الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام حارج الزجاجة-- ومعارضة حرامية-- وشعب بائس

سلطان الرفاعي

2007 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


نانسي بيلوسي الثلاثاء في سوريا ، واليوم او غداً ، يصل وفد من النواب الجمهوريين للتحضير لزيارة رئيس الكونغرس الديمقراطية .
عند العرب ، هناك مثل يقول : اكرام الميت دفنه . ويبدو أن الديمقراطيين اليوم يُسارعون الى دفن ما تبقى من سياسة بوش ، قبل ان تفوح الرائحة ، وتُخرش حاسة الشم الديمقراطية ، فيما لو وصلت السيدة هيلاري أولاً الى منصب الرئاسة وهي فاعلة .
النظام السوري ويبدو أنه يعيش أجمل أيامه ، فالجميع يخطب وده . العرب والعجم والغرب والشرق . العرب ، وبعد أن شعروا أنه لم يبق في ميدات القومية الا حديدان . وبعد أن شعروا أن أمريكا تعاملهم ، مثل ما كان هارون الرشيد يُعامل جواريه . واحدة يُلاطفها في النهار وواحدة يُنادمها في الليل وواحدة يُغريها وواحدة يُنفرها ، وواحدة يهجرها ، وواحدة يضربها والكل جواري ، وهو هارون . وهكذا صار حال العرب ، فعندما جد الجد ، واقتربت ساعة الحقيقة ، التفتوا ، فلم يجدوا على العهد سوى سوريا ، فانطلقوا يحتضنوها من جديد .
أما العجم فيبدوا أن النظام قد اقام معهم علاقة كاثوليكبة ، فهم لم يقدموا له الا كل خير ، وهو لم ينساهم ولم يخذلهم ، رغم المحاولات الخليجية والأمريكية ، والتي حاولت بالتهديد وبالدولار فك عرى هذا الارتباط .
الغرب وبالأخص أمريكا ، لم تنجح لا في العزل ، ولا في دق اسفين الفرقة بين سوريا وبقية العرب ، والذين في أول فرصة سانحة ، نسوا خلافاتهم (السطحية) وبدأوا رحلة جديدة ، أعطوا لسوريا فيها القمة القادمة والتي سيُصادف موعدها بعد بداية ولاية جديدة للرئيس السوري . أمريكا ، وبوش بالتحديد ، وصلت الى عدة طرق مسدودة ، وأشعلت حرائق وفجرت ألغام ، ( كبرت برأس البعض) . ولم تستطع أن تحقق نجاح واحد في المنطقة ويبدو أن هذا الفشل ، قد لا حظه القريب ؟ والبعيد ؟ . وبالتالي فهي تحتاح اليوم الى نجاح ولو بأيدي ديمقراطية.

المعارضة السورية ، بدت بالأمس من خلال البرنامج الذي قدمته قناة العربية ، والذي كان يتحدث عن جماعة العدل والبناء والمنشقة عن جبهة الخلاص والأخوان المسلمين . من تابع الحلقة ، وتابع حديث السيد علي الأحمد أحد قياديي حزب الأحزان المسلمين وجبهة الخلاص وجماعة اعلان دمشق
يُدرك كم أفادت تلك الحقائق النظام في سوريا ، حيث ظهرت هذه المعارضة بداً من جماعة الأخوان الى جماعة اعلان دمشق الى خدام ، ظهر الجميع كعصابة من اللصوص ، هذا عين هذا ؟ وهذا سرق هذا؟ وذاك قبض من فلان ؟ وعلان أخذ المبالغ ومضى؟ . لقد كانت مهزلة حقيقية ، عرت هشاشة هذه المجموعة ، والأنكى من ذلك ، كان مهاجمة بعضهم البعض . وحتى الأخوان المسلمين بشرهم وغدرهم ، يرفضون التحالف مع خائن الوطن ، على ما صرح به بالأمس مؤسس جماعة العدل والبناء السيد علي الأحمد .
في سؤال لهذا المعارض الفذ عن مصدر موارد هذه العصابات المعارضة في الخارج قال : من تبرعات شركات في الخليج والأردن وبعض الدول ؟ وباسم جميع المعارضة الوطنية في الداخل ، نقول لكل هؤلاء الذين يدعمون الأرهاب وأدواته ، عليكم أن تحذروا من غضب الشعب السوري ، فهو لن يرحمكم ، وأنتم تقدمون الوقود والنار لإشعال الوطن .

في لقاء يُنشر قريباً في جريدة الراية القطرية ، يُصرح الدكتور محمد دياب الأستاذ المساعد في قسم العلوم السياسية في جامعة تكساس : ((برأي لاتوجد معارضة سورية حقيقية في الخارج أنما المعارضة هي الموجوده في الداخل ،والتي استطاعت ان تكسر حاجز الخوف وبدأت تتنامى ولتكون مؤهلة لهذا الدور يلزمها عملية تطوير ذاتي لهيكلها التنظيمي وبرنامجها السياسي ليتماشى مع التطورات الأقليمية والدولية ، اما ما يسمى بالمعارضة الخارجية فلي معها وللأسف تجربة مريرة فقد ولدت في حالة موت سريري ولأسباب كثيرة منها افتقارها لبرنامج سياسي وعدم دراية بالواقع السوري الداخلي وأرتباط أغلبيتهم بأجندات خارجية مختلفة حسب دول أقامتهم ---------)) .
ومع كل هذا الأنفراج ، نُطالب النظام السوري اليوم ، بالأهتمام أكثر بالحالة المعيشية للمواطن السوري ، وبمساعدته على تحقيق آماله ، والتي طالما يتبجح بها كل المسؤولين في خطاباتهم وبياناتهم . ولكن لا يزال الطعام فلافل ، والحالة مزرية ، والغلاء مستفحل ، والقذارة تعم ، والجوع يطرق الأبواب والنوافذ حتى . فمتى يستفيد الشعب من كل هذه الانفراجات كما استفاد النظام متى ؟

عندما تفقد الحياة الأجتماعية معناها الأصيل أو يتعذر عليها ايجاده ، فإن الأفراد وانطلاقاً من حالة البؤس والفقر التي يعيشونها ، يهربون الى الكحول والمخدرات مستسلمين لملذاتهم الحسية . وهذه حالة واردة عندما يُصبح هناك صنفين من البشر الألهة وأقاربهم ، والمستلبين وأقاربهم ، وهي علامة موثوقة على أن المجتمع مريض.



---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

لقاء العربية لم يُماثله في الفكاهة سوى خطاب رئيس دولة عربية افريقة.
دمشق
31-3-2007









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الذكرى الثانية لرحيلها.. شيرين أبو عاقة تترك إرثا ما يزال


.. بحضور رئيس البلاد.. الآلاف يهتفون لفلسطين على مسرح جامعة أيس




.. سفن قوات خفر السواحل الصينية تبحر بالقرب من جزيرة تايوانية


.. الشفق القطبي ينير سماء سويسرا بألوان زاهية




.. مصر تلوّح بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إن استمرت في عملية