الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على شرف الذكرى.... واحنة دربنا معروف

جاسم الحلفي

2007 / 3 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نستقبل الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي، وأيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الرابعة للإعلان عن النشاط العلني للحزب في جميع محافظات العراق، بعد رحيل النظام الدكتاتوري المباد، وبعد سنوات من الكفاح والصبر والمواصلة، ندر مثيلها، تمسكنا نحن الشيوعيين فيها بالأرض التي اريد لها، بالعسف والقهر، ان تلفظنا او ان تطبق علينا، فاحتضنتنا، آوتنا وحمتنا، ونحن ندافع عنها، مقاومين من عملوا على خرابها ودمارها، وشعبها الطيب.

لقد وقفنا ضد الدكتاتورية بجد وبنكران ذات عاليين وبمواصلة عنيدة، طوال ثلاثة عقود متواصلة، استخدمنا خلالها جميع أساليب الكفاح بما فيها رفع السلاح بوجه النظام المقبور حينما كان في أوج قوته وجبروته وبطشه، ويحظى بدعم دولي واسع.

أكدنا على أن العراق لا يمكنه أن يستقر ويعاد إعماره الا عبر نظام ديمقراطي فدرالي تعددي تداولي لعراق موحد ومزدهر، يتمثل به كل أبناء الشعب العراقي، من كافة القوى السياسية ومن مختلف الاتجاهات الفكرية.

وأشرنا دوما على ان الوحدة الوطنية لا يمكن أن تبنى عبر قهر الشعب واستلاب الحقوق، بل بالعيش المشترك لكل العراقيين، بغض النظر عن الانتماء القومي والديني والطائفي،عربا وكردا وتركماناً وكلداناً وآشوريين وسرياناً.

وقلنا أن موارد العراق هي ملك لكل العراقيين، مسلمين ومسيحيين، صابئة وايزيديين. كما وقفنا ضد الحروب التي شنها النظام المباد على الجارتين إيران والكويت، وضد حروب الإبادة ضد شعبنا الكردستاني و أهلنا في الأهوار.

وبالمقابل روجنا للخيار الوطني في إسقاط النظام وتغييره، اعتمادا على قوى شعبنا ووحدة المعارضة على أساس برنامج وطني يحظى بدعم الشعب، وبيّنا إمكانية الاستفادة من الدعم السياسي والمعنوي للمجتمع الدولي، ووقفنا ضد الحصار الجائر على شعبنا مؤكدين على ان المتضرر من نظام العقوبات الدولية هو الشعب وليس النظام. وقفنا ضد الحرب كخيار لتغيير النظام، وأضحنا موقفنا الرافض للعدوان الأمريكي والاجتياح العسكري والاحتلال، وبيّنا أن التغيير عبر الحرب ليس الطريق الناجح لإحلال الديمقراطية في العراق.

قبيل انهيار النظام الدكتاتوري تداولنا في قيادة الحزب بشأن مختلف الأفكار والخيارات وكنا نبحث عن أي منفذ يوصلنا الى بغداد.

وبينما كانت الحرب قائمة، والمحتل أمريكي، والمعارضة غير موحدة، لم يكن أمامنا من طريق غير الاعتماد على قدراتنا الذاتية، وإن كانت محدودة، لكن الوجهة واضحة، والعيون شاخصة صوب الأهل في بغداد و– كل الطرق تؤدي- للعمل من اجل بناء منظمات حزبنا ورفع راية الحزب من وسط الركام الذي خلفته الدكتاتورية والحروب.

كانت أمامنا مهمات كبيرة بل عظيمة، ومجرد التفكير فيها، يصيب الانسان بالحيرة لجسامتها وأهميتها فكيف بإنجازها. ورغم تلك الصعوبات والمخاطر أنجزنا الكثير، فقد عملنا كفريق عمل واحد، ونسقنا خطواتنا، وفعّلنا المبادرات التي بدونها لا يصح القول ان النظر يتجه نحو الامام . وبالمقابل حددنا سقف الأهداف ورفعنا درجة التطلب، وواصلنا الليل بالنهار. فإضافة الى مهمة اعادة بناء الحزب، وهي مهمة صعبة ونبيلة في الوقت نفسه، كان التفكير بهموم الناس ومعاناتهم - ولا يزال - هو شغلنا الشاغل .

كما تمسكنا بمشروعنا الوطني الديمقراطي بأفقه الاشتراكي الواعد، رغم الضجيج الذي حدث ويحدث، وروجنا لقيم الخير والمحبة والعدالة.

نفذنا جميع المهام التي طرحت أمامنا، الصغيرة، بل الصغيرة جدا، لفهمنا بان أية خطوة، توصلنا نحو النجاح، مهما صغرت، هي مهمة كبيرة وعزيزة، ونفذنا المهمات الكبيرة بحماس ملحوظ، رغم المخاطر وجو الارهاب، والتهديد بالقتل، وفقدنا خلال تلك الفترة أحد قادة حزبنا، بطلا عزيزا هو (الشهيد سعدون) عضو المكتب السياسي للحزب، هذا الى جانب العشرات من رفاقنا اثر الإرهاب الذي طال أبناء العراق الطيبين.

لقد أنجزنا الكثير من المهام، ولنا حق الفخر بما أنجزناه، لكننا لم ننجز كل المهمات، لم تنجز كل مهمات حزب التقدم والحياة، لان مهام جديدة تولد دائما من رحم توسعنا وسعة طموحاتنا. وما زالت تنتظرنا مهمات أخرى لا تقل قدرا عن تلك التي أنجزت، وينتظر تنفيذها جهدا كبيرا ينبغي بذله بسخاء، وجد ونشاط ومثابرة.

وإذ نتطلع نحو عام آخر من عمر حزب الشهداء الذي لا يموت، وهو يتوجه لعقد مؤتمره الوطني الثامن ويخطو نحو العام الخامس من نشاطه العلني بعد رحيل الدكتاتورية، سنجعل من أولى مهامنا في العمل المشترك وتحمل المسؤولية الوطنية سوية مع كل الحريصين على وحدة وسلامة واستقرار العراق وإحلال الأمن فيه، والعمل من اجل توطيد القيم الوطنية وترسيخ النهج الوطني، وانهاء الاحتلال واستعادة السيادة والاستقلال، والترويج للمشروع الديمقراطي، والعمل المتواصل من اجل توسيع نشاط الحزب وتنويع عطاءاته، كي يستقطب أوسع ما يمكن من الجماهير لتأييد مشروعنا. ومن المؤكد أن إنجاز المهمات أعلاه، وغيرها أيضا، يتطلب منا أن نعزز دورنا بين الجماهير، ونبتكر طرائق جديدة وحديثة للاتصال بالناس، والحرص على إدامة العلاقات مع المؤيدين والمناصرين لسياستنا وعبر أطر وأشكال جديدة.

وإذ نغذ السير نحو عتبة العام الرابع والسبعين من عمر حزبنا المجيد تنتصب أمامنا المهمة الأراس متمثلة بالعمل المستمر لتطوير الحزب وتجديده وتنمية قدراته وتحسين إدارته ورفع كفاءته وبنائه بناءً عصريا متطورا يواكب كل جديد في هذه الحياة التي تمضي بحركة متسارعة.

تقول أغنية الحزب:
اليمشي بدربنا شيشوف يا ابو علي
لو موت لو سعادة

واحنه دربنا معروف يا ابو علي
والوفه عدنه عادة

نعم طريقنا واضح، انه مفضي الى: وطن حر وشعب سعيد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة