الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد اربع سنوات من التغيير...العراق والاستراتيجيات المتغيره..؟

ناصرعمران الموسوي

2007 / 3 / 29
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟


ماإنفك مشهد التغيير العراقي الذي تمخض عن سقوط نظام البعث في العراق في 942003 يثير الكثير من اللغط والطرح حتى صار هذا المشهد سيدا لكل الاجندات والبرامج السياسية وليس ذلك فحسب وانما اصبحت صورة المشهدالعراقي




هي صورة الحدث الذي تنتمي اليه اوتتفرع منه كل الاحداث وذلك بالمطلق لم يأت من فراغ وانما جاء من جملة مسلمات انتجت ذلك,الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هو ان ذلك جاء طبقا لتداعيات الاحداث ام انه كان اجندة ما، لاستراتيجية معينة؟
لا يمكن الجزم باحدى الفرضيتين ولكن بمتابعة دقيقة الى ما آل اليه الحدث العراقي نستشف مايأتي:
1. ان نظام صدام كان بحد ذاته مثار اشكالية مهمة ما زال التباسها حتى هذه الساعة يؤكده ماحدث بعد اعدامه - على الاقل من الناحية الاقليمية وبخاصة دول الجوار العربي-وصورة الاشكالية في نظام صدام انه نظام هجين بكل شيءفمن الناحية الدولية ترى الشيء ونقيضه فهوبين المعسكر الاشتراكي تنظيراو هو يرتع باحضان الاجندات الاميركية وبخاصة في حربه ضد ايران حيث لايخفى مقدار الدعم الاميركي له في تلك الحرب ,كماان علاقاته العربية تدرجت بين استخدامه كوسيلة حينا واستخدامه كاجندة لدرء الاخطار التي تقلقهم ولم يدر في خلدهم ان هذا النظام سيستشري بعد ان الغى الوجودالحقيقي لابناء شعبه اليهم، ليمارس دور الزعيم العربي الذي اوهموه به وصدق ذلك، برغم الحصار الذي فرضه المجتمع الدولي عليه والذي يشبه كثيرا حالة الحجر القانونية، اعطى لهؤلاء الكثير من حالة الاشكالية التي التبست على الكثير من شعوبهم حتى ماعادوا يرون في صدام إلا تلك الصورة الاعلامية المزيفة التي نجح اعلامه بمساعدة الهبات والعطايا ان يصورها مثلما يريد ويرغب.
2. الوضع العراقي الداخلي الذي فقد الثقة بحالة التغيير ودخل في اتون يأس يحرقه حتى ان امانيه في سقوط هذا النظام ذهبت ادراج الريح وبخاصة بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة والانقلابات العسكرية التي لم يكتب لها النجاح وبخاصه انقلاب (مظلوم الدليمي) وما تبع ذلك من انطباع واضح لدى ابسط عراقي ان هذا النظام محاط بسياج دولي واقليمي يتعذر خرقه,ومع كل ذلك كان الشعب يدفع بابنائه لساحات المقاومة فراح يطحن بين فكي السجون والمقابر الجماعية.. وفقد ثقته في التغيير الخارجي وخاصة بعد احداث العام 1991.
3. الاخطاء الاميركية ابان سقوط النظام وتشكيلها لمجلس الحكم على اساس طائفي الذي تداعى بعد ذلك ليدفع بالتيارات الدينية ان تمسك المشهد العراقي بتلابيبه فهي اما ممسكة بالعملية او بالضد منها الامر الذي جعل الاجندات الاميركية في موضع اتهام من مواقفها السابقة فالديمقراطية وحرية الرأي وما يستتبعه من منظومات اخرى تهيئ للعراق ان يكون قبلة الشرق الاوسط الديمقراطية لم يستمر وفقد اغلب مريدي التغيير رغم الاتفاق المهم بعملية تغيير نظام صدام، ان غياب العلمانية كآلية حكم واضحه في العراق والسير ضمن الخط العولمي في نواحي الاقتصاد والادارة وبخاصة (نظام الخصخصة)امرا لايستقيم مع تسلسل منطقي واضح.
4. الاسقاطات الاقليمية والدولية واثرها في مشهد العراق الجديد واضحة للعيان مما يعني ان امريكا تفقد طرفي الخيط فتداعي الخلافات والنزاعات المتمخضة عن السياسة الاميركية وجدت في العراق ساحة خصبة لتصفية الحسابات وما المؤتمر الدولي الذي انعقد في العراق الا ترجمة لما ذكرنا، وهذه النزاعات وغيرها صارت تعتاش على الوضع العراقي كونه مستنقعا لاميركا وان الاوان لمحاسبتها او ابتزازها على الاقل وهذا ماتفعله البلدان الاقليمية، فالتخندق الطائفي الذي وجدت فيه بعض الدول ضالتها المفقودة لم تكتف بالترويج له وانما صارت تدعمه بشكل علني، اخذ في بعضه عقد مؤتمرات كما حدث في مؤتمرات اسطنبول وليس ذلك بخاف على السياسة الاميركية التي صبرت وفي العين قذى، وقد تداعى المشهد العراقي حتى في داخل الولايات المتحدة الاميركية فالعراق ضمن برامج الانتخابات الاميركية سواء الكونكرس او الرئاسة، وليت الامر يمر على عواهنه.. لكن المشكلة هي ان ذلك انعكس على العراق فراحت ساحاته وشوارعه التي تألفت صوت العربات المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة، تقطع وتحرق ابناءه وتحولت بغداد قبلة السلام والحب الى ساحة يجول فيها المسلحون من مختلف مشاربهم ينفذون اجندات يكون الجسد العراقي هو مسرحها فصارت الجثث مقطعة الرؤوس ومجهولة الهوية مظهرا لها، هذه المشاهدات اعادت للاذهان ضرورة تصوير الواقع بشكل جديد.
ان هذه التداعيات همشت الرؤية العراقية لحدث التاسع من نيسان الذي خرج فيه العراقيون وهم يحلمون بالغد الافضل، فقد ولى زمان الطغاة وتحرر شعبه، ومادام ذلك طويلا فالحرية التي غمرت العراق صارت فوضى وسلطة القانون تهاوت امام سلطويةالسلاح والعشيرة والمعتقد.. ان مرور الذكرى الرابعة تجيء اليوم والعراق مستباح للارهاب العربي والاقليمي والاجندات التي وجدت في العراق ضالتها.. لكن مع كل ذلك لابد ان نؤشر للعراق حجم تحضره وحبه للحياة التي يريد فتجربة الانتخابات والدستور وتشكيل حكومات تجاهد ان تمتلك زمام المبادرة في ادارة العراق، يترآى ذلك عبر اهم نجاح تحقق في خطة (فرض القانون) وهومد جسور الثقة بين العراقيين فهبوا على اختلاف مشاربهم يطردون الارهاب الذي عاث فسادا… اننا وإذ نسجل الملاحظات المهمة في تداعيات الذكرى الرابعة نتطلع الى غد الشعب العراقي الذي سينفض غبار العوادي ليكون كعهده بلد الحضارة الاولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم


.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في




.. نائبة بريطانية تدعو حكومة بلادها إلى الضغط على إسرائيل لوقف


.. أخبار الساعة | عمالقة النفط يدعمون حملة ترمب بمليار دولار




.. أخبار الساعة | -بوينغ- تسجل 3 حوادث جديدة خلال 48 ساعة