الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن التجليبة والسوفيت والحزب

رحيم العراقي

2007 / 3 / 29
الادب والفن


التجليبة لون من الوان الغناء الشعبي العراقي وهو بحر من بحور الشعر "الهزج" وقاعدته ان ينظم "المستهل" اولا، وهو شطر من روي واحد:
لجلبنك يليلي الف تجليبة
تنام اهل الهوى وتكول مدري به
ثم تنظم اربعة اشطر اخرى، ثلاثة منها في قافية واحدة، والشطر الرابع يختم بقافية المستهل مثل:
أجلبنك يليلي والقلب مجروح
والونّه بدليلي وساكنة بالروح
والآهات تتوالى وأبد متروح
ومتى أرتاح؟ هذا الذي مدري به
وهذا اللون من الغناء نشأ اول ما نشأ في سامراء والموصل وتكريت والمناطق المتاخمة لها.
ثم شاع وانتقل الى الوسط والجنوب من قطرنا العزيز (العراق)، وارخّ بعضهم لهذا الانتقال بعد الحرب العالمية الاولى (1914 ـ 1918) أي بعد الاحتلال البريطاني للعراق، حيث المعاناة والمكابدة والآلام التي احدقت بالعراقيين، فكانوا ينفسون عن كربهم بالغناء الحزين، ومنه طور "التجليبة".
وقيل ان اسبق من نظم هذا اللون هو الشاعر الشعبي حسن العلكاوي، الذي عاش "في منتصف القرن التاسع عشر" في منطقة محافظة صلاح الدين، وكان العراق آنذاك خاضعاً للامبراطورية العثمانية ومن نظمه في التجليبة قوله:
لجلبنك يليلي الف تجليبة
تنام اهل الهوى وتكول مدربي به
ويروى : "تنام المسعدة..."
لجلبنك يليلي واصيح الله واكبر
وون ما ونت الخنسة لصخر واكثر
لون هم الدهاني ابسدة اسكندر
عفت واضحى لربع ياجوج مسرى به
لجلبنك يليلي ولايج بها الروح
من وني بجن كلهن بنات الروح
يلوما المزعجات من الليالي تلوح
ما جان الكطا عاف الكرى وطيبه
وتقع الاغنية في سبعة وثلاثين بيتا، نظمها العلكاوي بعد اصابته بمرض شديد، كعادة الشعراء في اللجوء الى التشبث بالملاذ الاخير "الشعر الشعبي".
ومن اراد التوسع والاطلاع على اغاني التجليبة فليراجع السلسلة الرائعة : "فنون الادب الشعبي للشيخ الراحل علي الخاقاني".
وتغنى التجليبة في العديد من مناطق العراق على طريقة "الهجع" المصحوبة بالدنبك والطبلة والطبل. مثل:
اجلبنك يليلي اثنعش تجليبة "هجع"
تنام المسعدة وتكول مدري به "هجع"
والمعروف ان الغجريات يغنين "الهجع" الراقص. ويسمى غناء التجليبة ايضا باسم "الهجع ".
هذا عن التجليبة أما ربّاط الكلام فهو الوضع العام في عراق 1975 عندما ضرب الحزب القائد بعهوده ووعوده عرض الحائط وطارد شركائه في الجبهة ونكل بهم بوحشية ..فإمتلأت أولى المقابر الجماعية بالشهداء الشيوعيين وبدأت قوافل الهاربين تنسل من حدود الوطن الى المجهول..
كان الضوء شحيحاً على جسر الشهداء ونحن نعبره سيراً على الأقدام بعد منتصف ليلة إستذكرنا فيها أسماء من رحلوا من أصدقائنا قبيل القبض عليهم : عبدالله صخي وعبد جعفر وجمعه الحلفي وفاضل الربيعي وعشرات غيرهم ..وقف شقيقي كريم العراقي في وسط الجسر وكان قد خرج قبل أيام من توقيف إمتد لثلاثة أشهر..وقال : لنكتب شعراٍ على وزن التجليبة ..ضحكنا جميعاً داود سالم والمرحوم هادي السيد حرز والشهيد عواد عبد الواحد والشاعر المعلم جاسم محمود وحسين ريشان وأنا.. لكن كريم العراقي إرتجل قائلاً :
أجــلبنك يليلي أثنعــش تجــليبه
وضعي صعب والسوفيت تدريبه..
****
صحيح البكــر نكــّل بالوطن والناس
وراية حكمه صارت فاس فوكـَ الراس
لكـــــــن قارنه بصــــــدام بالمقياس
راح تشوف حُكـــــمه منتهى الطيبه
أجلبنك يليلي إثنعش تجليبه.....
****
فقلت أنا :
أجلبنك يليلي والبكر صدام *
هو المحكمه والعفو والإعدام
هو النفط والأوقاف والإعلام
والسلطات كلها صارت بجيبه
أجلبنك يليلي إثنعش تجليبه.....
****
* قصدت بـ(البكر صدام ) أن البكر مجرد واجهة لنائبه القوي صدام..وأن البكر الحقيقي هو صدام..
سلاماً لتلك الأيام..سلاماً للذكرى الـ74 لمولد حزبنا الشيوعي العراقي.. مهما كان وكنا ونكون..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب