الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طيور السكونك

نمر سعدي

2007 / 5 / 2
الادب والفن


انتقد احد الكتاب في مجلس ضمني به ,مؤخراً اضافة الى شاعر آخر صديق ,الحداثة الشعريه,
واردف قائلاً ان الاعجاب بالشعراء المحدثين هو آني ومرتبط بحميمية معينة.
وأضاف الشاعر نقدا على هذا النقد فقال ان الشعرية العربية الحالية تفتقر الى الشعراء الحقيقيين,
أمثال المتنبي في شعرنا العربي القديم.
والذي يعتبره صاحبنا الشاعر الأوحد في تاريخ الادب العربي عامة.
ثم إنتقل بعد ذلك الى الكلام عن الشعراء اليونانيين ,وعن الشاعرة اليونانية سافو المعبرة عن الوجد
الانساني والفرح بالحياة والتحرق بالجمال الخالص قبل ولادة حضارات الشعوب الأخرى,وقبل نطقها
بأول كلمة تعبر عن خلجات روحها بالأوصاف والتشبيهات العذراء.
كنت أسمع ولا أنكر ما يقال لكنني خرجت من المجلس وأنا مليء بالتساؤلات الغامضة حول عملية الكتابة
الابداعية ومثقل بضباب القصيدة الفضي ,وبسحر الأفكار الجميلة ألمجنحة, نفس الغموض والأفكار والرغبة
الجامحة في استقصاء تجربة الغير الكتابية التي كانت وما زالت تنتابني بقوة عند سماعي لأحاديث كتاب
وشعراء عرب وأجانب,أمثال البياتي وأدونيس ومحمود درويش وعصام العبدالله وبول شاؤول والماغوط
وباولو كوياو وساراماغو ,حول علاقة الكتابة والشعر والفن بالحياة وبطبيعة النفس البشرية والأمزجة
الجمالية المختلفة .
تلك أحاديث كانت دائماً تتركني أبحث عن ذاتي الشعرية تحت سماء لا اعرفها .تماماً كما قال صديقي
الكاتب .... أحاديث كانت تترك فراغاً روحياً ,وعلامة سؤال في ذهني دائماً حول أمور كثيرة ومتشعبة .
كنت أحس من خلال حديثهم أنهم يعبرون عن نفسي وذاتي ألتائهة الباحثة ابداًعن ألامثل والأجمل ,
أكثر مما عبروا عن ذواتهم.
فأنا لا أفهم سر هذا الغموض الشفاف النابع من قلق الشاعر أو الفنان على مصيره ,في عصر الذره
والنابع ايضاًمن حزن عميق أسطوري بعيد النزعة كحزن عبد القادر الجنابي او حزن ناتان زاخ
أو محمد الماغوط او ادونيس ,والقائمة طويلة .
أظن أنه من المهم أن نحاول استدعاء مخيلة الآخر المختلف .
او نمتلك حاسة اضافية تحاول التقريب بيننا وتجعلنا نتأثر بعضنا ببعض لبلورة رؤى شمولية
طازجة وجديدة,وذات روح متمردة وثائرة على قيم جامدة.
أما عن مسألة انصهار النثر بالشعر أوالعكس فلا بأس بأن نستمتع بنماذج راقية لنثرية بول فاليري
وسعيد عقل وجبران وأمين نخلة .
والاعجاب بنرجسية بروست وطاقته على التغلغل في نفس المكان وفي نفس ألقارىء.
ان النثر في رأيي هو بلورة المادة الكتابية والشعر هو اطلاق أجنحة لطائر حبيس في اللا وعي الذاتي.
النثر تراكم وتجمع لمخزون الوعي في بؤرة واحدة والشعر محاولة لنثر مخزون اللا وعي في الهواء
الطلق. الشعر أخيرا نوع من مشاكسة فردية لروح الوجود.
ولكتابة مادة ابداعية كقصيدة مثلاً,لا بد وأن تتوفر للشاعر فسحة من الحرية على حد تعبير ناتان زاخ,
والا سيجد نفسه محاصراً بما يفسد عليه احساسه بجمال الشعر والحياة .وبجمال روحه أيضا.
الشعراء هم (طيور سكونك)هذا الكوكب الموبوء بالظلم كما يقول الشاعر السوري المعروف
نزيه ابو عفش .والسكونك هذا طائر اسطوري جميل او ربما مخلوق غريب نصف طائر
ونصف حيوان حساس لدموعه رائحة عطر تدل عليه صياده ,فاذا وجده أخذ السكونك بالبكاء
المر كوسيلة اخيرة للنجاة و لدفع الخطر عنه واسترحام الصياد.
ويبقى السؤال عن الشعر والشعراء مفتوحاً.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل