الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موريتانيا الشامتة بالعرب!

اسماعيل خليل الحسن

2007 / 3 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


(شعوب متخلفة شعوب قبلية و عشائرية شعوب جائعة لا تنفع معها الديمقراطية و لا تقاد إلا بالعصا ) هذا هو الهذيان الذي يعلكه المفتونون بالاستبداد، فهل هو قانون التطور المتفاوت الذي يفسر كيف, في وقت واحد, تقفز موريتانيا و تهبط مصر باستفتاء مريب, وكذلك غيرها من الدول التي قطعت شوطا بعيدا في الثقافة و التطور؟
يقال إن السمكة تفسد من رأسها, و بالعكس فإنها تصح ما دام رأسها متعافيا, و الرأس في دول العرب هم العسكر الذين عولت عليهم الأحزاب و القوى الثوروية لتحقيق برامجها, باعتبارهم القوة المنظمة الرئيسية بل الوحيدة في مجتمع مذرور, ومنحت لهم الفرصة التي يسيل لها لعابهم, فتدحرجت السلطة من يد إلى يد عبرالانقلابات إلى أن وصلت إلى الاستحكام الأخير, و الحاكم الأخير, خاتم الحكام, الجوهر الفرد, الحقيقة المتعالية, كلياني القوة و المعرفة.
لم يتحول العسكر في العالم العربي إلى مؤسسة, فتنطعوا للسياسة, و تصدوا للمشكلات الاجتماعية بأساليبهم الأوامرية, فاحتقروا الحياة المدنية وتفككت اللحمة الوطنية للمجتمعات, و صبوا ـ إضافة إلى مشكلاتها ـ مشكلات غير أصلية فيها.
كان هنالك استثناءات في العالم الثالث قاطبة
ـ سوار الذهب في السودان, يتنازل عن السلطة للمدنيين و تجري انتخابات ديمقراطية لم تدم نتائجها طويلا حتى انقض العسكر من جديد و أعادوا دورة الحياة إلى سابقها, وما زال السودان يتخبط باضطرابه رغم عديد الاتفاقيات و المفاوضات و المصالحات.
ـ ولد فال في موريتانيا حيث جرت انتخابات ثم مناظرة بين المرشحين الفائزين وكأننا لسنا في بلد من العالم الثالث, فهل يدوم الحلم الموريتاني, أم ينتظر إجهاضه من متربص خلف مدفعه, سينطلق ذات ليلة صحراوية فيحتل القصر الجمهوري و الإذاعة, ليطلق بلاغه رقم واحد زاعما انه المهدي المنتظر الذي جاء ليخلص الشعب من مساوئ الديمقراطية؟
ـ التجربة الهندية: حيث عزز المهاتما غاندي و سلفه جواهرلال نهرو روح التسامح, و تمسكا بالخيار الديمقراطي, و هنالك من يتحدث اليوم عن معجزة هندية ما زالت تتلمّس طريقها إلى التجذر.
ـ تجارب شعوب شرق آسيا حيث تلازمت التنمية الديمقراطية والتنمية الاجتماعية فيما أطلق عليه اليوم اصطلاح النمور الصغيرة.
ـ التجارب الحديثة في أمريكا اللاتينية
ـ دول ما كان يسمى المعسكر الاشتراكي بعد تفككها فمنها ما اندمج في العالم و منها ما جرى تصحيح تجربته بحراك شعبي, و منها, و خاصة في القسم الآسيوي, ما لم يبرح التقاليد الاستبدادية, حيث حكم الأفراد و العائلات.
ـ نموذج تركيا الكمالية: حيث المفارقة في كون العسكر هم ضمانة العلمانية بينما كانت تتربص قوى سياسية و إيديولوجية مختلفة للنكوص بها, ندرج تركيا ضمن هذه التجارب رغم مأخذنا على السياسات الشوفينية تجاه الأعراق الأخرى غير التركية كالأكراد و الأرمن, و التي نرى في, المزيد من الديمقراطية, آفاق حلول لهذه المشكلات ضمن إطار الدولة أو خارجه, وليس في مشاريع التقويض و التفتيت لها.
ـ لا نضع ضمن التجارب الديمقراطية الوصفة الأمريكية المعلّبة و الناجمة عن غزو خارجي حيت لا شيء مشترك يجمع بين الديمقراطية و الاحتلال, و البلد المحتل هو بلد فاقد للحرية التي هي جوهر الديمقراطية.
و أخيرا
تنعدم فرص التغيير من الأسفل إلى الأعلى بحراك اجتماعي, و مثال موريتانيا يطرح حلا مختلفا, و هو التغيير من فوق, فهل سيترسّخ لدى العسكريات العربية و العالم ثالثية وعي ضرورة الديمقراطية فيصبحون ضامنين لها لا متربصين بها, حيث تحتاجهم ثكناتهم, والعودة إلى مهامهم الأصلية مهام الدفاع عن الأوطان, مبتعدين عن السيامية و الاقتصاد, تاركين ما لله و ما لقيصر لقيصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله