الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة انتهت فائزان وخاسران --ومتفرجون

سلطان الرفاعي

2007 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يبدوا أن العرب قد أقروا أخيرا ، أنهم ليسوا سادة الا على شعوبهم ، وأن الوقت قد حان ليتحركوا ، فالكون كله حركة ، بينما هم لا يزالون يعيشون على أمجاد عنترة والزير سالم . علماً ان كليهما جزءً من الأساطير واللأحلام التي نشأنا عليها ، واتخذناها شعاراً ومنارةً لنا عبر عقود طويلة من الزمن.
هذه الأمجاد البالية ، والتي ننام ونصحى عليها ، حولت قضية العرب الأزلية ، وأقصد بها القضية الفلسطينية ، الى عدد أكبر من القضايا ، والتي ستصبح أزلبة أيضاً فيما لو استمرينا في أحلامنا العنترية السابقة . دارفور ، بغداد ، بيروت ، مقدبشو . عسى أن لا تًصبح قضايا أزلية أيضاً.

حاجة أمريكا الى هذه القمة كان كبيراً ، خاصة بعد الفشل المصري القطري ، في جر الأمة العربية الى نصر يُعطي نكهة ذات طعم حلو المذاق للجمهوريين .قبل رحيلهم من البيت الأبيض ، خاصة وأن فترة بوش امتازت بالقلاقل والارهاب والعنف في كل مكان .
وهكذا تم نقل الثقل العربي الى السعودية ، ولكن السعودية لا تستطيع وحدها القيام بالواجب ، ورغم ان الاستعانة باللاعب السوري فيها ما فيها من تنازل أمريكي ، الا أن الحسابات الأمريكية ، وجدت أن اللاعب السوري ، قادر على تبديد أحلامها في كل وقت وكل مكان . فما كان منها الا ان اعتمدته شريكاً جديداً للسعوديين في قيادة الأمة الى مسارات جديدة ومتطورة. ليس أولها السلام ولا أخرها الحفاظ على كل العروش والجمهوريات .
وكان على الشريكين ، دفع ثمن . فالأمريكان ليس لديهم شيء بالمجان . أول ثمن كان على السعودية أن تدفعه ، وهو الخروج نهائياً من الشرنقة العربية البدوية ، والانتقال الى الفضاء الكوني ، فالعولمة تقرع أبواب المملكة ، وعلى الملك أن يفتح لها . ومقابل ذلك ، يستوي الملك ، عزيزاً سعيداً فوق عرش الوطن العربي ، ومن بستطيع بعد هذه القمة ، مخالفة جلالته ، وقد قدمت له ، الجموع البيعة
الثمن الذي على سوريا أن تدفعه ، مقابل ما حصلت عليه ، سيكون في صالح الشعب السوري ، فالطريق الى الديمقراطية ، يجب أن يبدأ ، والحوار مع المعارضة يجب أن يبدأ ، والسنوات السبع التي تنتظر الرئيس السوري ، ستكون سمان ، وحُبلى بالأصلاحات ، والتي بدأ باكورتها ، مع تطوير المناهج البعثية الشمولية ، وتحويلها الى مناهج أكثر انسانية وديمقراطية.
الرئيس السوري لم يحتاج الى الإطالة في كلمته الختامية ، فكل ما كان يُريد ان يقوله قاله الرئيس اللبناني ، واكتفى من الوليمة ، بالعودة الى بلاده ، وفي جعبته ، عقد القمة القادم ، ويكون قد بدأ عهده الثاني ، براحة أكبر ، وطمانينة أكثر.
اللعب مع الكبار ، لن تكون نتيجته الا الويل والدمار ، ويبدو أن هذا ما كان حال الوفد اللبناني الرديف ، والذي بدا رئيسه مثل البتيم الضائع ، والذي لم يعره أحد أدنى اهتمام . فالكبار عندما تتفق ، لا يكون للصغار مكان في الساحة . ويُخطئ من يظن أن الكبار ممكن أن يُضحوا بمصالحهم ن من أجل فلان أو علان . المصلحة ، هي التي تُسير الدول اليوم ، وما يعرقل هذه المصلحة ، من شتائم الصغار ، وجولاتهم الفنية ، والتي بقدمون فيها عروض الستربتيز المجانية ، لم تعد ، تُبهج أحد ، فالشعب ، قد مل ، وجاع ، وسئم من كل هذه الحركات البهلوانية الطولانية الهبلانية . حتى وصل الأمر في القمة ، الى الاشمئزاز الواضح والفاضح من شتائم اللبنانيين ضد بعضهم البعض . فالحضارة ليست شتائم ، ولا كلام نابي ، الحضارة أخلاق وعمل .
الأمة العربية ، لن تغامر ، من أجل عدد من قطاع الطرق ، أمراء الحروب ، القتلة ، المحكومين بالاعدام . الاقطاع السياسي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، في أخر بلد تحتويه.
دمشق
29-3-2007
بعد انتهاء القمة العربية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لن أسمح بتحطيم الدولة-.. أمير الكويت يعلق بعض مواد الدستور


.. في ظل مسار العمليات العسكرية في رفح .. هل تطبق إسرائيل البدي




.. تقارير إسرائيلية: حزب الله مستعد للحرب مع إسرائيل في أي لحظة


.. فلسطينية حامل تودع زوجها الشهيد جراء قصف إسرائيلي على غزة




.. ما العبء الذي أضافه قرار أنقرة بقطع كل أنواع التجارة مع تل أ