الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي العراقي شرف العراق الذي لا يثلم

رزاق عبود

2007 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


في كل عام وفي صباح الواحد والثلاثين من اذار يطل علينا ذلك المولود الجميل بطلعته البهية وسحره الاخاذ يبتسم للجديد، للغد، للايام القادمة، للاحلام المسحورة بالنضال، والصمود، والتضحية، والايثار. يوم 31 اذار 1934 ولدت لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار. منذ اليوم الاول تقدمت سمته، صفته، مهامه الوطنية على كل ما عداها. كان الوطن مبتلى بنير الاستعمار البريطاني، وقيود معاهداته، واتفاقياته السرية، والعلنية مع الحكام عملاء المحتل. وظل مناضلي الحزب اوفياء لذلك العهد بان يكون الوطن اولا واخيرا. وليس عجيبا ولا صدفة وكلمة الشيوعي كانت ولا زالت مخيفة يردد الناس عند اعتقال شيوعي، او استشهاده، او اختفائه، او نفيه، او تغربه "وطني" مطارد . وما احلاه من لقب فالحزب ومناضليه كانوا مع العمال، والفلاحين، والطلاب، والنساء، والشباب، والشغيلة، والكسبة. يصوغون لهم مطالبهم، ويقودون نضالاتهم، ويدافعون عن مصالحهم، ويؤسسون جمعياتهم، ونقاباتهم، وروابطهم، واتحاداتهم. كانوا في الصرائف، والبيوت، والشوارع والبساتين، والجبال، والحقول، والقرى، والمدن، والمدارس، والجامعات، والمعامل. زرعوا الامل في كل حقل، وبنوا الحلم في كل مصنع، وشيدوا المفاخر في كل مواجهة. ظل حزب الشعب والشهداء ينمو بشموخ كنخلة عراقية عميقة الجذور، كشجرة، وارفة الظلال. ملايين من العروق، والجذور انغرست في قلب كل عراقي شريف، كل وطني حر، كل مناضل غيور. اجيال تتجدد باستمرار ومع الزمن. وفي كل عام وكأنه حديث الولادة. انه كالتاريخ، كالحياة، كالماء يظل يجري، ويتحدى، ويتجدد بلا شيخوخة، ولا تعب. رغم الجراح، والالام، والصعاب، وقوافل الشهداء. كالثيل المتجدد بعد كل قطع كالسيل العارم، كالريح، كالعاصفة، كالفارس المغوار يمتطي جواده، ويقوم من كبوته متحديا الغبار، والحفر، والاهوال. .يعود بوجه مشرق متعدد الاسماء، والقوميات، والطوائف، والاديان، والمناطق، والطبقات، والاعراق في نسيج سجادة عراقية خالدة كسومر، كاشور، كبابل، كبغداد، كالعنقاء لا تعرف الفناء. يستل سيفه، وقلمه، ويرفع صوته، وعلمه محملا بحب الاهل، والاصدقاء، والانصار، والحلفاء، ويلاقي تهيب الاعداء، والمنافسين، والمتربصين الذين قالوا عنه "سنحتل العالم بمثل هؤلاء البشر". كالنخيل، والاشجار، والانهار يتوزع العراق يزداد خبرة، وتجربة، وحكمة تتوارثها الاجيال، والكوادر. قطار من العقول، والشعراء، والعلماء، والادباء، وكل انواع المبدعين، والشهداء ظل يسير على سكة الحرية للوطن ناشدا السعادة للشعب. في المقدمة دائما، وفي الصميم حاضر ابدا. لم يحارب مع عدو ضد وطنه، ولم يمتطي دبابة احد، ولم يسرق علم احد. ستبقى تلك الراية الحمراء خفاقة ابدا فلقد تعمدت بدماء فهد، وحازم، وصارم على ايدي عملاء الانكليز، وبدماء سلام عادل، والحيدري، والعبلي، وابو العيس، وابو سعيد، ومئات الرفاق على ايدي مطايا الامريكان. وستار خضير، وعبد الامير سعيد، وشاكر محمود، وفكرت جاويد والمئات معهم على ايدي الفاشيست، وسعدون والعشرات من الشهداء على ايدي الارهابيين والظلاميين. ستبقى عراقية تلك الهامة التي ظلت مرفوعة، ولا زالت تناضل لانهاء الاحتلال، وتحقيق رفاهية الشعب. قال فهد، مؤسس الحزب وبانيه: "ان الحزب هو هيئة اركان الحركة الوطنية". بعد سنتين من تاسيسه قاد انتفاضة فلاحية، وبعد اعتقال قيادته اجهض اتفاقية بورتسمورث. بعد اعدام مؤسسه وقادته نظم الحركة الوطنية وقاد وثبة 1952، وبعد سنتين اوصل بجبهته 11 نائبا وطنيا للبرلمان عام 1954. وبعد المطاردة، والملاحقة تصدر انتفاضة 1956 دعما، ونصرة للشعب المصري، وتاميم قناة السويس. بعد سنتين وفر القاعدة الجماهيرية الكبيرة والحصينة لنجاح وحماية ثورة 14 تموز 1958 . قبلها اسس جبهة الاتحاد الوطني التي شكلت قاعدة جماهيرية لدعم نجاح الثورة . وخلال سني الثورة اجهض وقاوم وتصدى لكل المؤامرات الرجعية. تصدى في 1963 للانقلاب الفاشي وقدم مئات الشهداء فسقط الانقلاب على ايدي الجلادين انفسهم. ورغم الانشقاق اليساري المتطرف ورغم مجازر ناظم كزار وفر الحزب قاعدة للتطورات التقدمية، وحماية تاميم النفط، ودخل في جبهة لحماية المكاسب متنازلا عن الكثير من المواقع في سبيل مصلحة الشعب والوطن. ولكن الغدر سمة ملازمة للعفالقة. فلم يستسلم ولم يهادن طالب بالديمقراطية، وتوسيع حقوق الناس فجن جنون الطاغية. فاطلق العنان لقطعانه تحت شعار"لاشيوعية بعد اليوم" وشملت الحملة الهمجية الوف الشيوعيين وانصارهم واصدقائهم وعوائلهم. ولم تبق وسيلة سلمية ممكنة للنضال فهرع الى الجبال رافعا السلاح. وترك المئات من رفاقه واصدقائه رفاهية اوربا ووداعة العيش، والتحقوا بحركة الاثصار حلما لعالم جديد وغد سعيد. وفضح وعرى حروب الطاغية المجنونة. ودافع عن الشعب ضد حصار الطاغية.ووقف ضد حرب الامريكان، وحذر ومن تبعاتها، واثارها ومخاطرها. وهاهي شوارع بغداد تلمس مدى صدق تخذيراته ومخاوفه وتجد لها صورا ماساوية واضحة على الارض العراقية كلها..ولو كان الحزب كقوته في الخمسينات او السبعينات لما حصل ما حصل ولما تاجر الطائفيون، والقتله، والارهابيون، والصداميون، والتكفيريون، والخونه باموال ودماء الشعب العراقي الابي. لكنك تسمع في كل مكان الساسة الشرقاء يرددون اليوم ما طالب ويطالب به الحزب الجبار والشعب يزداد التفافا حوله وتدفقا اليه وسيعود بتحالفاته الذكية، وسياسته الصائبه، وتحليلاته العميقة مركز الهام، ونواة تجمع، وصداره لحركة وطنية شريفة لانتزاع حرية العراق والسير به نحو شاطئ الامان. انه الفارس المنتظر الذي لم تتسخ يديه بنهب، وسلب، ولا فساد اداري، او مالي، او تهريب نفط. انه الشرف الذي منحه اياه الشعب الواعي. هذا الشرف الذي يدافع عنه بامانة وسيصونه ويصل به الى شاطئ الامان رغم كل العواصف والاهوال كما تصل الشعلة الاولمبية عبر الصحارى والبحار والمحيطات. وستبقى الشيوعية اليوم وغدا وبعد غد رغم انف كل الحاقدين، وكما انتهى صدام سينتهي اعداء الشيوعية الى الاندحار وستبقى الراية خفاقة تحمل شرف العراق والعراقيين وتصونه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: -الذخائر الموقوتة-.. إرث مسموم من ألغام الحربين العال


.. أحزاب فرنسية تسعى للتصدي لليمين المتطرف.. كيف؟




.. أفكار الانتحار.. هل تراود أطفالنا دون أن نعلم؟| #الصباح


.. صدامات بين أتراك وسوريين ومساع ومواقف من النظامين للتقارب وإ




.. الانتخاباتُ الفرنسية.. زلزالٌ يَضرِبُ أوروبا #بزنس_مع_لبنى