الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تصويت على ثلاث: ألديموقراطية وحقوق المرأة والفدرالية لكوردستان

عدنان فارس

2003 / 8 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


 


هي أركان الحياة الحرة الكريمة في العراق الجديد، والتي بغيابها كان قد تحوّل العراق إلى سجن كبير ومسلخ لأبناءه وبناته.

لقد دأب البعض من "الوطنيين" على التحجّج والتشدّق بالإحتكام إلى الشعب والأخذ برأيه فيما يخص المنهج السياسي والإجتماعي والإداري لتسيير شؤون العراق بعد أن تخلّص من أقبح نظام حكم شهدته البشرية في العصر الحديث، والله وحده يعلم إلى أيّ مدى يحترم هذا "البعض الوطني" إرادة الشعب العراقي!

إنّ من يُريد التصويت على هذه الأركان الثلاثة، ألديموقراطية وحقوق المرأة والفدرالية لكوردستان، هو كمن يُريد التصويت على بقاء أو زوال نظام صدام وبعثه.

ألديموقراطية، وبدون أي شكل من أشكال التصويت عليها، هي نص مُقدّس بل وأقدس النصوص في ضمير العراقيين وهي البديل الحقيقي لتعسّف حكم الأصوليات بكل ألوانها القومية والدينية واليسارية والتي مثّلها صدام حسين بدقة وأمانة وإخلاص!. ألديموقراطية تعني استرداد الشعب لإرادته المسلوبة، فما المقصود إذن بالتصويت عليها؟ قد يتشبث البعض "الوطني" بالخصوصية! لهؤلاء نقول إن الديموقراطية تعني، بكل اللغات وحسب كل الأعراف والقيم الإنسانية وفي أي مكان وزمان: أن يختار الشعب من يقوده نحو الأفضل في طريق الحرية والسلام والرُقي. ونحن في العراق ومن خلال مُعاناتنا من سلب الإرادة، من أكثر الشعوب توقا للديموقراطية بل وأكثرها أهلية لها، ثم أننا الأكثر حاجة إليها. إن أي حزب أو تجمّع أو شخص ممن يتحرّشون بالديموقراطية هم الآن من فلول "فدائيي صدام"، وأولئك الذين "يستعجلون" المراهنة على الإنتماء الطائفي ك"أكثرية" هم أيضا وأكيد "بعثيون وإن لم ينتموا".. على الحزب السياسي أن يطرح برنامج سياسي، لا أن يعزف على أوتار غير سياسية بُغية الوصول إلى السلطة.

أمّا قضية حقوق المرأة:

نساء العراق هنّ نصف المجتمع العراقي، وبفضل جرائم نظام صدام ضد أبناء وبنات العراق، فإن نساء العراق الآن هنّ أكثر من النصف، وبذلك فإنه ينبغي أن يكون لنساء العراق الجديد ما للرجال إن لم يكن أكثر، وعليهن ما عليهم إن لم يكن أقل!.. وعليه فإن أي حزب أو تجمّع أو شخص ممن يرفعون راية الوطنية والعدالة الإجتماعية و لا يأخذون بهذا الإعتبار، إنّما يُسيئون إلى قيم ومُثل الوطنية ويُعرقلون إرساء أُسس العدالة الإجتماعية.

إنّ دعوة وإجبار العراقيات على ارتداء الحجاب الإسلامي هي بمثابة دعوة إلى الحزن على رحيل نظام صدام حسين.

علينا أن نقولها بلا غمز ولا لمز: في الأعراف العربية و الدين الإسلامي لا تعتبر المرأة إنسانا كاملا. المرأة لا تريد الجنة تحت أقدامها في الحياة الآخرة، إنّما تريد، قبل ذلك، الحرية والكرامة والمساواة مع الرجل في الحياة الدنيا!.. لقد استبدل العربان والمسلمون يوم المرأة العالمي، 8 آذار، بيوم أسموه "عيد الأم"، تهرّبا من الإلتزام بتعديل القوانين والأحكام التي تهين إنسانية المرأة! في العراق الجديد الرجال والنساء هم العراق- لهن مالهم وعليهن ماعليهم، وعدا ذلك فروائح نظام صدام مازالت تزكم الأنوف.


فدرالية كوردستان أحد الأركان لعراق حر مُتطوّر:

عانت كوردستان العراق، بشكل استثنائي وخاص، مما لم تتعرّض له أي منطقة في العالم وليس في العراق فقط من تدمير وحرق وتهجير وتطهير عرقي على أيدي "سدنة القومبة العربية". أفليس من حق سكّان كوردستان العراق، وهم الذين نصروا العراق والعراقيين في الخلاص من نظام صدام، أن يبنوا كوردستانهم بإدارة ذاتية وضمن وحدة العراق؟

فدرالية كوردستان ليست مُكافأة لأكراد العراق بقدر ما هي ضرورة موضوعية تفرضها عملية التكامل في بناء عراق مزدهر ومتطوّر، إنّها جزء لا يتجزّأ من إعادة بناء وإعمار العراق.

أغلب، إن لم يكن كل، دول العالم المتحضّرة هي دول فدرالية، فلماذا الإدارة المركزية في العراق ولصالح من، خصوصا ونحن نشقّ طريق البناء المُبرمج والحريص، بعد سقوط نظام صدام؟

فدرالية كوردستان ليست إرادة ذاتية لطرف ما، إنما هي تجسيد للشعار العراقي العتيد: عراق ديموقراطي فدرالي موحّد.

كثيرة هي الأمور التي لابدّ وأن تخضع للنقاش والحوار و التصويت، إلاّ تلكم الثلاث!



 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان