الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بهم الينا بتناسخهم المفضي للاندثار

سلام صادق

2007 / 3 / 29
الادب والفن


بهم إلينا...

العدد الهائل من القتلى والمجانين

نبارك راياتهم الخافقة

كقفاطين الكهنة

الملفوفين بأساطير الحصون المنيعة

مومياءاتٍ تتصحّر على جلودها

طعنات التاريخ

بهم إلينا...

اصحاب القبعات المائلة على الاصداغ

هم وحدهم جديرون بهذا الدم المتعفن

والنظارات السوداء

والفداء الاخرس

متخثرا في قناني الاختبار

بهم إلينا...

السابحون في دخان اعذارهم

نعبر بهم غيبوبة الكواكب

نحو حفل الزعفران البكر

هالات لأيقونات

وجوهها تشحب في كراسي الاعتراف

بهم إلينا...

الفياضون في مشاعرهم القاتلة

ثعالب عولمية الذيول

يهشون بها لطرد الذباب

عن فضائحهم

وعن لزوجة الدم الفصيح

يحتكرون قوانين الهواء

ويبذخون في نفخ الجثث

بفحيح الشظايا

بهم إلينا...

الشاغرون من رؤوسهم

نُريهم مواقع العجلات

التي ستمرق عليها

حالَ انحراف البوصلة

ذات اليمين وذات الشمال

بهم إلينا...

اصدقاء الخوف والخجل

نزّوق لهم الرعشة

بين ساقي بلاد

تتمرغ في ذروة الصهيل

فتموء

وتروح كالقطط تاكل ابناءها

بهم إلينا...

بقايا السبي

يبسطون المائدة

ويطيلون الاظافر

حتى شغاف المنطق المهتوك

وانحناءة السياط على الاضلاع

بهم إلينا...

المتساقطون على مهل

نرفعهم من تلابيبهم بالملاقط

ونصفهّم كالاواني المستطرقة

فخلف طاحونات عشاءهم الاخير

تدور رحى الطوائف والاخلاط

نواعير من دمٍ وطني

بهم إلينا...

الصعاليك النبلاء

يتجذرون في مشاعية الطين

لتمتد أزقة الانين

حتى بيوتهم ارخبيلات الموت

الواقف بالمرصاد

لنا ولهم وللطارئين

بهم إلينا...

المغدقون على الينابيع

اصابعهم اغصانا

الباحثون في الدهاليز

عن جنية القول

نرتق جراح قمصانهم

بحكمة الورق الصقيل

تمائما لطقوس عامرة

او رسائلا لمحو الفراق

بهم إلينا...

المبعثرون بفعل الطيش

والمحتشدون لشدة الفزع

المتشظون باحتمالات المرايا

الداخلون من بوابات متباعدة

لانتحاراتهم المتوّجة

بهم إلينا...

الضحايا المدفونون في البريق

ينسربون من ثقوب الرصاص

يرتبون ازرار الجهات بعناية فائقة

ويرتقون اسمال الوطن

في رثاثة الملاجيء

بهم إلينا...

الاقزام المذعورون من اقدامهم

يتباهون بسراويل العمالقة المطأطأين

ريثما تشك اصابعهم سماوات المنفى

وتهطل القواميس على رؤوسهم

مطراً من الاحذية العسكرية

بهم إلينا...

فرسان المكائد والاباطيل

نخوزقهم ببهاء الحق

ونعمدهم بنداوة المهاميز

على اعجازهم الخاوية

فاجسادهم طعنات بور

واهدابهم محض شوك وعاقول

بهم إلينا...

العوادون المتراخية اصابعهم

يشنقون سباباتهم الماكرة

بعقابيل المسرات العابرة

وعازفو الكمنجات يفتلون لهم

اوتار الحرير

بأنات الضياء المخطوف

بعشرينَ دفترٍ كفدية

بهم إلينا...

سواق الشاحنات الحكومية

يقددون طرقاتهم الداجنة

ويهزأون ان الضباب يخرج للنزهة

بصحبة الغبار

وعلى الخطوط السريعة

بجوارب مثقوبة

يتدفأون على عوادم الغاز

بهم إلينا...

الفلكيون بنبؤاتهم الشاهقة

يتمتمون حيرتهم للمجرات

فيندلق الوميض قنابل

يختبأون وراء اكياس الفحم

يتلصلصون على من يفتض

بكارة النجوم

دون ان يحركوا سديماً ساكنا

بهم إلينا...

المبصرون العميان

يتصيدون في المنعطفات

غزالات منع التجول

ترتاد نبع الغواية

لتنزع مقلها على صفحة الماء

وتفر قبل ان يخرَّ القمر

مضرجا بنزيف الرصاص

... بهنّ الينا

المومسات الباذخات بالسهر

يستدرجن الثانية عشرة

من يقظة المعاطف

الى شقق عطنة

تتدحرج على سلالمها القناني

حتى هبوط الفجر مع الزبالين

وكنس شظايا الزجاج من الاحداق

بهم إلينا...

المخرجون الطليعيون

ينفثون اللهيب من غلايينهم

وبمجرد ان تلامس الهواء

تستحيل رؤاهم الى رماد

فتتمكيج الكوابيس في الساينس فكشن

وتكتحل عيون الديناصورات

بميلانكولية هوليوود

بهم إلينا...

الشعراء الغاوون

اصابعهم في مطفئة الحدس

تطبق على جمرة الهذيان

تحترق السبابات وهي تلهج

باعقاب المجزرة

فيدعمونها باصبع مجاورة

ويرفعون شارة انتصارهم V

بهنّ الينا...

اميرات الليل الماكرات

يبلورن اردافا من عظم العاج

تيجانا لرؤوس ملوك عميان

يتبولن على اعقابهم

فيما الملوك يغرقون في الشخير

يطلقون الرعية من مناخرهم

ويمنحونهم الحرية في العطاس

بهم إلينا...

الطائشون مثل رصاصة طازجة

متلفعة بشالها الاحمر الخفيف

بعدما انجزت واجباتها بأمانة

فراحت تبالغ في المراهقة

وتتحصن في مهبل البطولة

من زناتها ومن كيد الكائدين

بهم إلينا...

رفاق من الخوف

لايرفقون بهشاشة غاندي

ولا يفرقون بين مرعىً

كعصفٍ مأكول

ووطن لسلالات الماعز

او بين جثة قرصانٍ تطفو

وجزيرة تتوارى وتغرق

بهم إلينا...

الآباء حين يلعثمهم السكوت

فينسى الاطفال الكلام

سرقتهم القذائفُ مخارج الحروف

وزخرفتها على الابواب والحيطان :

رثاثة طائثة

بهنّ الينا...

العواصم افترست ناسها

فمن حجارة البيوت ذاكرة

وفي نبض الصلصال

اشواق للنسيان

وقد ألحقت الحرية مواعيدها

بمؤخرة المصادفة

على ظهر حصان هرمٍ يشيخ

بهم إلينا...

العاطلون عن غواية البنادق

المتأبطون حتوف غيرهم

قِرباً من النجيع

الموثقون بحِقب التسول الطويلة

المتصابون المسرفون

بالاصباغ السوداء

وبحموضة تلك الازمنة

نصعد بهم شرفات الملل

ونهيل التراب على تجاربهم

ندفنها وهي حية تتنفس

بهم إلينا جميعهم...

فالشوارع استحالت سلالم للعزلة

لا تفضي لوجه الله

الاشجار تبعثرت كاشلاء المواسم

والناس حصاد هشيم

وعلى طول الدم هنالك دم يسيل

وعلى طول الطريق سنابل

ماحلة

وعلى طول الهاوية انهار

عمياء

وعلى طول الخرائط سعف

محترق

وعلى طول الحكايا هنالك دمع

وعلى طول المدى هنالك اسلاك شائكة

وعلى قصر العمر هنالك

صبر طويل

وحروب مؤجلة

بهم إلينا جميعهم...

نلقي التحية عليهم

وربما نعانق بعضهم ببرودة موتنا

ونبصق في وجوه البعض الآخر

نمحضهم النصح بان يخلعوا الاقنعة

ويتركوا الوطن حاسرا

) ربي كما خلقتني(

إلا من قطيفة ذاكرة ملوثة بالدم

ليروا سيمائهم في جبينه النازف

سيان في مرايا الدمع

او في شظايا الانفجار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى