي ولا في الحاضر في أي عمل ضدنا وصارت إسرائيل واليهود مفضلين عند الطوارق حتى التيار الإسلامي الطوارقي يبارك ويشجع التحالف مع إسرائيل بعد ما أظهرته مصر والجزائر من عنصرية ضد الطوارق.

لقد أقنعت مصر والجزائر مالي بأن عليها مواصلة عدائها لإسرائيل والوقوف ضد صدام حسين وحث الدول الإفريقية على مقاطعة إسرائيل مقابل حصولهم على السلاح العربي لقتل الأقليات العرقية ومضايقة المعارضين والحصول على المشاريع التنموية الليبية والخليجية لمنع إسرائيل من دخول القارة الأفريقية وأن مصر سوف توفر لهم الدعم الأمريكي في الحرب على الإرهاب ضد معارضيهم والأقليات العرقية وتوفر لهم الجزائر بحكم علاقاتها النفطية مع فرنسا والاتحاد الأوروبي الدعم الفرنسي والأوروبي وهكذا أصبح كل من يناصب إسرائيل العداء في القارة الأفريقية يحصل على شيك على بياض لقتل وظلم من يريد فمصر توفر له الدعم الأمريكي والجزائر الدعم الفرنسي وهناك مجلس وزراء داخلية عرب مهمته محاصرة ضحاياه أمنيا وهناك مخابرات تلفق التهم وتفبرك الأدلة ضد الضحايا المهم أن يكون الظالم والعنصري عدو لإسرائيل مثل مالي والنيجر .

وهكذا عاش الطوارق 47 سنة من الموت والقتل والمعاناة التي تفوق ما عاناه الفلسطينيين والعراقيين لأن في العراق وفلسطين هناك إعلام عربي ينقل الأحداث لحظة بلحظة معاناتهم بينما في موضوع الطوارق منعت مصر الفضائيات التي يهيمن على صناعة القرار التحريري فيها شخصيات إعلامية مرتبطة بمصر وقد شهدت الأقسام العربية لبعض وسائل الإعلام الغربية هيمنة مصرية تستخدم بتوجيهات من مصر لمنع انتقاد بعض الأنطمة الصديقة لمصر ومع ظهور الفضائيات العربية توهم الطوارق أنهم قد وجدوا من يهتم بهم لكن سيطرة مصر على أغلب رؤساء أقسام الأخبار والبرامج السياسية في تلك الفضائيات حال دون قيامها بتناول الموضوع وأغلب تلك الفضيات ممولة خليجيا وتدخل العلاقات المصرية الخليجية الأمنية والإعلامية كأحد العوامل في عدم تناول تلك الفضائيات لمعاناة الطوارق.

إلا أنه بعد فوز سركوزي سوف تقوم وسائل الإعلام الفرنسية وخاصة إذاعة فرنسا الدولية بتناول الموضوع من وجهة تهيئة الأجواء كما يستعد المحافظين الجدد لتوجيه كبار كتاب نيورك تايمز وكرستيان ساينس منتور الأكثر ارتباطا بالمحافظين الجدد بنتاول الموضوع كما تستعد صوت أمريكا في قسمها الفرنسي لدعم قضية الطوارق وهناك مبادرات أمازيغية وكردية لتسليط الضوء على هذه القضية لأن مصر هي التي تمنع الفضائيات العربية والصحف العربية المهجرية من تناول معاناة الطوارق لأن مصر والجزائر تساند قتل الطوارق على يد مالي وتقومان بتسليح جيش مالي وتزكية رئيسها المجرم لدى صناع القرار في أمريكا وأوروبا وتقودان مجلس وزراء الداخلية العرب لمضايقة الطوارق المعارضين لمالي.

لقد أصبحت قضية الطوارق ساحة تنافس في الحرب الباردة بين محور مصر- الجزائر وبين محور أمريكا وإسرائيل وكل واحد يستخدم أوراقه مصر والجزائر أوراقهم تسليح مالي وتزكية رئيسها المجرم الذي قتل 80 الف طوارق في غضون 18 شهر من المرحلة الانتقالية عام 1991- -1992 وتستخدمان التعتيم الإعلامي لوسائل الإعلام العربية الفضائيات والصحف المهجرية التي يقودها مسوؤليين مرتبطين بمصر بيمنا يستخدم اليهود الساحة الأمريكية لدعم الطوارق .

وقد استطاع المحافظين الجدد خلق توافق فرنسي – أمريكي داعم لاستقلال الطوارق ومنها دعم المرشح سركوزي لدعم استقلال الطوارق والتحرك عبر حلف شمال الأطلسي لتحريك قضية الطوارق وقريبا سوف تبدأ مرحلة أخرى لإحتواء الجزائر بتحريك ملفها النووي والتلاعب بالسوق البترولية لإيصال الاقتصاد الجزائري لمستوى اقتصاد حكومة حماس وتحريك ملفات أخرى في الوقت المناسب لأن أمريكا لا تقبل أن تعطي مساعدات عسكرية لأعداء إسرائيل كما ترفض ما تقوم به مصر من دعم الأنظمة العنصرية لا لشيء إلا أن هذه الأنظمة عدوة لإسرائيل وقد تتعرض إدارة بوش لضغوط من طرف المحافظين الجدد لقطع أو نقص تلك المساعدات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات