الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألمسرح و ألمسرحيون في ألبصرة

عامر موسى ألربيعي

2007 / 4 / 4
الادب والفن


للنشاط المسرحي في البصرة ، حضور متميز و فعال منذ بدايات القرن الماضي ، حضور تميز بالنوع والكم ، فالبصرة أنجبت رموز و رواد وأسماء هي خير دليل على ريادية البصرة المسرحية.

فيما سبق لم تكن مدرسة تخلو من قاعة مسرح أو فرقة ، ولو بمشاركة بمهرجان سنوي على الأقل ، ناهيك آنذاك عن الفرق المسرحية التابعة للدوائر الرسمية أو النوادي الاجتماعية والرياضية ، عدا الفرق الخاصة.

ولم يكن يمر شهر مـا دون تقديم عمل مسرحي ، القاعات كانت تتوزع على إنحاء المدينة ، كقاعة التربية ( عتبة بن غزوان ) ، الموانئ ، بهو الإدارة المحلية ، مبرة البهجة ، مركز الجامعة الثقافي ، و ... ، ومن بين تلك القاعات الجميلة تحولت قاعة التربية مع الأسف إلى متحف لذكرى حرب ومن ثم إلى قاعة ندوات ومؤتمرات ، حيث تفتقر اليوم إلى أبسط ألمقومات ألتقنيه للمسرح .

أما المشاركات خارج المحافظة فأتسمت دوماً بالمنافسة وتفوق الفرق المسرحية البصرية ، فالجو العام في البصرة كان يساعد على بروز مسرح متألق و جمهور متابع له ، حتى ثمانينيات القرن الماضي ، كانت أمور المسرح البصري جيدة.

مع بداية الحرب العراقية الإيرانية و غزو الكويت وما تبعه فرض سياسة العقاب الاقتصادي الجماعي ، كل ذلك ساهم في تحجيم النشاطات المسرحية ، مع انحسار الجمهور و تلاشي الفرق المسرحية ، وانشغال الكوادر المبدعة إلى شؤون المعيشة الصعبة ، وعيونهم ترنو إلى خشبة المسرح اليتيمة ، إضافة إلى ما اتبعه النظام السابق من إجراءات تسييس المسارح ، ومع كل ذلك خرجت إلى النور بعض الأعمال المسرحية التي أشير لها بالبنان لجرأتها و تناولها فاشية النظام ولو برمزية معينة.
استعاد المسرحيون أنفاسهم مع زوال الكابوس و تحرر الثقافة من المهيمنات السلطوية ، لكن ذلك لم يدم طويلاً فسرعان ما أتت الرياح ما لاتشتهي السفن. فعادت المؤسسات المسرحية لتركن نفسها في زاوية مميتة ، فما قدمت فرقة البصرة للفنون المسرحية منذ أربعة أعوام ؟! ، أو كما تسمى ( دائرة السينما والمسرح ) ، وأين كلية الفنون الجميلة و كوادرها بتاريخها العريق ، ومعهد الفنون الجميلة ...؟! ، ماذا حل بالنشاط المدرسي ، المسرح الجامعي ، و الفرق الأهلية ؟!.
هل نعلن موتها ؟! ، أم أنها تنتظر جرعات التمويل من قبل منظمات المجتمع المدني ؟! ، هل تناسى المسرحيون العروض المسرحة التي كانت تقدم ، وكم كانت تكلف وكيف كانت تنتج ، وروح التعاون التي كانت سائدة ؟!.

تساؤلات نطرحها بألم ، والبحث عن أسباب الهروب من المسؤولية و الرسالة التي نحملها ؟!. ( أن كنا نحملها ) .

خلال أعوام ما بعد التغيير ، قدمت بعض العروض التي أساءت إلى سمعة وتاريخ المسرح البصري ، ولم نجد لاتحاد المسرحيين أي تحرك تجاه ذلك ، الذي نتساءل أيضا ، هل نامت عليه ( طابوقة ) أم ( سقطت عليه ( الطوفه ) ، بماذا سيجيب رئيس الاتحاد وهيئته الإدارية المنتخبة ، بما ستتباهى في الندوات و المقاهي ، فقط نتباهى بما لدينا من معلومات
حول نظريات و اتجاهات حديثة في ألمسرح . لكن دون أي عمل .

بعد أربعة أعوام ، لم نقدم سوى كلام ضاع في الهواء ، فالخجل يستوطن كل مسرحي في البصرة من الفشل الذريع الذي منينا به.

الأزمات والحروب تدفع بالمبدع الحقيقي إلى تقديم شيء جديد ، يخالف أو يعالج واقعه المأزوم ، يعبر و يغير ، فهل نسينا المدارس و الاتجاهات المسرحية التي ظهرت وما تزال ، ألم تكن مخاضات حقيقية لعقول مبدعة ، ظلت متفاعلة مع الحياة ، واجهت واقعها المظلم بقوة ، لأنها تريد فقط أن تعيد صنع الحياة بطريقتها الخاصة.

فهل نرتضي بالصمت ؟! ، والتعكز على أسباب واهية ( خوف ، عدم وفرة قاعات ، الوضع الأمني ) ، فالمسرحيين لم يقدموا حتى عرضاً واحداً لأنفسهم أو للنخبة على ألأقل ، اعتقد آن الأوان أن نشيع جثمان المسرح البصري ، ونقرأ عند قبره الفاتحة.!!!. خاصة في يوم ألمسرح
ألعالمي......؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا