الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتربة التعب

وجدان عبدالعزيز

2007 / 4 / 7
الادب والفن


.. حملتك بين جنبيّ أملاً مبللاً بندى الحب وصباحات العشق الدائم وحقولاً أتنقّل بين واحاتها ـ قالها في خضم التلعثم المنفعل وسط هالة من الهدوء الساكن بين ملامحها ينم عن أشياء غير محببة حينما يهدأ هو في علياء خلوته ويبدأ بإثارة الشكوك حول أشيائه ، فكلما حاول بثّها أشجانه يقف دون كلام وحراك سوى ابتسامة باهتة سرعان ما تختفي بتوجهات نحو ما جاءت به توّاً ، ينوء تحت ثقله وثقل أشيائه ، حتى تتوج رغبتها بالرضا عنه ، فتنبجس من ثناياها كلمات مدافة بوعود قد لا ترقى إلى الشوق والوجد .. كل مرّة يتبتل مبتهلاً في وادي الصبر .. يتسلق جبل المناداة ويحلم كما الطائر فوق محطات الانتظار ، ناداها بأعماقه تعالي إلى وادي الصبر ، نصلي لأيامنا القادمات نعانق السحب البيض ونتطهر بأمطارها المخلوطة بآلامنا ، آلام الوصول ، ولمّا لم نصل بعد اجعلي من نياشين المحبة الصبر على البلوى سفينة لكل العابرين ، وكي ندع أمثولة السنين تعتلي قلوبنا يتحدّث عنها ألقاصي والدّاني .. فتعالي ناداها بأعماقه وسط حالات التلعثم مكرراً .. حملتك بين جنبي أملاً مبللاً بندى الحب ... كان يخطو بتوسل الوحشة التي تحيطه ليعلو فيق عنان الريح يدعوها إلى ارتقاء ربوة نفسه التواقة نحو استواء الوصول ، لكنما تبتعد شواطئ الأنهار كل مرة ويبدد أمل الوصول وهو على مسافة ليست بالقصيرة يلملم طاقم نفسه ويدنو أكثر تحدّه حالة التلعثم ... وهو قد لا يكمل جملة واحدة حين حضورها في أمكنة اللقيا ، لكنه يتلوّك بمئات الجمل حينما يكون تحت تأثير تلك اللقاءات ويتوسل كل الخطابات كي يرسلها عبر أثير الشوق المتطاير من زحافات قلبه ، ليقول في جلسة أحد المساءات الماضوية : ـ سلفاً أتطاول على زمن الرحلة وأختصم مع ليالي الخوف من الآتي بل أن الأكثر .. الناس ليس كل الناس تبني من القصور الشاهقات والأفرشة الوثيرات ، وأنا أعتاش كالفقراء على محبة الله في أرضه وتحت سمائه وعلى يقين ينبع من أعماقي .. قال:ـ قلت لها:ـ كل ملامحك تعطيني الحق أن أكون ضمن هذا البساط الذي يحتوينا الآن وهو يرتفع في أعالي السماء .. وأنا أتصاعد في تفاخري ، وأقول مهلاً آنستي حينما تسيرين على قدم الهمة ، وأنا لم أصل بعد رصيفك أتلمس طيفك وأعلن ثورتي ضد الطغاة غاصبي ضحكات الحبيبات وأقسم بالخبز الأسمر وتمر النخيل في أقصى جنوب القلب ، أني على عهد الأرض أعاهدك رغم حصارهم البائس .. آنستي بخٍ بخٍ لي ولك وللشجر والطير والأرض ولصبر أيّوبنا .. إني حملتك بين جنبيَّ أملاً مبللاً بندى الحب ... ولطالما امتزجت مناداة الشوق بصوت يمسح أتربة التعب ويمازح أعالي الأشجار ليرسم صورة الحب تميمة تعلقها عذارى الأنهار والنخيل في أمكنة اللقيا وتسافر بطاقات أذن إلى أقصى محطات الانتظار التي تعجُّ بمركبات تحمل آمالاً كباراً تشهد حصاراً طالت ظلاماته رؤوس الرغبة ولترسو بالقرب من الديار ديار ليلى التي تُقبّل بعضها شغفاً بساكنيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللهم كما علمت آدم الأسماء كلها علم طلاب الثانوية من فضلك


.. كلمة الفنان أحمد أمين للحديث عن مهرجان -نبتة لمحتوى الطفل وا




.. فيلم عن نجاحات الدورة الأولى لمهرجان العلمين الجديدة


.. نجل الفنان الراحل عزت العلايلى يتعرض لوعكة صحية.. وهذا آخر م




.. فيلم تسجيلي عن نجاحات النسخة الأولى من مهرجان العلمين الجديد