الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبشروا أيها العنصريون : الأمازيغ لم ولن ينقرضوا بعد / الجزء الرابع

مليكة مزان

2007 / 3 / 29
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


( إلى الطاغية العنصري معمر القذافي ، إلى كل صحراوي انفصالي لئيم ! )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يقول السيد سلامة :
قدرنا أن ننتصر لكل القضايا العادلة، بدون تغليب الواحدة على الأخرى ...

ينسى السيد سلامة أنه ، حين يتعلق الأمر بالبرهنة على توفر الرغبة الصادقة في تغيير الواقع بنصرة الحقيقة وإنصافها وتكريسها ، لا ينبغي الحديث عن أي قدر أو قضاء ، بقدر ما ينبغي الحديث عن ضرورة استحضار العقل واحترام الحق وتطبيق القانون.

كما ينسى أنه ، عندما نكون أمام القضايا التي تبين للعقل والمنطق وضوحها وعدالتها ، لا يكون هناك أي داع للحديث عن تغليب واحدة على الأخرى ، لذا يبقى من السهل على أي كان أن يستشف ، من خلال استعمال السيد سلامة لكلمة تغليب ، أن هذا السيد في الحقيقة لا يؤمن بعدالة القضيتين معا كما يدعي ، بل بعدالة قضية واحدة فقط هي عدالة ما يسميه قضية صحراوية .

لكنه ، وهو المراوغ ، لا يريد أن يفصح عن ذلك بكل صراحة مخافة أن يفقد ما راهن عليه ( بفضل هذا المنطق الهش المريض ) ومنذ البدء ، من حصوله على تأييد الأمازيغ لما يدعيه قضيته العادلة.

ولأن السيد سلامة لا يملك أي دليل قاطع لإثبات صحة ما هو باطل أصلا ، فإنه يواصل مراوغاته ويقول بإمكان الانتصار للقضيتين معا مادامت كل منهما في رأيه عادلة ، في حين أن الواقع وكل الأدلة تقول بأن القضيتين متناقضتين متصارعتين ولا يمكن الانتصار لإحداهما دون التنكر للأخرى .

فهل بإمكان السيد سلامة حل هذا التناقض بإقرار وهمية ما يسميه قضية صحراوية ( لأنها كذلك ) لصالح القضية الأمازيغية التي يعترف بعدالتها ويقول بأنه ينتصر لها فعلاً ؟!

بشكل عام يبدو أن السيد سلامة مسكون بهاجس واحد هو إثبات ما يراه عدالةَ قضيةٍ ، إذ لا يهمه من كل المقدمات التي يضعها غير الوصول إلى ما عزم هو إيصالنا إليه مسبقا من نتيجة ترضيه وحده ، حتى ولو كان ذلك على حساب احترامنا لعقولنا ، بل نراه يهرول إلى استخلاص تلك النتيجة وكأنه يخشى ، إن لم يفعل ، أن ننتبه إلى ضعف تلك المقدمات وخطأ استنباطه حين يقول :

وبالتالي قضية الشعب الصحراوي عادلة والقضية الأمازيغية عادلة ...

كما يعتقد السيد سلامة ، مخطئاً ، وبسبب ما اعتاد عليه من طيبة الأمازيغ ونزوعهم إلى التسامح والسلم ، بل وإيثارهم للغريب ولو كانت بهم خصاصة ، أنه يكفي التحدث إليهم عن ضرورة الانتصار لكل القضايا العادلة ( كمقدمة جميلة جدا ) ليسلم له هؤلاء بعدالة ما يسميه هو قضية صحراوية ( كنتيجة غير حتمية أصلا ) ، يعتقد ذلك وينسى أن طيبة الأمازيغ وميلهم إلى السلم شيء ، والجنون بارتكاب سلوك كهذا في حق انتمائهم وأرضهم شيء آخر.

يتابع السيد سلامة مراوغاته ليقول :
الأساس هو أن ننتصر للإنسان المظلوم بغض النظر عن عرقه، وأصله، ولونه. وليس أن ننتصر للأرض من خلال نفي الإنسان كما تفعل كافة الإيديولوجيات التوسعية .

لأن السيد سلامة يعرف في قرار نفسه أن الصحراء ( موضوع الصراع ) أرض مغربية أمازيغية : كان فيها الأمازيغ منذ الأزل وما زالوا فيها ، بل قضى كثير منهم دفاعا عن حريتها وكرامتها ؛ ولأنه على يقين أيضا من استحالة ترحيلهم عنها ، أو نكران حقهم فيها ، أو حتى إقناع أضعفهم غيرة ً عليها بعروبتها ، فإننا نراه هنا ينتقل إلى حديث محض عاطفي عن ضرورة الانتصار للإنسان بدل الأرض ( بل حديث ذاتي ومتحيز للإنسان الصحراوي دون غيره كما سيبدو ذلك في ما بعد ).

في حديثه الجميل هذا يحاول السيد سلامة إيهام الأمازيغ بأن الإنسان أهم من الأرض ، هدفه من ذلك فقط إقناع هؤلاء ، ودون سواهم ، بالمزيد من التنازل عن أرضهم لغيرهم ، بل عما بقي في حوزتهم منها ( إن بقي شيء ) ، هذا في الوقت الذي لا يبدي فيه لا هو ولا جماعته البشرية ، ( انسجاما مع قوله أن الإنسان أهم من الأرض ) أي استعداد ولو لمجرد التوقف عن الادعاء الكاذب بأن الصحراء المغربية أرضهم ، مع القبول بالتعايش مع الأمازيغ عليها كأقلية صحراوية وافدة وجالية عربية دخيلة لا أقل ولا أكثر .

يحاول السيد سلامة أيضا إيهامنا بأن الإنسان العربي المستوطن لصحرائنا الأمازيغية إنسان مظلوم ويجب الانتصار له ، لكنه ينسى أن هذا الإنسان هو من يتمتع الآن بكل تجليات التقدم والرخاء في تلك الصحراء ( بعد التحاقها بالوطن الأم ) ، وأنه أيضا من يمارس ظلمه على الإنسان الأمازيغي المواطن الأصلي ، سواء بإقصائه فعلا ، أو الدعوة إلى مزيد من إقصائه تحت ذريعة الحفاظ والدفاع عن الخصوصية الثقافية الحسانية للمنطقة ، هذه المنطقة التي إن كان لها من خصوصية يجب حمايتها من كل تهديد بالزوال فلن تكون سوى خصوصيتها الأمازيغية الأصلية.

لأن السيد سلامة تابَع حديثه باستنكاره لكل إيديولوجية توسعية تلغي الإنسان على حساب الأرض أرى من واجبي الأمازيغي القومي أن أذكره بأنه ما ثمة من جنس ذي إيديولوجية توسعية في المنطقة ( قديما وحديثا ) غير العرب ، وأن الأمازيغ لم تكن لهم ( على مدى تاريخهم الطويل ) أية أطماع توسعية تستحق الذكر ، حتى ابتلوا بغزو العرب لهم ، وبتأثير ثقافة هؤلاء العرب على معتقداتهم وسلوكاتهم ، فقاموا ( ويا ليتهم ما فعلوا ) بغزو الأندلس وقتل كثير من المسيحيين الأبرياء ، ممهدين بذلك لسلوكات لاإنسانية أخرى مارستها هذه الأيديولوجية العربية التوسعية في ما بعد على كل من الإنسان الأمازيغي والمسيحي واليهودي في الأندلس .

أما عن تغني الأمازيغ بأمازيغية الصحراء ودفاعهم عن هويتها هذه فلا صلة لذلك بما يُتهم به الأمازيغ من إيديولوجية توسعية ، بل هو حق لهم مشروع في جزء عزيز عليهم من أراضيهم .

كما لم يُعرف عن الأمازيغ ، طيلة تاريخهم ، أية سياسية عنصرية تقصي الجاليات الأخرى المقيمة على أرضهم . وإن كان ثمة جالية عانت من سوء المعاملة لدينا ، سواء من اليهود أو من السود ، فإن تلك الإساءة كان مصدرها دائما المسلمين والعروبيين بفكرهم الإقصائي اللاإنساني .

وأما الأمازيغ ، الذين يخشى السيد سلامة من إنصافهم ، فكانوا ومازالوا المهمشين في أرضهم ، المنفيين منها ، كما هم المسالمون فيها ، المحترمون لحق الجاليات المختلفة في العيش الكريم عليها ، وفي ممارستها لاختلافها الأصيل المشروع الجميل .

يقول السيد سلامة :
أما عني أنا فقد أخلصت لوطني الصحراء الغربية بدون تعصب، بل بتفتح إنساني يدمع لرؤية الظلم مهما كان مصدره ولونه ، ويتألم لمظاهر البؤس في العالم .

أي وطن هذا الذي يقتطعه السيد سلامة من أرض الأمازيغ ، ويسرقه منهم ، ويسميه ما يشاء من أسماء ، ليقيم عليه دولة عربية عنصرية ، يخلص لها ومن دون أي تعصب ؟!

بل أي تفتح هذا الذي يدعي إنسانيته ورقة مشاعره ( إذ يدمع لرؤية الظلم ) وهو تفتح لا يعدو أن يكون هجوماً على ملكية الآخرين ، واعتداءًا على حقوقهم ، واستغلالا لطيبتهم وتسامحهم وكرمهم ، بل وتمادياً في إلحاق مزيد من الظلم بهم حين يميل إلى التنكر لهم كسكان أصليين ويتهم كل مطلب من مطالبهم بالسلوك العنصري اللئيم ؟!

ألاَ إني لم أصادف في حياتي ، وعبر كل قراءاتي وملاحظاتي وتعاملاتي مع الأجناس الأخرى ، وقاحة أفظع من وقاحة العرب ، ذاك أنهم يمارسونها باسم أجمل القيم الأخلاقية ، ويقدمونها على أساس أنها الصفاء الإنساني الذي ما بعده صفاء ...

كما أنهم بفضلها ، وفي كل زمان ومكان وبسهولة عجيبة لم تتوفر لغيرهم من الشعوب المتسلطة ، استطاعوا تحويل الباطل إلى حق ، والظلم إلى عدل ، والمسروق المنتحَل من أرض الآخرين ، وفكر الآخرين ، إلى ملكية وثراء ...

ملكية وثراء لم ولن يفلحا أبدا في إخفاء ما يعانيه العقل العربي من عقم عربي ، ولا في استبدال الفقر العربي بأي ثراء حقيقي بعيدا عن غنائم الغزو وآبار النفط وتعدد الزوجات والعشيقات والجواري والسبايا وإصدار فتاوى التكفير والقتل والإبادة ...

كل ما يملكه العرب فكر إقصائي همجي وغرائز حيوانية لم يستطع كبحها حتى دينهم الذي يبدو وكأنهم لم يخترعوه إلا بعقلية ذكورية لتكريس أمراض ذكورية أساسها التوحش والتسلط والعنف في سبيل شيء واحد : إرضاء ما لديهم من عقد النقص والكبرياء ...

يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا