الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها المستشارون العراقيون... ما هكذا تُورد الإبل!!!

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2007 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


اعتاد البعض من السياسيين والإعلاميين العراقيين على إطلاق الكثير من المقولات التي بضنهم تصل إلى درجة الحقائق أو البديهيات الثابتة، دون التحقق من مدى صحتها ومصداقيتها، وأيضا مدى تطابقها وواقع العلاقات الدولية المتشابكة اليوم.
فكلما طرحت إحدى الحكومات أو الشخصيات السياسية العربية تصوراتها في حل الأزمة العراقية، واقترحت جملة مقترحات ترى فيها حلا لتلك الأزمة، ثارت ثائرة أولئك السياسيين والإعلاميين وحتى بعض قادة الأحزاب السياسية، واتهموا تلك الحكومة وتلك الشخصية السياسية العربية بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي.
هذا الاعتقاد السائد اليوم على الساحة السياسية العراقية الرسمية والشعبية على حد سواء، يعكس جهلا فاضحا في ابسط مباديء الإستراتيجية والعلاقات ما بين الدول ومدى تأثير ما يجري من عنف أو تغيير في أية دولة من دول العالم. ويزداد الأمر تأثيرا حين يكون هذا التغيير أو العنف في بلد مهم ومؤثر مثل العراق، البلد ذي الموقع الجغرافي المهم بالنسبة للمنطقة وبلد الثروات الطبيعية والبشرية والذي ومنذ القدم تتردد بين جنبات البلدان القريبة منه ما يجري فيه وما يحدث على أرضه من متغيرات بسبب من تركيبته الاجتماعية القريبة الشبه بتركيبة تلك البلدان، وصراع الأيديولوجيات الذي يدور داخل تلك التركيبة.
كما أن التركيز على ردة الفعل تجاه تلك المبادرات يكون فقط حين تصدر من حكومة أو شخصية أو جهة عربية، حتى لو كانت تلك الجهة أو تلك الشخصية اعتبارية كجامعة الدول العربية وأمينها العام، ما يشي بطبيعة توجهات بعض الساسة العراقيين في جر العراق بعيدا عن محيطه العربي وعمقه الطبيعي.
يدهشنا حقا أن يروج لهذا مسؤول إعلامي في وزارة يفترض أنها الأكثر تفهما لما تعنيه تلك التأثيرات في دول الجوار وفي العالم أو من مستشار لرأس هرم السلطة أو من ناطق إعلامي لهذه الجهة الحكومية أو تلك أو من زاعم انه محلل سياسي وخبير استراتيجي أو مسؤول في حزب يمارس العمل السياسي في السلطة أو نائب في البرلمان.
ان ما يجري في العراق يؤثر حتما وبشكل مباشر على الدول المحيطة والقريبة منه، لا بل وحتى في مستقبل العلاقات الدولية وفي هدف إعادة رسم خارطة المنطقة على غير الاسسس التي رسمت بها مطلع القرن الماضي والتي تعزى إليها كل ما جرى ويجري من اضطرابات وكانت مصدر قلق للعالم كله منذ ذلك التاريخ والى الآن.
فالعراق ليس دولة منسية في قارة مهملة في عالم بدأ يضيق حتى لكأنه سيكون بالإمكان تمريره ذات يوم من خرم إبرة خياطة، ليكون ما تجري على اراضيه الآن من اضطرابات وما تحصل فيه من متغيرات سوف لن تؤثر لا في المنطقة ولا في العالم.
فالعراق المكون الاجتماعي غير المتجانس له ما يماثله في جميع الدول المحيطة به والقريبة منه دون استثناء... بعضها بشكل اصغر واقل حدة وفي بعضها الآخر بشكل اكبر وأكثر وضوحا وأكثر حدة. وهو أيضا بلد الثروات الطبيعية الذي يتوفر فيه ثاني أكبر احتياطي للطاقة في العالم بعد المملكة العربية السعودية. وهو فوق ذلك كله يقع وسط مخزون الطاقة العالمي كله وشبكة نقلها وتوزيعها إلى العالم.
ان الاتهامات التي تصدر من هذا الطرف أو ذاك من أن الدول العربية تتدخل في الشأن الداخلي العراقي، أما أن لها أغراضا سياسية غير واقعية أو أنها تعكس جهلا فاضحا في طبيعة التأثيرات المتبادلة بين دول المنطقة والعالم، وبخاصة بعد كل هذا التقدم والتطور السريع في وسائل الاتصالات.
أما ما يثير السخرية فهو هذا الهجوم الرسمي الذي شُن على الجانب المتعلق بالعراق من مقررات القمة العربية الأخيرة حيث عدت هي الأخرى "تدخلا عربيا في الشأن الداخلي العراقي"، فيما الدولة العراقية ممثلة على مستوى الرئاسة كانت حاضرة في هذه القمة، وان جميع القرارات التي صدرت عنها وافق عليها جميع القادة العرب وصدرت بالإجماع!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ