الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل فكر حضاري خالٍ من التعصب الطائفي والقومي

سلام خماط

2007 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ان أي معتقد لايمكنه ان ينبثق او يتطور الا لانه يلبي حاجة روحية او مادية للمجتمع الذي انبثق وكذلك المجتمعات التي ينتشر فيها، وعندما تتغير ظروف المجتمع وتختلف حاجاته فان ذلك المعتقد اما ان يتحجر لعدم استمراره ومواكبته على التطور الحاصل او يموت كما حدث لكثير من الاديان والمعتقدات على امتداد التاريخ ، والمعتقد هنا ليس بالضرورة ان يكون معتقد ديني بل يمكن ان يكون معتقد ايديلوجي او فكري . او انه يملك صيرورة خاصة تساعده على التكييف حسب الظروف والحاجات الجديدة كما هو حال الاديان الشائعة حتى الان. من هنا يمكن ان ندرس تاريخ الاديان وتنوعاتها الفقهية والمذهبية .ان تمزيق شعب العراق الى معسكرات طائفية وعرقية وسياسية مشتته وخاضعة الى حكومات جرباء منعزلة كان نتيجة حتمية لتمزيق تاريخ بلادنا الوطني الى تواريخ منفصلة ، فللاديان تاريخها وللمذاهب تاريخها وللحركات السياسية تاريخها ولكل فرقة تاريخها ، اننا بحاجة ماسة لاعادة كتابة كل تاريخنا وميراثنا الوطني وفق مبدأ علمي وبحيادية بعيداً عن الطائفية والمذهبية من اجل توحيد الحاضر والاستمرار على هذه الثوابت في استمرارية هذه الوحدة في المستقبل . فالانسان هو ابن البيئة التي نشأ وترعرع فيها والبيئة هنا هي التي توفر له حاجاته الاساسية وبالتالي فان الانسان يتأقلم مع البيئة بشكل يجعل من ذاتيته متناسقا مع الروح العامة وينسجم مع ماتملكه من غايات مشتركة. لم يكن التنوع في يوم من الايام بين الناس انحرافا او خروجا على العادة بل كان من طبيعة البشر منذ اصل الخليقة لانها ظاهرة اقتضتها الفطرة واكدتها النشأة الاجتماعية، ان التنوع في المواهب والامزجة والمؤهلات والطموحات والتنوع في اشكال المماراسات الاعتقادية والاختلاف في المماراسات الطقوسية والسلوكية والاختلاف في المنطلقات الفكرية ان هذا التنوع الايجابي يحفز علىالنهوض بالمسؤوليات الكبيرة ويدفع الى تحقيق المتطلبات النفسية والاجتماعية، لقد اجاز القران لكل فرد من ان يعيش حسب مايراه مناسبا لاارادته وحريته واختيار الطريقة التي يرتضيها ، ان الغاية من اختلاف الناس الى شعوب وقبائل انما هو التعارف وليس التنافر والعيش وليس الاقتتال ، ان اهمية التعايش والاحترام بين جميع المكونات انما هي ضرورة من ضرورات الوجود وان اجمل حكمة قرأتها في حياتي هي الحكمة التي تقول: انت اخي مادمت محترما حقي ***امنت بالله ام امنت بالوثن... والحق هنا هو حق التعبير والاعتقاد والفكر وكل مايرتبط باختيار الانسان شرط ان لايكون فيه ضرر على الاخرين . ان الاديان وارتباطها بشرائع السماء فانها لاتامر الا بالحق والخير وتوصي بالامن والسلم وما كانت يوما عائقا امام التعايش والحوار وانما كان العائق يكمن في الذين يتوهمون بانهم يملكون الحقيقة دون غيرهم ويستغلون الدين والمذهب في السيطرة على الناس والتحكم في مصائرهم ، وهنالك فرق واضح بين المبادئ التى ينادون بها وبين الممارسات الخاطئة التي يقومون بها .
ان الكثير من السلبيات قد استعملت من بعض الذين نعدهم حضارين حتى انهم استخدموا بعض الالفاظ التى لايستسيغها التعامل المدني الراهن فيصفون هذا بالفاسد ويصفون الاخر بالكافر وغيرها من الالفاظ التي لايقرها المنطق الحديث ان من الواجب علينا هو خلق فكر حضاري ينهزم امامه كل من يريد ان يصادر الحرية وكل من يريد ان يجرنا الى الوراء ، ان الفكر الحضاري الخالي من حقد العنصرية العرقية والتطاحن الطائفي هو هدف نبيل يتطلب مبادرة شجاعة وفاعلة وهذه مهمة الكتاب والمثقفين اذا مااتفقت منطلقاتهم وتكاتفت جهودهم الخيرة . ان من الاخطاء الخطيرة التي وقع فيها المثقفون العراقيون هو عدم التعمق في معرفة التنوع الديني والمذهبي والقومي ، وظلت عملية المعرفة هذه مقتصرة على المبادرات الفردية المحدودة . اما بالنسبة للمثقفين اصحاب الاتجاهات الدينية والقومية فانها لاترى من المجتمع غير الفئة التي ينتمون اليها ، فالقوميون العرب والقوميون الكرد قد مارسوا التعصب القومي وتجاهلوا التنوع الوطني اما اصحاب المذاهب الدينية فلا تبتعد عن هذا السياق ابدا ، فكل تيار ديني ركز على ثقافة المذهب او الفرقة التي ينتمون اليها مع تجاهل واحتقار وبغض الطوائف الاخرى . ان سبب التعصب الطائفي والمذهبي هو التجاهل والاقصاء للاخر الذي مارسه القائمون على المذهب او القومية ومن وراءهم اتباعهم حتى توارثوه جيلا بعد جيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا