الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من رسائل بودلير...1

محمد الإحسايني

2007 / 4 / 2
الادب والفن


أقدم إليك أفعى بكاملها


إلى أرسين هوسي :



صديقي العزيز، أرسل إليك عملا صغيرا لا يمكن أن يقال عنه بلا إجحاف في حقه : ليس له ذيل ولا رأس، بالعكس، إن كليهما يوجدان فيه طرداً وعكساً .قدّرْ ، أرجوك، كم من فرصة عجيبة يتيحها لنا جميعاً، لك أنت، ولي أنا، وللقارئ.

نستطيع أن نقطع أنى نشاء، أنا بتصوري، أنت بالمخطوطة، القارئ بقراءته، ذلك أنني لا أعطل الإرادة الجموح لهذا القارئ على مدى استمرار سرد عقيم لا نهاية له. أزل فقرة والقطعتين من هذا الإبداع الملتوي، سيلتقي بعضه بعضا دون صعوبة. افرمه إلى أجزاء عديدة، وسترى بأن كل واحد منها، يمكن أن يوجد قائما بنفسه. في التجربة التي تصبح بعض هذه الأجزاء حية بما فيه الكفاية، كي تعجبكم وتلهيكم، أتجرأ أن أقدم إليك أفعى بكاملها.

استحالة معارضة الأثر الأدبي

لدي اعتراف طفيف أسره إليك، ألا وهو: وأنا أتصفح للمرة العشرين على الأقل، GASPARD DE LA NUIT الشهير، لصاحبه " Aloysius Bertrand" (وهو كتاب معروف عندك ، وعند ي ، وعند بعض من أصدقائنا، أليس له كل الحقوق ليسمى شهيرا ؟) وأنا أتصفح ذلك … وردت علي الفكرة في محاولة شيء من المعارضة الأدبية، وتطبيق الوصف في الحياة الحديثة، أو بالأحرى ، حياة حديثة و حياة أكثر تجريدا . إن الإجراء الذي طبق في تصوير الحياة القديمة، غير مألوف جدا
نحو تعريف أولي لقصيدة النثر
أي كاتب من كتابنا، في هذه الأيام، لا يملك الطموح، ولم يحلم بمعجزة نثر شعري، موسيقي بدون إيقاع، وبدون قافية، جد مرن ومتنافر، كي يتلاءم مع الحركات الغنائية للنفس، وتموجات الحلم وانتفاضات الوعي ؟

تودد

إنه التردد على المدن الضخمة بالخصوص، وإنه التقاطع لعلاقاتها التي لا تحصى، و التي يلدها هذا المثالي المهيمن. حتى أنت صديقي العزيز، ألم تحاول أن تترجم أنشودة Le cri Strident لـ Vitrier، وأن تعبر في نثر غنائي، عن جميع الإيحاءات المحزنة، التي ترسلها هذه الصرخة حتى السقيفة عبر ضباب الشارع ؟.

فرادة لا يمكن إنكارها

لكن والحق يقال، أخشى ألا تجلب إليّ غيرتي سعادة، فحالما شرعت في العمل، ما لقيت سوى (الرفض) – فقط ، وبقيت في منأى عن نموذجي العجيب من الشعر اللامع، إلا أنني أيضا قمت بشيء ما (إذا كان هذا الشيء يسمى شيئا) من الفرادة، وهي صدفة يزهو بها كل واحد إلاي بدون شك، ولكنها صدفة لا يمكن أن تهين في العمق، نفسا ترى بأن أكبر شرف للشاعر، أن يتمم بالضبط ما شرع في عمله ).1(

المخلص لك جدا (ش. بودلير(
...وسيخضع الشاعر لأنواع من العذاب سامه إياها هوسي إلى حد الإذلال والمهانة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى