الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-بالروح بالدم- نفدي من؟

حازم صاغيّة

2003 / 8 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 الحياة اللندنية

 الأربعاء 13 أغسطس 2003 04:05

 

أصاب حزب الله، بالنار، أكثر مما يجب. إذاً: أخطأ، بالسياسة، أكثـــر مما يجــب.
كلما أصاب بالنار أكثر أخطأ بالسياسة أكثر. هذه معادلة يومنا الراهن. إنها تعاكس معادلة الأمس: كل إصابة بالنار إصابة بالسياسة.
شيء آخر لم يوفّق فيه حزب الله. شيء يكشف، بدوره، طبيعة المرحلة الجديدة: أطـلق في السماء علّه لا يصيب. أصاب. وأصاب في الأرض.
السوريون صاروا يعرفون تلك القواعد جيداً. صاروا يحاولون العمل بموجبها. الإيرانيون أيضاً ربما باتوا يعرفونها منذ حل الأميركان في جوارهم. لكن المشكلة أن حزب الله إن لم يلعب بالنار فبماذا يلعب؟
الواقع أن الحزب بدأ يبدو مسكيناً: عرض، كي يعود إلى متن الصورة، ورقة الأسرى. لم تجد الورقة شارياً. أطلق النار بهدف أن لا يصيب. أصاب. رُعاته الاقليميون ما عادوا متحمسين لعملياته. الوضع الدولي لا يوافقه تحليله للخط الأزرق ومزارع شبعا. حتى كوفي أنان وفرنسا لا يوافقان. اللبنانيون، وقد تحرر الجنوب، مهتمون بموسم اصطياف ناجح. الشيعة، وقد أطيح صدام، مهتمون بالعراق. العرب والمسلمون كلٌ بهمّه. "القضية" موزعة بين فلسطين والعراق.
العملية الأخيرة لن تخفف البطش الشاروني العديم الرحمة بالفلسطينيين. دور حزب الله في خدمة فلسطين صار، منذ مدة، وبالاً على الاثنين. الجديد ربما: أن حزب الله، بعد هذه العملية، ربما فقد دوره في خدمة سورية كذلك. السوريون ربما باتوا في حاجة إلى أولويات جديدة: إلى سلوك يبعد عن شفاههم كأس قانون "المحاسبة". إلى التركيز على السياحة في بلودان بما لا يقل عن التحرير في الجولان. المؤكد أن دمشق مهتمّـة باستئناف العلاقات التجارية مع بغداد "الأميركية". بعض المغريات الدسمة: بناء أنبوب نفط جديد وتشغيل قطارات.
لكن لأن السوريين غدوا كذلك، ربما أشّرت العملية الأخيرة إلى شيء كبير: إلى بداية نهاية الوجود العسكري السوري في لبنان!
الوظيفة الباقية لحزب الله ستكون دوره في دعم الحكم اللبناني. الوجه الآخر لهذه العملية: تلقّيه دعم الحكم اللبناني، أو بالأحرى نصفه. الاثنان ينتميان إلى تركيبة واحدة تهتز، وقد لا يجدان، بعد وقت قصير نسبياً، غير مزارع شبعا أساساً لاستمرارهما حيث هما.
مع هذا: يمكن أن نستمع، بعد حين، إلى حسن نصر الله يلقي خـطبة نارية أخرى. يمكن أن نسمعه يهدد ويتوعد ويتصبب عرقاً. ويمكـــن أن نسمع أصواتاً تهتف له "بالروح بالدم نفديك يا...". لكن آخر "بالروح بالدم..." سمعناها كانت لملحم زين، بطل برنامج "سوبر ستار" التلفزيوني، الذي صار لديه "مؤيدون" يهاجمـــون مبنى التلفـــزيون!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة غير مطروحة ق


.. استقبال حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة




.. أسرى غزة يقتلون في سجون الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحقهم


.. سرايا القدس تبث مشاهد لإعداد وتجهيز قذائف صاروخية




.. الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد يترشح لانتخابات الرئ