الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الرفيق احمد بن جلون الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالمغرب نشارك في الانتخابات لأننا نؤمن بالديمقراطية

عبد العزيز السلامي

2007 / 4 / 2
مقابلات و حوارات


يعتبر أحمد بن جلون احد القادة اليساريين البارزين في المغرب، فعبر مسار طويل من النضال المرير، والمعارك السياسية والحقوقية والإعلامية، ظل بن جلون صامدا ووفيا لمبادئه وقناعاته الإيديولوجية والفكرية، ولم يتخل عنها رغم سنوات السجن والتعذيب والمطاردة والحصار، وهو أيضا شقيق الزعيم النقابي اليساري عمر بن جلون الذي اغتيل عام 1975. وفي الثامن من مايو/ أيار من ذلك العام عرف المسار السياسي لبن جلون ورفاقه منعطفا حاسما ومفصليا، بعد أن تعرضت غالبية العناصر التي كانت في اللجنة الإدارية الوطنية للاتحاد الاشتراكي للاعتقال، وهي العناصر التي وقفت في وجه ما وصفته بالخيارات والتوجهات الإصلاحية والتحريفية التي سقطت فيها قيادة الاتحاد، والتي استنجدت بالسلطة لفض صراع داخلي، فكان هذا الحادث بداية الطلاق مع الإتحاد الاشتراكي، وأسس بن جلون ورفاقه فيما بعد “حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي”، الذي اشتهر بمقاطعة الانتحابات وبتبني مطالب الطبقة العاملة وكل الفئات المسحوقة، علاوة على تبنيه الاشتراكية العلمية.

إلى ذلك ساهم الطليعة الديمقراطي الاشتراكي في تأسيس تجمع اليسار الديمقراطي إلى جانب النهج الديمقراطي والمؤتمر الاتحادي والاشتراكي الموحد ورفعت أقطاب هذا التجمع مجموعة من الشعارات من قبيل ضرورات تجميع العائلة اليسارية في إطار تنسيقي موحد والعمل من اجل إبداع وخلق إطارات وإشكال نضالية جديدة لتعبئة الجماهير الكادحة وتقديم اجتهادات نظرية وعملية لفك عقدة النضال الديمقراطي، وتالياً الحوار:


ما الذي أقنعكم في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالتخلي عن قرار مقاطعة المشاركة في الانتخابات؟

قرار المقاطعة ليس قراراً وحيداً، فآخر مرة شاركنا في الانتخابات كانت سنة ،1977 لما كنا في الاتحاد الاشتراكي كحزب واحد، قبل الانقسام النهائي سنة ،1983 فبالتالي وكما لاحظ أحد الإخوان أننا لمدة ثلاثين سنة ونحن نقاطع الانتخابات، ونعتبر أن الانتخابات هي مجرد تكتيك، ولكن التكتيك لما يستمر لثلاثين سنة فإنه يتحول إلى إستراتيجية، لأننا نعتبر أن مقاطعة الانتخابات ليست مبدءا مطلقا يجب تطبيقه إلى ما لا نهاية. هذا من جهة، من جهة ثانية إن الانتخابات من شروط الديمقراطية، بحيث لا يمكن تصور ديمقراطية من دون انتخابات، لكن لا يمكن في الوقت نفسه تصور انتخابات من دون ديمقراطية، فقلنا في حزب الطليعة لا بأس أن ننفض الغبار من حولنا وأن نشارك في الانتخابات كمعركة جماهيرية، وكمعركة سياسية في مواجهة القوى الأخرى، خاصة القوى الرجعية والظلامية والمخزنية والإدارية، لأن الأحزاب التي تمثل هذه التيارات متنوعة، وإخراج الجماهير الشعبية المقاطعة للانتخابات، من الانتظارية ومن السبات الذي تعانيه، لتتعبأ لمناهضة هذه القوى، والدفاع عن إرادتها وعن سيادتها، هذه هي الأسباب التي دفعتنا للمشاركة في الانتخابات مع تشبثنا بمطالبنا الديمقراطية وفي مقدمتها: انتخابات في إطار نزيه، عكس ما كان يتم في السابق، شفافية كاملة، مراجعة اللوائح الانتخابية، عدم استعمال المال الحرام والوسائل الإدارية في الانتخابات إلخ.

هل تتوفر في اعتقادكم الضمانات السياسية والقانونية لضمان نزاهة الانتخابات التشريعية 2007؟

هناك تقدم نسبي من الناحية القانونية لتوفير شروط النزاهة، لكن الإرادة السياسية لا يمكن أن نجزم بتوفرها أو عدم توفرها، ففي الميدان سيظهر مدى توفر إرادة حقيقية لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، وهذه هي الشروط التي كنا نرفعها لضمان انتخابات نزيهة وشفافة، لكن قضية ميزان القوى قضية صراع، يجب أن نتصارع مع الدولة في حد ذاتها ومع القوى الرجعية للوصول تدريجيا إلى انتخابات حرة ونزيهة، وللوصول إلى ديمقراطية حقيقية في إطار دستور ديمقراطي، دستور يعطي للشعب حق ممارسة سيادته الكاملة، ووزير أول (رئيس وزراء) حقيقي وحكومة حقيقية، وجهاز تنفيذي حقيقي هو المسؤول عن وضع سياسات البلاد وتنفيذها، واستقلال حقيقي للقضاء، وصولا إلى دولة الحق والقانون... يعني الشروط الديمقراطية المتعارف عليها دوليا، فمن دون هذه الشروط لا يمكن الحديث عن ديمقراطية ولو بانتخابات نزيهة وشفافة.

ستخوضون الانتخابات المقبلة في إطار تحالفات داخل اليسار، هل أصبحت الشروط ناضجة لصياغة موقف موحد، وبرنامج مشترك؟

ممكن، هذا البرنامج هو برنامج مرحلي، برنامج حد أدنى، وهو برنامج انتخابي في النهاية، ولكنه برنامج يراعي التوجهات العامة لليسار، ويراعي المطالب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية للجماهير الشعبية المحرومة، يعني برنامج موحد يمكن الوصول إليه في إطار ائتلاف انتخابي، وكل حزب سيظل في تنظيمه وبأيديولوجيته وبرامجه وأهدافه الاستراتيجية.

ما هي توقعاتكم إزاء المكانة التي ستؤول لقوى اليسار في الاستحقاقات المقبلة؟

ليست لنا توقعات دقيقة، لأن الأمر يحتاج إلى دراسة أولا، دراسة للكتلة الناخبة، دراسة للميدان، دراسة للتقطيع الانتخابي والدوائر، ما هي إمكانيات ترشيح الأفراد بالنسبة لليسار، لكن بالنسبة لنا وخاصة نحن كحزب الطليعة، يهمنا أن نحصل على مقاعد داخل البرلمان لمحاولة التأثير من داخل المؤسسة البرلمانية، والتأثير في المسار السياسي للبلاد، لكن ما يهمنا أكثر هو الاتصال بالجماهير، من خلال الحملات الانتخابية والدعائية لنشر فكرنا وبرنامجنا، ونشر أهدافنا وقناعاتنا وسط الجماهير الشعبية، هذا هو الأكثر أهمية بالنسبة لنا، أما المقاعد البرلمانية فإذا حصلنا عليها فمرحبا بها، وإذا لم نحصل فليس ذلك هو الهدف الأساسي بالنسبة لنا.

ألستم نادمين على إستراتيجية مقاطعة الانتخابات التي كان لها ربما مردود عكسي بالنسبة لحزب الطليعة؟

هذه هي المغالطة الكبرى، لا يمكن أن نندم على قرار اتخذناه، وكما قلت في مناسبات عدة، إننا عندما كنا نقاطع الانتخابات كنا آنذاك على حق، وكنا نقول في بياناتنا “نتمنى أن نكون خاطئين” لكن الواقع أكد صحة قرارنا وتوقعاتنا، لما كانت تتعرض له العملية الانتخابية من انتهاكات وتزوير لمواثيق الشرف في زمن ادريس البصري وزير الداخلية على عهد الملك الراحل الحسن الثاني، إدريس البصري، والحسن الثاني في خطاب له قال إن انتخابات 1997 ستكون نزيهة وشفافة، وكانت أبشع انتخابات عرفها المغرب من حيث التزوير والتزييف، ومن ناحية استخدام المال لشراء الأصوات هي انتخابات ،1997 فكان ضروريا تشكيل ما سميناه بجيب لمقاومة التزوير ومظاهر الفساد الانتخابي، ومقاومة الاستبداد، ومقاومة مصادرة الإرادة والسيادة الشعبية، ومن ذلك المنطلق كان قرارنا بمقاطعة الانتخابات، وأؤكد لك مرة أخرى أن المقاطعة مجرد تكتيك وليست إستراتيجية لمقاطعة الانتخابات، والآن تبين لنا كحزب، ونظرا لتطورات مجتمعية التي عرفها المجتمع وعرفتها الحياة السياسية، أنه يجب علينا الآن أن نشارك في الانتخابات، وأن الاستمرار في مقاطعة الانتخابات كتكتيك قد حقق أهدافه، لأنه يجب أن لا ننسى أن الظروف العامة قد تغيرت، وأن نسبة 50% من المسجلين في القوائم الانتخابية لا يصوتون في الانتخابات، والآن ترون بأن الدولة وحتى الأحزاب الرجعية والظلامية تقوم بالتعبئة لجر الناس للمشاركة في الانتخابات وفي مقدمتهم الفئات الشابة، لأن في ذلك خطورة كبيرة حيث تتحول تلك الفئات إلى مرتع لعدة أفكار وتيارات ظلامية ورجعية وتيارات لا تخدم مستقبل البلاد.

هل قرار مشاركة حزبكم في الانتخابات يعني أنكم اقتنعتم بأن المغرب تغير بشكل ملموس؟

لا، ليس هذا ما نقصده بالتغير الاجتماعي، بل نعني بذلك التغير الذي مس أوساط الشعب المغربي، وتطور الأساليب النضالية، وكيفية تدبير الصراع الديمقراطي أو الصراع الطبقي، لم تعد كما كانت من قبل في الظروف المجتمعية الراهنة، أما قضية وجود تقدم في العهد الحالي، نحن نقول إنه ربما هناك تقدم في الشكليات وتقدم نسبي في احترام حقوق الإنسان.

ما هي القرارات المنتظرة من المؤتمر الوطني القادم للحزب خاصة وأنه ينعقد في سياق ظرفية جديدة؟

نحن حزب ديمقراطي وحزب اشتراكي، وحزب مناضل له أجهزته، والمجلس سبق له أن اتخذ القرار في يوليو/ تموز من العام الماضي مشروط بتغيير القوانين الانتخابية، وكما تعلم فقد قمنا بمعارك نضالية كبرى كحزب، وكمكون من مكونات تجمع اليسار الديمقراطي (تجمع يضم أحزاب اليسار الراديكالي في المغرب) ضد القوانين الانتخابية الجديدة حتى تم إسقاطها، ومؤخرا في فبراير/ شباط الماضي انعقد المجلس الوطني مرة أخرى وبناء على المستجدات أكد القرار القاضي بالمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، وأظن أنه قرار سيتم تزكيته في المؤتمر الوطني للحزب.

قامت السلطات المغربية باستدعائكم على غرار باقي القيادات الحزبية المغربية لإطلاعكم على الخطوط العريضة لمشروع الحكم الذاتي. ما هي مساهمة حزبكم في هذا المشروع؟

لنا إسهامات كثيرة تهم جميع النواحي، إسهامات من الناحية المؤسساتية ومن الناحية القانونية ومن الناحية الدستورية، ومساهمتنا عموما شملت جميع جوانب المشروع دوليا ووطنيا، وسبق أن قدمنا مذكرة مشتركة مع أطراف من تجمع اليسار الديمقراطي.

هل أنتم مرتاحون للمنهجية التي يتم بها تدبير ملف الصحراء، ويسوق بها مشروع الحكم الذاتي؟

هذا أمر آخر، كنا نؤاخذ على التدبير السابق لملف الصحراء، وقلنا دائما إن قضية الصحراء هي قضية الشعب المغربي ككل، ويجب على الجميع أن يشارك ويكون على بينة من الملف ويساهم في حل هذا النزاع، لكن الطريقة التي يدار بها الملف نحن غير راضين عنها، وخاصة أنه سبق في لقاءاتنا مع المسؤولين حول قضية الصحراء أن قلنا بأنه لكي نقنع الآخرين بعدالة قضيتنا، يجب أولا أن تكون لنا مصداقية في أطروحاتنا، ومصداقية من يروج لتلك الأطروحات، وخاصة بالنسبة للأحزاب، حيث تبقى القضية معزولة في إطار تقنوقراطي مغلق، وهذا الأسلوب كنا ضده دائما، لذا قلنا دائما إنها قضية الشعب برمته ومن يمثله ديمقراطيا وليس فوقيا.

أصبح المغرب ومعه باقي دول الشمال الإفريقي والساحل مهددة بخطر الإرهاب خاصة مع ظهور ما يسمى بتنظيم “قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي”. هل تشعرون بجدية هذه التهديدات؟

الفكر الظلامي يمكن أن ننتظر منه أي تهديد وأمر طبيعي أن تصدر عنه مثل هذه التهديدات، وأي خطر، لا يجب أن نستهين بهذا النوع من التهديدات التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة، لأنها يمكن أن تصبح يوما ما حقيقة ملموسة، ولو أن عددا من المراحل تكون مجرد دعاية وحرب نفسية، ولهذا يجب ألا نرتخي في يقظتنا ضد هذا الخطر الإرهابي والأصولي.

يلاحظ عليك تشددك تجاه الإسلاميين، هل للأمر علاقة باغتيال شقيقك الراحل عمر بن جلون، أم أن الأمر مرتبط بالقناعات الفكرية والثوابت الأيديولوجية أم للسببين معا؟

ربما للسببين معا نعم، لكن قضية الشهيد عمر بن جلون هي قضية جزئية جدا بالنسبة للقناعات العامة التي أشترك فيها مع الشهيد عمر بن جلون، وهو أستاذنا ومعلمنا وقدوتنا في هذا الميدان، حتى لينين عندما قام بثورة 1905 وبعدها ثورتي فبراير وأكتوبر/ تشرين الأول ،1917 وبمسيرته النضالية الطويلة، اتهم بأنه قام بالثورة انتقاما لأخيه الذي اغتاله النظام القيصري في روسيا، طبعا نحن لسنا روبوتات، نحن بشر من لحم ودم، لنا جانب من العاطفة، لكن ليس ذلك ما يدفعنا للتشدد ضد الإسلاميين، فأنا لا أتفق معهم نهائيا، وكما قلت في أحد البرامج التلفزيونية عندما كنت ضيفا على إحدى القنوات العربية، عندما تدخلت نادية ياسين ابنة عبد السلام ياسين مرشد جماعة العدل والإحسان الأصولية بواسطة الهاتف، وقالت إن الأحزاب تمخزنت أي أصبحت خاضعة للحكم ولما أعطيت لي الكلمة قلت بأني متفق مع هذه السيدة وإن كان لا يجمعني بها أي شيء لا في الدنيا ولا في الآخرة، والإسلاميون من هذه الطينة لا يجمعني بهم شيء لا في الدنيا ولا في الآخرة هذا كل ما في الأمر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م