الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتل العراق وانهار النظام والشعب وحده يدفع الضريبة

محمد مشير

2007 / 3 / 30
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟


في 18 من آذار 2007 مرت الذكرى الرابعة لاحتلال العراق اثر الغزو الأمريكي بالتعاون مع بريطانيا وحلفائهما وعلى أثره انهار نظام البعث الدكتاتوري في التاسع من نيسان 2003. و أول ما يتبادر إلى الذهن في مثل هذه المناسبة هو الحالة المأساوية التي تسود العراق في كافة ميادين الحياة، وتشد الخناق على المواطنين يوماً بعد يوم، كنتيجة حتمية للسياسات والممارسات المتهورة النابعة من فلسفة النظام الدكتاتوري الذي سحق الشعب العراقي على اختلاف ألوانه بقبضة من حديد و حاول بكل قوة حذف كلمة (لا) في قاموس كل عراقي، و حول العراق منذ استلامه السلطة في 1963من بلد مستقر نسبياً(قياساً إلى فترة حكمه ومرحلة ما بعد السقوط) إلي بلد الانقلابات و المؤامرات و التصفيات العرقية والجسدية ، بلد يثير المشاكل ويتحرش بدول الجوار و شعوب المنطقة. فتارة يدخل الحرب على مدى 8 سنوات مع الجارة إيران، وأخرى يهاجم الجارة الكويت إلى أن أوصل العراق إلى ما نراه اليوم.
لم يقصر النظام البعثي -آخر المطاف- في تقديم الشعب العراقي و ثرواته الطبيعية الهائلة على طبق من ذهب إلى أسياده الذين كانوا( منذ تحول العراق إلى جمهورية(عام 1958) على يد القوى الوطنية والديموقراطية) في كمين دائم للهيمنة المطلقة على ثروات العراق النفطية . فدفعوه في الثمانينات إلى عسكرة البلاد للاستحواذ على الفائض من عائدات النفط وجعل العراق سوقاً واسعاً للمتراكم من صناعاتهم الحربية، مثلما جعلوا رأس النظام المتسلط يصدق الأوهام بكونه حارس البوابة الشرقية للوطن العربي بل القائد الأوحد للامة العربية ومحرر القدس و ما شابه ذلك من ترهات و أوهام ما كان لمغفل تصديقها. و لا ننسى أن في كل هذا، و طوال الفترة نفسها، كان هناك دور لا يستهان به أدته الأنظمة العربية الرجعية التي ساندت النظام الدكتاتوري عن طريق الدعم المالي و الإعلامي و اللوجستي المستمر و على مدى سنوات حربه مع الجارة إيران حفاظاً لمصالحها المشتركة مع النظام، و خوفاً من توسع نفوذ الثورة الشيعية الإسلامية في إيران والتي رفعت شعار تحرير القدس مروراً ب(كربلاء) !
فالعراق في حالته الراهنة تحصيل حاصل لمجمل تلك المواقف والسياسات الخاطئة التي استمرت اكثر من ثلاثة عقود، فضلاً عن وقوع نسبة كبيرة - في فترة ما بعد الانهيار والاحتلال - من قيادة الأحزاب و القوى السياسية في معمعة المحاصصة الطائفية و المصالح الحزبية الضيقة و التفرد بالسلطة التي تمتد جذورها القريبة أساسا إلى عهد النظام المقبور مما جعل الطين اكثر بله و الأوضاع اكثر تعقيداً.
إن الاحتلال ،بشكله الفاضح عبر غطاء الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي، هو إحدى المعطيات الجديدة لعصر العولمة في عالم أحادي القطب،و هو تجلي سافر لمحاولات النظام الرأسمالي العالمي المستمرة في تصدير أزماتها الاقتصادية و السياسية الخانقة التي ترافق ماهية النظام العالمي نفسه. فهو من جهة،أي الاحتلال، خلّص العراق والعراقيين من النظام البعثي الصدامي، وخلق بشكل أو بآخر متنفساً أمامهم مقابل أن يكون له حصة الأسد من الثروات النفطية بصورة اسهل في ظل الهيمنة العسكرية والسياسية، ولكنه من جانب آخر، حول الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية في البلد من السيئ نحو الأسوأ. فضلاً عن أن القوى المحتلة، وعلى مر التاريخ، لم تكن مهتمة بتخليص الشعب المحتل من الثقافة المهيمنة وان وعدت الشعوب بمستقبل افضل. فهي لم تأت لتمكننا من التخلص من ثقافة البعث ومنهجيته الضيقة في التفكير،بل على العكس من ذلك، وعبر ممارساتها السياسية والعسكرية السيئة، عززت ورسخت عقلية الجلاد في الضحية ، و أعطت الذريعة للقوى المضادة للتغيير من التكفيريين و بقايا النظام البائد كي يحتموا تحت عباءة المقاومة ويفتكوا يومياً بأرواح عشرات المواطنين الأبرياء عبر أعمالهم الإرهابية . وفي ظل سياسة الموازنة بين أطراف المعادلة السياسية العراقية ، والتي رسمت أدق تفاصيلها سلطات الاحتلال على مدى السنوات الأربع المنصرمة، أصبحت الهوة بين الأطراف المتصارعة على السلطة أوسع بكثير مما كانت عليه و باتت ظاهرة الانفلات الأمني غير قابلة للهيمنة دون إدخال الأطراف الإقليمية والدولية في المعادلة السياسية،بحيث أدت خطورة الأوضاع في العراق إلى أن يجتمع جميع الأطراف التي لها باع طويل في إيصال العراق إلى ما هو عليه، في 10 آذار الحالي، كي يتفقوا على ما يصعب الاتفاق عليه، وذلك في مؤتمر بغداد الدولي بحضور ثلاثية الأضداد المتواطئة (أمريكا- إيران- سوريا)فضلاً عن الأطراف الدولية والإقليمية الأخرى.وقد يكون هذا من مفارقات المشهد العراقي المؤلم. وبناءً عليه يجب على جميع القوى والأحزاب السياسية ، وفي مقدمتهم القوى الديموقراطية و التقدمية ،في العراق التمسك بنبذ العنف و المحاصصة الطائفية في حل الخلافات السياسية بينها من اجل استعادة السيادة الكاملة للبلاد و الخروج من المحنة الراهنة و تحرير الشعب من عبودية الأزمات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية الخانقة، وخلاصه من مسلسل العنف الطائفي والإرهاب المستتر تحت عباءة المقاومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا