الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نظام الملالي المتأزم في ايران آخر من يحق له الحديث عن تجاوز في الحدود الدولية
طه معروف
2007 / 3 / 28مواضيع وابحاث سياسية
أحتجزت ايران قبل أربعة أيام 15 بحارة بريطانييين في المياه الأقليمية بينها وبين العراق ،بحجة دخولهم مياهها الأقليمية .وتدخل هذه المناورة السياسية في إطار لعبة قديمة للنطام،لتضخيم الخطر الامريكي الغربي الوهمي على حكم الملالي في ايران. تشكل سياسة خلق الأزمات الخارجية ، جزء من إستراتيجية النظام الايراني وتهدف الى إحتواء وحرف المسار النضالي الجماهيري في ايران نحو الأخطار الوهمية المصطنعة في المطابخ الإسلامية في قم وطهران. لسنا الآن بصدد التحقيق حول مصداقية الرواية الإيرانية او بريطانية-عراقية في تجاوز عدد من البحارة في مياه الأقليمية التابعة لهذا الجانب او ذاك .ولا توجد في الحقيقة اية دليل تثبت صحة إدعائات الطرفين في المياه الاقليمية المعروفة لدى العراقيين بمياه شط العرب و لدى إيرانيين نهر كارون . المسألة ليست مسألة تجاوز المياه الأقليمية الإيرانية بل هي ضرورة خلق مبرر لأزمة سياسية جديدة تهدف الى تضليل الجماهير الإيرانية ومن ثم تعبئته لتقف خلفها كأمثل الطرق لإحتواء الحركة الجماهيرية المعارضة وبالتالي القضاءعليها..
فإدا كان هناك الحديث عن التدخل والتجاوزات ،فإن ايران الملالي هو آخر من يحق له الحديث عن التدخلات والتجاوزات الحدودية.لإن تأريخ السياسي لهذا النظام مرتبطة بتدخلات والتجاوزات الى ابعد الحدود. بل إن مصير النظام مرتبط بالتدخلات والتجاوزات . انظر تدخل الايراني في فترة حكم البعثيين في العراق وخصوصا في كردستان العراق حيث لم تكتفي هذا النظام بالتجاوزات التقليدية ، بل عبر عمق أراضي كردستان-العراق ووصل مرتزقته من الحرس القمعي الى مدينة كويسنجق القريبة من مدينة كركوك.او تدخلاته في فلسطين عن طريق شبكة من عملاءه لزرع بؤرة الشر الطائفي و تمزيق النسيج الإجتماعي للمجتمع الفلسطيني . ايران هي السبب الرأيسي وراء التدمير الأخير للبنان عندما تدخلت بصورة سافرة في الشأن اللبناني و قامت بتحريض حزب الله لتقوم بمبادرة في تفعيل ازمة مع اسرائيل عن طريق اختطاف جنديين اسرائيليين .وهناك عشرات من الثكنات العسكرية في لبنان لحد الآن تشرف عليها الإستخبارات الإيرانية . وإذا نتحدث عن الدوروالتدخلات الإيرانية في العراق في ظرف الراهن ،فلا يمكننا التوقف عند حدود تجاوزاتها العلنية الهدامة بل يجب ان نتحدث عن تلك الشرعية الغادرة الذي تعطي لنفسها في حق التدخل العلني عبر اجهزته القمعية لفرض نموذجه الإسلامي المتخلف على العراق.
ما ذا تعني السيادة والحدود في نظر حكومة الملالي التي تسمح لنفسها بالدخول الى العراق والتجول في مياهه وارضه وان يتشكل الميليشيات المسلحة وفرق الموت في طول وعرض العراق للمساهمة بجانب قوى الإحتلال لنسف اسس الأمن والاٍستقرار كطرف اساسي في الحرب الإرهابية على العراق .هذا الحرب الذي سببت في خلق اكبر كارثة لملاين من الأبرياء في العراق .
إن المستفيد الأول في منطقة الخليج جراء تدخل الدول الاجنبية والحرب على العراق ،هي ايران بدرجة الاولى من الناحية السياسية والاقتصادية .فمن الناحية السياسية توسع نفوذه الاقليمية بعد ضم معظم مناطق العراق الى امبراطوريته الإسلامية. واصبح مناطق شاسعة من العراق تحكم بفوهة البنادق الإيرانية.وادى ارتفاع اسعار النفط نتيجة استمرار الحرب على العراق الى فتح ايدي حكومة الملالي لتمطير الحركات الإرهابية بالمساعدات المالية واللوجستية والحربية حتى اصبح ايران في نظر الجماهير الغفيرة من العراقيين بإنه الممول الرأيسي لجميع المقاتلين الإرهابيين في العراق .ان ايران بأمس الحاجة في صنع وخلق بؤرة التوتر والصراع في المنطقة اكثر من امريكا وبريطانيا لإن النظام هي نظام متأزم اصلا و تحتاج بالضرورة لخلق الأزمة تلو الأزمة لتجاوز على ازمتها الداخلية الحقيقية مع الجماهير من اجل الإدامة بحياته السياسية. لذا فإن ازمة احتجازعدد من البحارة البريطانية جائت كحلقة من سلسلة من الحلقات التآمرية تستهدف الجماهير الإيرانية بهدف انشغالها بالخطر الوهمي الامريكي الغربي على النظام الإسلامي من جهة، ولتغذية صراعه حول الملف النووي والعقوبات الدولية المحتملة من جهة الثانية.هذا النظام الذي كان في الأصل وليد إتفاق عدد من الدول الغربية من ضمنها امريكا وبريطانيا بغية قمع وسحق الثورة الإيرانية التي إنبثقت من اجل قضاء على الإستبداد و تحقيق الحرية والرفاه الاقتصادي والاجتماعي .
26-3-2007
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كيف نجا القيادي في حزب الله وفيق صفا من محاولة اغتيال إسرائي
.. الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين في وقت ذروة الحركة فيها
.. مراسل الجزيرة يرصد حالة الزميل فادي الوحيدي في مستشفى الخدمة
.. مصادر إسرائيلية: نتنياهو وبايدن حققا تقدما بالتوصل إلى تفاهم
.. مناشدات لإجلاء مصور قناة الجزيرة علي العطار خارج قطاع غزة لت