الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرأسماليه..وعولمة المجتمعات

فواز فرحان

2007 / 4 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تعكف الشركات الغربيه اليوم على تطوير معظم مفاصل حركة رأس المال وجعلها اكثر ديناميكيه من خلال ابتكار طرق واساليب جديده تجعلها قادره على اختراق اسواق جديده تعزز سيطرتها على الاقتصاد العالمي ودون الحاجه للدخول في مفاوضات كما كان يحدث في السابق وتكون عقيمه في اغلب الاحيان,اما اليوم وبعد اختراع مفهوم جديد يمكن من خلاله تحقيق اختراق مذهل للاسواق حتى تلك التي كانت توصد اسواقها امام هذا النوع من الشركات والاستثمارات فأن نجاح هذه الشركات ربما ساهم به النظام العالمي الجديد الذي نتج عن انتهاء الحرب البارده لتجد الرأسماليه امامها الطريق سالكه لتحقيق اختراقها الذي طالما انتظرته.ومن الجانب الاخر فان معظم الاقتصاديات العالميه كانت بحاجه الى دخول هذه الشركات اسواقها كي تعمل على تطوير الدوره الاقتصاديه في بلادها وجعلها تواكب التطور الاقتصادي الذي تشهده البلدان الغربيه ويتم ذلك في اغلب الاحيان من خلال تطوير مفهوم الحكومات الالكترونيه وربط البورصات المحليه بالبورصات العالميه وتفعيل الحركه التجاريه بالاتجاهين المختلفين وتوفير التسهيلات التي من شأنها التسريع بعمليات التبادل التجاري والتي تصب في الغالب لمصلحة هذه الشركات العملاقه قياسا بالشركات العائده للدول الخارجه للتو من وضع الاقتصاد المخطط والشركات التي يتم انشاءها في البلدان ذات التوجه الاقتصادي الراسمالي بمساعدة تلك الشركات الكبرى .والعمليه هذه اليوم تقوم على تسمية العولمه والتي لاقت اعتراضات شديده حتى من الدول المتقدمه كالمانيا وفرنسا واليابان لانها تهدف بالاساس الى اغراق هذه البلدان بمشاكل من شأنها احداث خلل في العلاقه بين ارباب العمل ونقابات العمال وابتلاع شركات اخرى غير قادره على مواجهة هذا النوع من التحديات الاقتصاديه والذي يؤدي بدوره الى غرق هذه البلدان في دوامه جديده هي عباره عن ظهور عشرات الالاف من العاطلين عن العمل وخلق المزيد من الازمات الاقتصاديه والاجتماعيه لتنبري الرأسماليه من جديد لايجاد حلول أقتصاديه جديده لا تصب الا في مصلحتها في الامد القريب كما حدث في المانيا من خلال اختراعها لبرنامج الاصلاح الاقتصادي الذي تم تمريره في عهد المستشار السابق غيرهارد شرودر والمسمى بهارتس فير,وكذلك اختراع الحلول التي من شأنها وضع حد للمشاكل بين ارباب العمل ونقابات العمال ومن بينها تحويل رؤساء هذه المنظمات الى عملاء لمصلحة الشركات بدلا من الدفاع عن مصالح العمال كما حدث في الايام القليله الماضيه في احدى كبرى الشركات الالمانيه سيمنز والتي قامت فيها الشرطه باعتقال احد المسؤولين البارزين في نقابات العمال التابعة للشركه بتهمة تلقي رشوه بعشرات الملايين من اليوروات لتمريره مشروع اصلاح قامت به الشركه دون علم النقابه والذي من شأنه الحاق اكبر الضرر بمصالح العمال في هذه الشركه لا سيما وان قضايا من هذا النوع تأخذ شهورا عديده في المحاكم الالمانيه تكون الشركه قد حققت كل اهدافها قبل ان تتم ادانة شخصيه كهذه تلاعبت بحقوق العمال!!والعولمه هي مصطلح يهدف بالدرجه الاساس لخداع الطبقه العامله العالميه كبديل لتسمية الامبرياليه التي اصبحت واضحة الاهداف والمعالم للكثير من شعوب الارض وقد تم تسخير خيرة الادوات العلميه والتكنولوجيه لتحقيق الاختراق في المجتمعات التي تقاوم نظام اقتصادي كهذا في بلدانها بدءا من الاقمار الصناعيه ومرورا بالأشخاص الذين يجندون انفسهم للدفاع على هذا النوع من النظام الاقتصادي تحت تسميات مختلفه منها اللبراليين الجدد او مناصري العولمه وانتهاءا بتشجيع الانظمه السياسيه التي تفتح ابواب دولها للعولمه حبا في السلطه وكراسي الحكم.كيف تسيطر الرأسماليه وشركاتها على دول العالم؟؟لا بد من القول ان الكثير من بلدان العالم خارجه للتو من نظاما اقتصاديا اخرا يختلف تماما عن النظام الراسمالي وهذا النظام اما ان يكون اقتصادا اشتراكيا او الاقتصاد المختلط بأداء ضعيف وهزيل لا يرقى في تسميته الى الاقتصاد كمصطلح عام وتمثل هذه الاقتصاديات الخام الذي يمكن الرأسماليه من تحقيق ديمومه في الارباح والتحكم بباقي اقتصاديات العالم,وساتي على ذكر العراق كمثال في سرد طبيعة الخطوات التي تمكن الرأسماليه من السيطره على المجتمعات فهذه الراسماليه لا ترغب في رؤية مجتمعات انسانيه متماسكه قائمه على العلاقات الاجتماعيه البناءه فوجود اسره مكونه من عشرة افراد في منزل واحد واستخدامهم لجهاز تلفزيون واحد وثلاجه واحده وفاتوره كهرباء واحده لاينفع النظام الراسمالي والارباح التي جاء لحصدها في هذا البلد فتعمد الى نشر الافكار اللبراليه والانانيه التي من شأنها احداث التفسخ الاجتماعي وانقسام افراد الاسره وتشجيع الملكيه الخاصه للافراد واحتفاضهم بارصده خاصه بكل فرد مهما كانت تافهه من خلال تشجيع تأسيس البنوك وايداع الارصده الشخصيه فيها ودفعهم للتفكير بالاستقلال عن النظام القديم للاسره ومحاولة تصويره على انه نظام بال عفى عنه الزمن وكذلك من خلال الاستفاده من التكنولوجيا الحديثه التي عملت على انشاء الالاف من المحطات الفظائيه التلفزيونيه التي حملت اراءا وافكارا مختلفه ومتعدده لم تألفها مجتمعاتنا من قبل دفعت الكثير من الافراد الى التطلع الى امتلاك جهاز تلفزيون خاص به كي يتابع القنوات التي تعكس وجهة نظره وكذلك جهاز هاتف او موبايل خاص به كي يتمكن من الاتصال بتلك القنوات ولاننسى ايضا جهاز الريسيرفر الخاص بألتقاط تلك القنوات وغيرها من البضاعة الراسماليه التي تغطي الاسواق العالميه اليوم,وتدفع هذه العمليه بكل اتجاهاتها المرء للتفكير بالاستقلال والعيش بمفرده لتحقيق ذاته الفرديه ويشمل ذلك ايضا انتشار الشركات المتخصصه بشراء الدور والاراضي في البلاد ونعلم جميعا طبيعة الدور الذي تقوم به الشركات (المتعددة الجنسيات)في عينكاوه والتي جندت المئات من العراقيين لشراء دور واراضي سكنيه في مختلف محافظات العراق كي تبنيها في المستقبل كمجمعات سكنيه تستأجرها للافراد وتتحكم بجانب مهم من جوانب الاقتصاد الوطني وهو الاسكان وقد فعلت في الماضي الشيئ عينه في الدول الاوربيه واليابان ودول اسيا والخليج,وفي نفس الوقت تعمل جاهده لضرب سيطرة الدول على قطاع الطاقة والكهرباء وتحولها تدريجيا لسيطرة الشركات التابعة لها لتتحكم بجانب اخر من جوانب الاقتصاد الوطني للدوله فهي تقوم بصناعة اجهزه كهربائيه تحدد فيها مدة صلاحية استعماله لضمان ديمومة عمل شركاتها والمنتجات التي تعكف على صناعتها وتطويرها سنويا,فمثلا عندما يقوم أحدنا بشراء جهاز كهربائي كالتلفزيون فأن الشركة تحدد مدة صلاحية هذا الجهاز بسنتين واذا ما انتهت المدة فأن المتسعات الكهربائيه والترانسزتورات الداخله في صناعته تقوم باستهلاك كميه مضاعفه من الكهرباء تصل في بعض النوعيات الى ثلثي سعر الجهاز نفسه فيضطر معظم المستهلكين الى رمي هذه الاجهزه وشراء اخر جديد فيكون الانسان محاصرا بين فكي ابتزاز الشركات المنتجه وشركات الكهرباء التي في الحقيقه تمثل امتدادا للشركات المنتجه نفسها وفي الدول الاوربيه يلجأ الناس كل سنة او سنتين لتغيير الاجهزه المنزليه خوفا من الوقوع في فخ شركات الكهرباء التي لا ترحم.وغيرها من الاساليب التي تلجأ اليها الشركات الغربيه لتركيع الافراد وجعلهم يغرقوا في دوامة التفكير والهموم التي تفرضها عليهم بأستمرار كي تجعلهم اسيري المخططات هذه,هذا بالاضافه طبعا لوسائل الاعلام التي تنشرها في البلدان التي تقع تحت قبضتها ففي العراق اليوم يوجد ما لا يقل عن مئة صحيفه ومجلة يوميه وتساهم هذه الصحافة بشكل مباشر في تمزيق وحدة المثقفين والراي العام وتعمل على تشتيت القوة المؤثرة لهم في الساحة السياسيه من خلال دعم تلك الصحف التي تدعم توجهات الاحتلال وتعكس وجهات النظر التي تصب في خدمته وهذا ما تم الكشف عنه في العراق من خلال دعم سلطات الاحتلال لمعظم الصحف والتلفزيونات العراقيه.حتى العمال الذين ينطلقون كل صباح يوحدهم البحث عن لقمة العيش وفرقهم الف سبب اخر بسبب النعرات العرقيه والقوميه والطائفيه الضيقه التي تساهم وسائل الاعلام التابعه للاحتلال في نشرها داخل البلاد.ان مواجهة هذه التحديات من قبل الطبقه العامله يبدو للبعض امرا مستحيلا فيدفعهم الى الاعتقاد بأن افضل الحلول هو السيطره على السلطة بقوة السلاح وفرض النظام الاقتصادي الذي يبعد البلاد عن الوقوع في أسر هذه الشركات وما يقوم به شافيز في فينزويلا ودا سيلفا في البرازيل واورتيغا في غواتيمالا الا الانطلاقه التي تؤسس لاقتصاديات وطنيه مخططه تضع حدا لهذا العبث بمقدرات الشعوب واقتصادياتها.ان احد اهم عوامل التصدي للعولمه في العصر الحالي يكمن في التصويت لبرامج تلك الاحزاب التي تضع في اولوياتها وضع حد لتدخل الشركات المتعددة الجنسيات في اقتصاديات بلدانها وحصرها في زاويه ضيقه كي لا تمعن في استغلالها للمجتمعات البشرية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجددًا.. خيول عسكرية تعدو طليقة بشوارع لندن بعد فزع أحدها وف


.. إعادة قضية حصانة ترامب لمحكمة أدنى من -العليا- | #أميركا_الي




.. حرب غزة.. انقسامات الداخل الإسرائيلي | #غرفة_الأخبار


.. قفز من رافعة لدعوة الناخبين للتصويت لحزبه | #سوشال_سكاي




.. عائلة بايدن تدعمه للاستمرار في سباق الرئاسة | #أميركا_اليوم