الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الأرض الأول في ديزنجوف

دوف حنين

2007 / 4 / 1
القضية الفلسطينية


يوم الأرض هو يوم نضالي محوري وأساسي في تاريخ الأقلية العربية الفلسطينية في البلاد، فقد كان أول نشاط جماعي لهذه الجماهير في كافة أرجاء البلاد، وشكّل محطة يود البعض في الآونة الأخيرة لو ينال منها سواء بمحاولة الحط من مكانة هذا اليوم أو من الدور التاريخي الخاص الذي لعبه الحزب الشيوعي الاسرائيلي.
لكنني أقول بأن هذا اليوم والحفاظ عليه يوما نضاليا ليس من شأن الجماهير العربية وحدها، بالطبع هو شأنها أولا لكنه أيضا شأن القوى التقدمية اليهودية التي انتصرت للحق حتى في تلك الظروف المجنونة التي سقط فيها عدد كبير من العملاء ورؤساء السلطات المحلية العربية وسواهم، تحت ضغوطات السلطة وسقط عدد أكبر من المواطنين اليهود تحت تأثير مغسلة الأدمغة الزارعة للحقد والكراهية، ليبقى الحزب الشيوعي الصخرة ألأصلب بتركيبته العربية اليهودية والى جانبه الشرفاء وأصحاب الضمائر الحية، وبضمن كل الانجازات التي يسعنا الافتخار بها بيوم الأرض، يسعنا بلا شك الفخر بصمو-د تركيبة هذا الحزب الأممية خاصة في تلك الأيام من التحريض المجنون، ونؤكد بأن هذا لنجاح ما كان ليتم لولا النهج الأممي الأصيل للحزب ولولا وتبنيه الواضح لقضايا الجماهير العربية، من أجل العيش بسلام ومساواة في وطنها.
وهنا سأورد بعضا من الذكريات التي أحملها من يوم الأرض الأول، من بيتي الشيوعي ومن الشبيبة الشيوعية التي كنت عضوا فيها.
في العام 1976، كنت طالبا ثانويا وكان والدي الراحل، ساشا حنين، مركز سكرتارية الحزب والمسؤول التنظيمي فيه، وأذكر بناء على محادثاتي معه حينها أن الحزب كان يتوقع موجة هائلة من الاعتقالات بحق رفاقنا العرب قبيل يوم الاضراب المقر في الثلاثين من آذار ولم يستبعد الحزب أن تصل هذه الموجة الى الرفاق اليهود، بسبب توتر الأجواء وصدرت أوامر حزبية الى الرفاق المركزيين بالاختفاء قبيل يوم الأرض، وهو ما كان بالفعل حيث اختفى والدي مدة ثلاثة أيام لم نكن ندري أين قضاها.
وكانت تلك الفترة حساسة جدا، خاصة وأن اللجنة القطرية للرؤساء العرب، عارضت قرار الاضراب ولم يبق المؤيديون له فيها الا قلة بقيادة القائد توفيق زياد، وأدرك الحزب بأن هنالك امتحان قوى مفصلي بين الجماهير والسيلطة وبأن فشل الاضراب قد تكون له تأثيرات كارثية على معنويات الجماهير وايمانها بعدالة قضيتها فبذل كل الجهود في هذه المعركة.
والحقيقة التاريخية تجزم بأن الحزب الشيوعي كان القوة التنظيمية الوحيدة القادرة على قيادة الجماهير وتنظيمها بفضل انتشار كوادره وقادته، هذه هي الحقيقة دون أن نلغي دور أي جهة وطنية أسهمت بشكل أو بآخر بانجاح يوم الأرض، سواء انضمت بعد اذ الى الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة أم لا.
الرفاق القياديون في تل أبيب كانوا يأخذون دورهم بالنشاطات في مختلف المناطق، وأما نحن في الشبيبة الشيوعية فقد صدمتنا وأذهلتنا الأنباء الواردة من سخنين وعرابة أولا حول سقوط الشهداء وقمنا بالتنظم عفويا واعداد الشعارات وانطلقنا، كنا نحو 20 شابا، للتظاهر في شارع ديزنجوف في تل أبيب، ولكننا هناك أيضا لم ننج من الضرب، والمرة ليس ضرب السلطة، انما المارة الذين اعتداوا علينا بعدائية وحطموا اليافطات التي كنا نحملها. هذه العدائية لم تكن موجهة ضد المواطنين العرب وحدهم، فباليوم التالي أيضا أصدرنا منشورا وخرجنا الى توزيعه في شوارع تل أبيب لشرح القصة الحقيقية ليوم الأرض فاصطدمنا بحيطان صلدة من الرفض، حيث أن الاعلام الاسرائيلي اتهم الحزب الشيوعي بأنه هو الذي يحرض الجماهير العربية ضد الدولة، وكان يكفي أن تذكر اسم الحزب "راكاح" أمام المارة في تل أبيب لينقضوا عليك!
وخلال أيام قليلة تمكنا من كسر الطوق المفروض على البلدات العربية، بتنظيم وفد تضامني لزيارة مدينة سخنين وهناك فوجئنا من آثار الاعتداءات والرصاص على الجدران، كانت المناظر مروعة وكذلك القصص، وقد حملناها معنا لنقصها على الناس في تل أبيب وتمكنا في صيف 1976 من اقامة مخيم كبير للشبيبة اليهودية في سخنين للاطلاع على قصتها الحقيقية، والمثيرللاهمتما في حينها ان هذا المخيم لم يضم فقط رفاقا من الشبيبة انما شبابا آخرين أتوا بحثا عن الحقيقة.
تلك الأجواء من النضال المشترك، كان لها مذاق آخر، وتلك الأيام، يحق لنا الفخر بها والفخر بأننا مستمرون حتى اليوم بنفس الطريق والحماسة، نحو السلام العادل والمساواة التامة ومن المؤسف أن هذا التاريخ المشرف لم يكتب حتى اليوم، لكنني مقتنع بأن الكتاب الذي سيضم هذه الرواية التاريخية سيكون كتابا مشرقا، غنيا ومشرفا، هذه هي قناعتي، هذا هو الرهان والتعهد!

*د. حنين، عضو الكنيست من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي.
للتواصل على الموقع الشخصي لد. حنين: http://www.dovblog.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص