الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأغنية البيضاء

رزكار عمر

2003 / 8 / 14
الادب والفن



                                                                                                         شعر : رزكار عمر
                                                                                                        ترجمه :  سفين علي
في وحشة التمعن في حضن الطمأنينة
    كنت أمقت الوابل الداكن المتساقط
                      ومساءاتي الوحيدة ،
العمر الضاجع لأحلامي
والشراين المقفلة لهذه المدينة
ليست الا صرة من التساؤلات
            واندثار قلعة من الاوهام ،
ما انت وما تريده من الحياة
وأين باب بيت مستقبلك ؟ ؟
- أنا روح اكثر بياضا وبراءة من الملائكة
و اعمق اثاما من الشياطين
واود لو اودع ذاتي للأبد ،
انا صيحات الم لما بعد خسارة العمر
ابغي ان تتمد رئتاي وتمسيا كهفين عظيمين
وتصبحا موطن لقاء العشاق من جنس
                      اكثر الوحوش قبحا ،
انا ربيع مسجون تحت الجلد الشفاف لأدمي ما
يوم ما كنت مهدا
ولا اعرف اليد السوداء التي  قطعتني نصفين
لأجد نفسي اليوم اسير لذات تاهت منه
 دربونة وردية ونهر مليء بالاطفال ،
انا نرجس اعمى
لكي اتنسم عرق ما تحت الابط لفراشة ما
اريد ان احب بصدق وللأبد
              أضواء الشارع
                            والطنبور
                                     والرب !
فطمت في حي الغيوم ومحرقة اللبلاب
امتليء فرحا برؤية تهشم زجاج الشبابيك العالية
و اغرق حزنا وبكاء برؤية تعفن بيوض الحمائم البرية
انا طير ما
تعششت في حضن ارجوان الصدق
ومن اعالي السماء
اود ان اريكم ألم نظرة التحقير وعذاباته
هلموا وتحسسوا السموات الجرباء لهذه المدينة
           والزفير الأصفر لأزقتها
واللسان المحترق لنسيم صباحاتها
           والجلد الواهن للأغنياتها ،
ادعوكم لرؤية الأسماك في قطرات دموعنا
و في قاع بحارهم
 ادعوكم لرؤية الأبتسامات الأخيرة على شفاه  جثث أحبابنا ،
أقبل واعطنى يديك نحو الطمأنينة
لنقتحم سوية الصدف البارد للهلع والمخاوف التي لا نهاية لها
خوفي من اغتيالي وجها لوجه
ومن حبي للحياة
ان اموت الف مرة
في اللحظات الأخيرة ما بين الاصبع و زناد البندقية ،
خوفي من رؤية بقايا حصان محترق
                            وجداول الدم
خوفي من الوحدة
والعطش القاهر حين الأحتضار ،
خوفي من سلطانهم وامتدادهم للأبد
                 يدوسون خلايا النحل
               يدوسون عظام الكروم ،
ولو لبرهة
امطروا تفاح سعادتكم بالأسئلة
كيف تتلاشى حقول القمح
وتتشيب فصول السنوات بين ايادهم ؟
ومدى اعماق كهوف جيوبهم المظلمة
وكيف اختفى
بؤبؤ عيون البط
وكيف استئصلت النغمات الحديثة لأيات اليقين ؟؟
لا مكان للجمال والعذوبة في احضانهم
حين يترنمون اغنيتهم البيضاء
تتقيأ حمائمنا  اه  بعد  اه
لتخرج من ثغرها
شموعنا الذائبة والطحين المتكدر عفونة
                           واقراط احلامنا !
لهم يدان
يد تشد على خناقي
ويد تسد نوافذ بيت حبيبتي
لهم عينان
عين تتأمل اغتصاب الجوري
وعين على جفاف العشب المتبقي على قبري
اللعنة عليهم
وعلى مستنقع الأكاذيب خلف ارواحهم
ولعنة على ربيع يمتلىء بورود بلاستيكية
يختفي فيه الخبز
ويحترق فيه الشعر ،
انا كلي لهفة لخيمة كتاب جديد
اريد كلمات تنبعث منها عطر الأطفال
اريد اشعارا
لغسل ازقة ألاحلام ،
اريد بيتا بلا صورهم بلا تاريخهم الميت
اود صورة غزالة و حامل لشعلة مشعة
                          على جدران بيتي
اريد رموشى حرة
تثمر عنبا او رمانا
اريد بيتا في وسطه نافورة شراب طيب
وموقدا لا ينطفىء فية الرخاء
اريد روضة ملأى بمحبة الانسان
وبقدر الوصول الى قلب ظلام السماء
وتلألو حزام المهد
لنجمة مولودة توا
اريد الطمأنينة ... والطمأنينة !!

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل الامتحانات.. خلاصة مادة اللغة الإنجليزية لطلاب الثانوية


.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي




.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم