الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله يرتجف

رشيد كرمه

2007 / 4 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية في مدينة يوتبوري/ السويد وبالتعاون مع نظمواإحتفالاً رائعا ً بمناسبة يوم المسرح العراقي الذي يصادف 27 من آذار ABF
الخير , من كل عام ولقد كان ضيف هذا الحفل الفنان المخرج المسرحي ( علي ريسان ) الذي قدم عرضا ً منودراميا ً تحت عنوان – أطفال الحرب _ والنص المسرحي عبارة عن قصائد ونصوص نثرية لعدد من مبدعي الثقافة العراقية كـ ( لطيفة الدليمي , سلام عبود , قاسم فنجان , علي ريسان ) قام بتوليفها وإعدادها وتمثيلها علي ريسان , بمساعدة موفقة من الفنان رائد الذي أشرف على المؤثرات الصوتية , كما اشرف على الإنارة هادي الواسطي وهي مناسبة نتذكر فناننا عبد الرزاق الواسطي الذي رحل عنا وهو فنان متمكن من فن الإنارة كعنصر ضروري للمسرح .
لقد أعد المسرح مؤطرا ً بسياج من قماش أسود يمتد الى مالانهاية للدلالة على ان خارطة الوطن العراقي كلها موشحة بالسواد نتيجة حروب داخلية وخارجية دُفع لها الشعب مُكرها تحت حراب السلطة ونفاق الكلمات ( الشعراء ووعاظ السلاطين ) هكذا كانت ألسنتهم تتدلى و _ تلطع بساطيل الضباط – والتي عبثت بالإنسان العراقي ورسمت له خارطة الطريق معلنة ان الموت نصيب من يخالف تفاصيل الخارطة التي أعدتها عسكرتاريا موغلة بالإجرام والقسوة مضيقة الخناق على العراقي الذي لم يجد بدأ من ان يحاكي القبور التي غطت أرض السواد ولقد أشير لها عبر شموع على تراب تمثل االوطن ورافداه بل تكاد تغطي كل الطرقات ( ولقد إستغل المخرج ) المسافة المحصورة مابين المسرح وجمهور المتفرجين .
كان علي ريسان يجسد من خلال هذا العرض جزءً من معاناة الأنسان العراقي العربي والتركماني والكردي الذي وحدتهم همجية السلطة في جانب مصادرة حياتهم وصار عليه ان يعثر على أصدقائه وزملاءه في المقابر الجماعية المنتشرة هنا وهناك , وهو في حالة رحيل دائم وبحث مضني عن خلاص حاملا وطنه في حقيبة هي بيته ومأواه وملاذه يتنكر بما يلائم ومستجدات الحرب الدائرة دون توقف ضده وضد ذاكرته أمام عجز واضح لمن يفترض ( إنه إذا اراد ان يقول للشئ كن فيكون ) لقد وقف الله عاجزا بل فزعا لما أرتكبه ويرتكبه بني البشر في العراق حتى هذه اللحظة , بل صار من اليسر ان يمد الإنسان يده كيفما إتفق ليجد أثرا ً لرفيقا له او أستاذ في مقابر لاعد لها ولا حصر ’ لقد سيق الجميع الى المحرقة ( الحرب ) التي عبثت آلياتها ومجنزراتها بالهور والنهر والجبل وبالتالي الإنسان وهشمت ذاكرة كل من يحاول البحث عن ( كسرة مستقبل ) الحدود كلها ملغمة إذا لم تلغم بفضلات الإنسان والحيوان فهي ملغمة بالمارنيز او بالموتى وليس من غرابة ان يناجي أستاذه حميد وبعض أصدقائه وهو في طريقه الى الرحيل الذي أصبح سمة مميزة للإنسان العراقي المتمرد , الراحل دوما نتيجة الفطرة اللقاحية التي يتمتع بها ( اللقاحية ) بمعنى رفضه للسلطة ايا كانت لذا يعيش العراقي إغترابا دائما .
مابين صوت المدافع وطبول الحرب وأغان تمجد( العسكر ) يختفي صوت الشاعر ولكنه لايعجز فالعراق ( ولاد ُ ٌ ) ولابد من إبداع ولابد من مطر يغسل الأشياء بالرغم من أن الخراب والدمار والقتل وطمس ذاكرة العراقيين أمرُ ٌ مدروس بعناية الشيطان ...
قدم ٌُ وكف ٌُ وهَم, تنتج موقفا ً ملتزما بقضايا الإنسان اينما كان ويستحيل ان تمر إنتفاضة آذار وشهدائها مرور الكرام على المثقف العراقي , لقد إصطدم الجندي والأنسان العراقي اثناء هروبهم الى الأرض الحلال بالدكتاتورية البعثية التي شكلت التحدي الأكبر والطلقة الأولى ضد دولة المقبور صدام الذي دعمته الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك والتي عادت من جديد بأجندة جديدة منقحة لإزالته . لا شك ان الله إرتجف جزعا ً يوم قتل أطفال العراق , منذ اوروك القديمة الىاطفال حلبجة التي رمز لها عبر حذاء طفل صغير كان يلهو ويبحث عن لعبة مسلية حتى جاءه غاز الخردل !!!!
ورغم المارشات العسكرية التي تطغي على صوت الشاعر والمثقف ورغم الهجمة الظلامية التي يقودها التكفيريون والرجعيون والطائفيون بالضد من الحداثة والتحضر ’ ألا ان المعرفة تظل سبيلا ً واعدا ً لأنارة الطريق وهذا ما أراده وجسده الفنان علي ريسان من خلال الإشارة الى الكتاب الذي رفع عاليا ً في نهاية العرض ,,
والى ان أستعرض مع القارئ العزيز القصائد والنصوص التي كونت موضوعة العرض المسرحي الأنف الذكر والتي اوعدني بها الرائع علي ريسان , اود ان اسجل إعجابي وشكري لهذا الكم من الجمهور الذي حضر هذه الأمسية .
ولابد من ذكر بعض ماجاء في كلمة العزيزة ام خالد أثناء تقديمها لهذا الحفل حيث قالت نحن في هذا اليوم المجيد تراودنا الكثير من الأسئلة ومن الصعوبة بمكان ان نعطي إجابات ولكن نتسائل :
ماهو المسرح ؟
متى ينتعش ؟ ومتى ينتكس ؟
ماهي تأثيراته على الحياة العامة ....سلبياته وإيجابياته ؟
ماهو واقع المسرح العراقي ؟
مالذي فعلته كوادرنا المسرحية في الخارج والداخل ؟
ولماذا تلكأت جهودهم في إنتاج مسرحيات تحاكي الحياة العراقية ؟
ولقد تمنت ام خالد ان تحصل على جواب اقل من الشافي ...في حين أجابت العزيزة ام خالد بصورة واضحة عن جميع الأسئلة التي وجهتها , إذ ذكرت
ان الإحتفال بيوم المسرح العالمي , يعني الإحتفال بالإنسان في كل مكان , فالمسرح يعالج قضاياه في هذه البقعة من العالم او تلك , ولعل أهم تلك القضايا ( الحرية ).
ولقد كان مسرحنا أسيرا ً لسنين طوال للدكتاتورية والإستبداد واليوم هو أسير القوى الظلامية .
لذا لابد من طلب ٍلحماية مسرحنا ومبدعينا......
على ريسان المخرج والممثل ولد في كركوك 1964 وهو شاعر له مجموعات شعرية مخطوطةوشارك في اعمال مسرحية عديدة في العراق منها :( حب ابيكاك وموته) في منتدى المسرح 1981ومسرحية ( افتراضات واهية) في مهرجان المسرح العراقي الثالث وحصل على جائزة احسن ممثل دور ثان 1996 ومثل مسرحية(خيول ) 1997 في كركوك وقدم سنة2005 مسرحية( المهرج ) لللاطفال في السويد كما انتج ومثل فيلما قصيرا عن الحرب وهو ينصرف الان لاتمام رسالة الماجستير في المسرح.
للموضوع صلة
رشيد كَرمة
27 آذار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا