الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد خاتمي: -لا طموح أو توسعات لإيران في المنطقة، والديمقراطية تحتاج إلى وقت حتى في مصر-!

ايمان كمال

2007 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يمثل "محمد خاتمي" حالة استثنائية واضحة مقارنة بكل الأشخاص الذين تولوا رئاسة إيران فقد تولى هذا المنصب في مرحلة ما بعد الثورة الإسلامية "1979" التي وضعت رجال الدين على قمة السلطة هناك، وقد اتبع "خاتمي" منهجا سياسيا إصلاحيا منفتحا في داخل البلاد وخارجها، مكنه من أن يظل في منصبه لدورتين متتالتين "1997- 2005" وأن يرمم الكثير من العلاقات التي تصدعت بين إيران والعديد من دول العالم.

"خاتمي" زار مصر مؤخرا مشاركا في المؤتمر السنوي التاسع عشر الخاص بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كما ألقى محاضرة عن تقارب الحضارات في مكتبة الإسكندرية قبل أن يلتقي الرئيس "مبارك" في نهاية زيارته، برنامج العاشرة مساء التقى "خاتمي" وأجرت معه المذيعة المتميزة "منى الشاذلي" حوارا تطرق إلى عدة نقاط مهمة.

أمن العراق.. من أمن إيران!

فعن المشروع النووي الإيراني قال "خاتمي" إن المشروع بدأ في عهده وكان يستهدف توفير الطاقة النووية مثلما اتجه العالم كله للطاقة متسائلا: "لماذا لا يحق لإيران نفس الشيء في ظل وجود كوادر نشطة وإمكانيات هائلة وخصوصا أن البلاد ليس لديها أي اتجاه لإنتاج أسلحة نووية؟!"، واستدرك حديثه بأن معاهدة انتشار الطاقة النووية تعطيهم الحق في هذا وأنه إذا كان هناك قلق من امتلاك أي دولة لأسلحة نووية فلماذا لا تحاسب إسرائيل وهي تمتلك بالفعل 200 قنبلة نووية وهي التي تشكل خطرا على الدول المجاورة.

وعما إذا ما كانت لغة الحوار الإيراني هي السبب في تفاقم أزمة البلد مع من حوله قال "خاتمي": إن إيران في عهده وكذلك الآن مستعدة للحوار حتى لا تتجه الأمور إلى ما هو أكثر خطورة خاصة وأن الشرق الأوسط لديه مشكلاته الكثيرة، وقال بأن إيران تحاول من خلال التدبر والحكمة نزع فتيل التوتر في المنطقة أمام الخطابات الأمريكية والإسرائيلية الأكثر تشددا، ووصف الأزمة بأنها صراع إرداة وليس صراع حوار لأن الأمريكيين يعتقدون أن لديهم إرادة قوية يجب أن يخضع لها الجميع.

التوافق بين المسلمين وغيرهم.. ضروري

أما عن التواجد الإيراني في العراق ولبنان وعلاقة البلاد بحزب الله فقد قال "خاتمي" إن هذه المسائل تؤكد أهمية إيران والتي وصفها بأنها ذات دور تاريخي وتأثير معنوي كبير مشيرا إلى أنه لا يمكن حل مشاكل المنطقة بدون إيران، واستدرك قائلا: "هذا لا يعني أن إيران تتآمر على هذه الدول، بالعكس فهي لا تتدخل في العراق أو غيرها من البلدان الأخرى، فيما يتعلق بالأمور الطائفية، بل تحاول التقريب بين وجهات النظر في كل الدول"، ضاربا المثل بسويسرا التي تضم ثلاثة أقوام مختلفة ولكنهم لا يتنازعون وإنما يحافظون على هويتهم الفكرية والثقافية، قائلا: "نحن في السابق عشنا قرونا في توافق، كل له مدارسه الفكرية المختلفة المسلم وغير المسلم وكان الاختلاف بيننا وقتها مصدرا للثراء والغنى الفكري، ولكن ما يجري الآن أن هناك أيادي خفية تحرك النزاعات من مكان لآخر"، وأكد "خاتمي" أن إيران لن تتدخل في الشئون الداخلية لدول الجوار مشيرا إلى أن الأمن في العراق عندما يكون مستقرا فإن هذا يساعد على استقرار إيران.

الحضارة الفارسية لم تكن.. توسعية!

وعن التخوف من النوايا التوسعية لإيران استنادا للنزعة العنصرية الفارسية القديمة قال "خاتمي": "هذا التوسع مزعوم وأنا لم أقرأ ولم أسمع عنه، وإيران لم تعتد على أي دولة من جيرانها وإنما كان يعتدي عليها دائما وكانت محل دفاع عن النفس، وأصحاب المصالح هم من يروجون لمثل هذه الشائعات والدليل أننا أثناء رئاستي وللآن نحرص على سياسة نزع التوتر وعمل علاقات مع دول الجوار، وكانت هناك علاقات جيدة مع السعودية على سبيل المثال"، ويكمل قائلا: "خلال الستين سنة الماضية كان الخطر دائما من خارج المنطقة، وليس من داخلها كما يحاولون الإيحاء الآن حتى يأخذوا مقدراتنا وثرواتنا فالشرق الأوسط من مضيق هرمز -الموجود بالخليج العربي- لقناة السويس يجب أن يتجه نحو الوحدة".

وختم "خاتمي" حواره بالحديث عن تجربة إيران في إرساء الديمقراطية بعد الثورة الإسلامية، وهي التي أنتجت -على مدار ما يزيد على عشرين سنة بقليل- أربع رؤساء كل منهم له توجهات مختلفة ومع ذلك استطاعوا جذب الشارع الإيراني قائلا: "إن إيران مثل مصر وأي دولة أخرى تسعى لنيل الديمقراطية ومن الطبيعي أن يحدث هذا ولكن تداول السلطة وإرساء الديمقراطية يحتاج لوقت كبير ولابد من إرساء مبادئ التعددية الحزبية، ونحن نفخر كدولة إسلامية أننا نحاول تحقيق ذلك وإعطاء الفرصة للرأي والرأي الآخر".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في