الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قصة قصيرة - مرشّحهم
مصعب فريد حسن
2007 / 4 / 1مواضيع وابحاث سياسية
حرضهم وشجعهم وقادهم إلى معركتهم المصيرية وقال لهم (أنها فرصتنا التاريخية , لقد ترشح للانتخابات , ويجب أن ينجح مهما كان الثمن ) , و فعلا اقتنع جميع الذين أخذ رأيهم ووافقوا على التنفيذ فورا , بدأت الماكينة الانتخابية بالعمل حالا , نشطوا بالدعاية الشفهية لإقناع أكبر عدد ممكن من الناس , كان عدد الناخبون المؤيدون والمضمونة أصواتهم خمسة ألاف صوت , كل منهم تعهد ولو على روحه بتأمين عشرة أصوات على الأقل من الأخوة والأبناء والآباء والأصدقاء والمعارف , ومنهم من تعهد بأكثر من ذلك بكثير (فالمسألة أصبحت مسألة وجود أو لا وجود ) و يجب أن ينجح مرشحهم حتى ولو اضطروا لشراء الأصوات الباقية من مالهم الخاص , ثم أن علاقات مرشحهم الخاصة وماكينته الانتخابية ليست قليلة وعلاقاته مع المرشحين الآخرين وموقعه وقربه من المتنفذين في البلد لا يستهان بها .
قاد الفريق بهمة ونشاط و كان أشبه بقائد جيش يخوض معركة الحياة أو الموت , تحسب لكل شاردة وواردة وتهيأ لكل العوائق والمشاكل التي يمكن أن تحول دون نجاح مرشحهم , تخطى كل المطبات التي صادفها أثناء الحملة , حث الناخبين على التبرع بما يستطيعون فمنهم من تبرع بعدد من اللافتات أو بعدد من الصور وهناك من أخذ على عاتقه العمل اليدوي بتعليق الصور واللافتات , وزعهم على لجان وزمر وكل حسب مهمته بذلوا أقصى ما لديهم من طاقة ليفوز مرشحهم , كتبوا على بعض اللافتات ( يدا بيد ويعم فيضه الجميع ) ( فليشاركنا كامل الوطن بمرشحنا ) وكانوا يوقعون على اللافتات بعبارة (أصدقاء المرشح حتى النجاح ) أو بأسماء شخصية بعبارة ( تقدمة فلان ) استخدموا في دعايتهم الراديو والصحف والبالونات وأسطح العمارات والمناطيد لأول مرة .
اندهش الشارع السياسي في اللاذقية من همتهم ونشاطهم واندفاعهم الجنوني في سبيل مرشحهم إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة وبدأت الانتخابات وسار كل شيء كما هو مخطط له , لم يضيع تعبهم وجهدهم , عرقهم المبذول أنبت بوادر نجاح قد يكون كاملا.
أعلنت النتائج وكان النصر المجلل والفرحة العارمة , كان كل ما بذلوه رخيصا مقابل ما حصلوا عليه , انتصر مرشحهم انتصارا كاسحا وأصبح أخيرا (عضو مجلس الشعب ) , احتفل الناخبون الأساسيون الخمسة ألاف مع الناخبين المتضامنين من الأخوة والأبناء والآباء والأصدقاء والمعارف بالنصر كل حسب طريقته , قائد الحملة كان الأكثر فرحا وغبطة وهمس في أذن معاونه مهنئا مباركا ( يا للعظمة , انظر إلى فرحة هؤلاء المناضلين المعذبين الرائعين الذين لم يقبضوا رواتبهم إلا متأخرة دائما على الأقل خمسة أو ستة أشهر طوال السنوات الماضية , كادوا يفقدون الأمل بتحسين أمورهم , جاءت الانتخابات رحمة بهم , بفوز مرشحنا سنعيد بناء نفوسنا وأرواحنا من جديد وحتما سيخف الضغط والتوتر والخوف والقمع الذي كان سائدا طوال تلك السنوات ) ضربا كأسا بكأس بفرح ونظرا بحزن إلى علم الوطن المرفرف فوق المعمل وعلق مرة أخرى ( أما و قد فاز وأصبح عضوا في مجلس الشعب فلابد له من أن يقدم استقالته من إدارة معملنا , وأخيرا سيرتاح خمسة ألاف عامل منه ومن ديكتاتوريته ومن شخصيته , آن للوطن أن يأخذ كتفا عنا , ولتصبح مشكلته مع كامل الوطن وليست معنا وحدنا , يا رجل والله لولا الانتخابات لبقي مديرنا طوال عمره ) .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ريبورتاج فرانس24: سوريون يعودون إلى بلادهم بعد انهيار نظام -
.. هدى قطان تكشف لـCNN أبرز تحدٍ واجهته في مسيرتها.. وهذا ما قا
.. ما حقيقة توغل الجيش الإسرائيلي في عمق سوريا على بعد 25 كلم م
.. المبعوث الأممي إلى سوريا: الغارات الإسرائيلية في سوريا تدعو
.. الخارجية القطرية تدين اختراق القوات الإسرائيلي للمنطقة العاز