الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السقوط

على أحمد على

2007 / 3 / 29
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟


إن الحديث في ذكري سقوط بغداد – الذكرى الرابعة - ليعد من الأمور المؤلمة اشد ما يكون الألم ، فبغداد تعد بحق حصناً حصيناً من حصون الكرامة العربية والتي بسقوطها امتهنت هذه الكرامة كثيراً ، ولكن دعنا لا ننساق في الأمر من الناحية العاطفية ولنقوم بتحليل الحدث فبعيداً عن العاطفة ، فسقوط بغداد في 9/إبريل/ 2003 كان مجرد سقوط إعلامي بحت فالقوات الأمريكية بمعاونة القوات الإنجليزية كانت لا تزال بالفعل تحارب في الجنوب بل عن المعارك لم تكن قد انتهت بعد في المدن الحدودية بين الكويت والعراق إذاً فكان لا بد في هذه اللحظة من مسرحية درامية تتمثل سقوط بغداد فكل المتواجدين في بغداد فقط حول تمثال صدام ، بل إن صدام نفسه ظهر في حي المنصور في ذلك اليوم وظهر الصحاف أيضاً وزير الإعلام العراقي – ولكن دون أن يلقي بياناً تلفزيونياً ظهر الجميع في بغداد بل إ، البعض يؤكد أنه حتي بعد هذا اليوم لم تدخل دبابات أمريكية بغداد سوي هاتين الدبابتين واللتان ظهرتا حول تمثال صدام حسين إذن فالغرض من الأمر مجرد سقوط إعلامي ثم يأتي السقوط الكامل فيما بعد لا يهم الآن ، وللسقوط افعلامي مزاياه الخطيرة بالنسبة لأمريكا – وأمريكا تجيد استخدام مثل هذا السلاح "حرب الميديا" جيداً لذا فنحن أمام دراما والمكاسب هائلة فأمام العالم كله – لاحظ أن الكاميرا الوحيدة التي صورت المشهد لم تتحرك عن مشهد التمثال يميناً أو يساراً – وذلك للضغط الإعلامي بتكريس هذه الصورة ، وتصوير أمريكا منتصرة ، والعراقيين مجرد شراذم ولصوص أتوا ليسقطوا تمثال رئيسهم بيد المحتل ولهذا – وكما يريد الأمريكيين أن يفهم العالم – فهم شعب قاصر لا يستطيع إسقاط السلطة بنفسه وخائن يفرح لسقوط السلطة علي يد محتل ومتعطش للحرية التي أتت أمريكا لتعطيها إياه ، هذه هي الصورة التي أرادت امريكا طبعها في أذهان الناس بالتحديد في الغرب ونجحت في ذلك في بداية الأمر كأحد بعيد وأنا هنا لست بصدد الدفاع أو الهجوم علي نظام صدام حسين ولا اعتقد أن نظام ديكتاتوري أفضل من احتلال أو العكس فكلاهما وبال تدفع ثمنه الشعوب ولكن وطوال 4 سنوات صنعت أمريكا كل الموبقات التي يمكن أن يتصورها أقذر شخص في العالم بل حتي التي يعجز عن تصورها أجد نفسي أجيب وبعد كل تلك السنون وهذا القتل والدمار في العراق الحبيب أجيب علي هؤلاء الذين يقولون نحن سعداء بإعدام صدام بعد هذه السنون ، وآخرون ينتحبون علي قتل صدام أجيب الجميع قائلاً إن من ينتحب عن رؤية إعدام صدام أو تدمير العراق لا يبكي صدام وإنما – كل يبكي نفسه والكرامة العربية المهدرة تعد تلك الدموع تشفي شرفاً كبيراً في النفس وجرحاً عميقاً في الوجدان .... يأبي أن يندمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ