الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لمؤتمر أقليات الشرق الأوسط

أشرف عبد القادر

2007 / 4 / 2
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لبيت دعوة "الأقباط متحدون" لحضور المؤتمر التأسيسي لـ"منظمة الدفاع عن الأقليات والمرأة" الذي عقد في زيورخ ما بين 24 – 26 مارس 2007، ولأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط تجتمع أقلياته للتباحث لحل مشكلاتهم لنيل حقوقهم الدينية والمدنية، أسوة بالأغلبية الحاكمة، لترسيخ مبدأ المواطنة لعدم التفرقة بين أبناء الوطن الواحد على أساس اللون أو الجنس أو الدين أو اللغة، ووجوب إلغاء فقه "أهل الذمة" فلا أحد في ذمة أحد، بل الجميع في ذمة القانون والدستور،و"الكفاءة" هي المعيار الوحيد الذي على أساسه يتم التفاضل، فلا فرق بين أقلي أو أغلبي إلا بالعمل الصالح و"الكفاءة". حضر المؤتمر ما يقرب من 70 مدعو من مختلف الجنسيات والأقليات، ممثلين لـ 10 أقليات، واستمعنا جميعاً لهموم وشكاوي كل أقلية، وعرفت ما لم أكن أعرفه عن مشكلة الأمازيغ في شمال افريقيا، حيث بلغ إضطهادهم في ليبيا بمنع تسمية أولادهم بأي اسم أمازيغي كما يدفع من يرتكب هذه الجريمة غرامة حيث ينص القانون الليبي على ذلك ،كما حضر أمريكيون متضامنون مع قضايا أقليات الشرق الأوسط، وما أثر فيّ وفي الحضور هي كلمة كاترين بورتر، عندما تحدثت عن أزمة دارفور وما يعانيه الدارفوريين من ظلم واضطهاد فبكت وهي تلقي كلمتها، وفي فترة الراحة قلت لها: إنه لشعور رقيق وحساس أن تبكي أمريكية من أجل قضايا اضطهاد الأقليات في الشرق الأوسط، فلأول مرة أري أمريكية تبكي من أجل قضايانا. فضحكت وأجابت: لست وحدي من يهتم بقضاياكم في الشرق الأوسط، وهناك الكثيرون مثلي، ولكن إعلامكم هو الذي يصورنا كأننا لا قلب لنا ولا نشعر بقضاياكم، قضاياكم تهمنا وآلامكم نحس بها فالعالم اليوم قرية كونية. وفي اليوم الثاني تحدث الأكاديمي الإسرائيلي مردخاي نيسان، مؤلف كتاب "أقليات الشرق الأوسط" بالإنجليزية، ويبدو أنه يتكلم بلسان غلاة الصهاينة من المستوطنين الذين يزعمون أن الله ملكهم أرض الشعب الفلسطيني، وأثارت كلمته لغطاً كبيرا في المؤتمر وكادت أن تتحول إلى كارثة، لأنه قال إنه لا وجود لدولة فلسطين، وأن مكان دولة فلسطين هو الأردن وجميع الدول العربية، ويتحمل مسؤولية كلامة من دعاه إلى المؤتمر،ورد عليه كل من أحمد أبو مطر وناديا عيلبوني وذكرا أن للشعب الفلسطيني حقوقاً مشروعة، وأن الهدف من كملة مردخاي نسف المؤتمر.
وحضر د. سعد الدين إبراهيم المؤتمر في اليوم الثاني بعد أن قطع مؤتمراً آخر في واشنطن كان يحضره، وكان لحضوره أثر فعال في المؤتمر، فالرجل له كاريزما خاصة وأسلوب ساحر يجذب به سامعيه، وقد حذر في كلمته من خطورة تفريغ الشرق الأوسط من مسيحييه قائلاً"هناك ارتباط وتلاصق بين مسيرتي المرأة والأقباط في مصر، فحينما تحررت المرأة عقب ثورة 1919 عاش الأقباط عصرهم الذهبي حيث تحررا معاً، وحينما انتكست مسيرة الأقباط، انتكست معها مسيرة المرأة" وأضاف "إن المرأة تعامل في الشرق الأوسط معاملة الأقلية، رغم أنها تمثل أغلبية عددية". وكادت هذه النقطة قد أثارت مشكلة بين المؤتمرين، ففي اليوم الثالث للمؤتمر،لفتت الكتابة ماري كرياكي واضعي التوصيات بالإشارة إلى الظلم الواقع على المرأة، في حين رأت أمل جرامي أنه لا داعي للإشارة إلى المرأة لأنها ليست من الأقليات. وانقسم الموصون بين مؤيد ومنكر، انتهي الأمر بإدراج المرأة في التوصيات، وهذا ما كان أشار إليه المفكر التونسي العفيف الأخضر في كلمته الافتتاحية في اليوم الأول من المؤتمر، بإدراج المرأة في أقليات الشرق الأوسط لأنها مظلومة ومهمشة مثل باقي الأقليات وأكثر.
وتعد أول ثمرة من ثمار هذا المؤتمر، هو التقارب الذي حدث بين أقليات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث وافق الأكراد ولأقباط متحدون على التعاون فيما بينهما، حيث يسمح للأقباط متحدون بالبث لمدة ساعة كل أسبوع في القناة الكردية، وفي الوقت نفسه يسمح الأقباط متحدون للكرد بنشر مقالاتهم في موقعهم، وهناك أمل بانضمام باقي الأقليات تباعاً.
وككل مؤتمر له سلبياته، وكان واضحاً أن المؤتمرين لم يحترم أحدهم الوقت المخصص له، برغم إشارة رئيس المؤتمر د. شاكر النابلسي إلى ذلك مراراً وتكراراً، ولكنه عيب يمكن تلافيه في المؤتمرات القادمة، أما السلبية الكبرى والخطيرة كانت دعوة الأكاديمي مردخاي نيسان، وكان أجدي بمنظمي المؤتمر دعوة أحد عرب إسرائيل ليشرح لنا أوضاع العرب كأقلية في إسرائيل. لكن ذلك لا يقلل من أهمية هذا المؤتمر، لأنه كما قال د. سعد الدين إبراهيم"إنه مؤتمر تاريخي، لأنه منذ 14 قرن لم تجتمع أقليات الشرق الأوسط ولو لمرة واحدة" كلنا نأمل في تفعيل قرارات هذا المؤتمر، لنؤسس لمبدأ المواطنة حيث الجميع سواسية كأسنان المشط أمام القانون وأمام مساواة الفرص، ولا فرق بين مواطن وآخر إلا بالعمل الصالح و"الكفاءة"، ونأمل أن يكون هذا المؤتمر فاتحة خير على المرأة وأقليات العالم العربي،فتحية لراعي المؤتمر المهندس عدلي أبادير،وتحية للدكتور شاكر النابلسي رئيس المؤتمر، وتحية لكل الذين شاركوا في إنجاح هذا المؤتمر،ومبروك على الأقليات والمرأة ميلاد منظمتهم العتيدة "منظمة الدفاع عن الأقليات والمرأة" في مؤتمرها التأسيسي الأول،وأول الغيث قطر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكة “إن بي سي”: إدارة بايدن ناقشت إمكانية التفاوض على صفقة


.. 5 مرشحين محافظين وإصلاحي واحد يتنافسون في انتخابات الرئاسة ا




.. نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي توحي بصعود اليمين في معظم ا


.. اليمين الشعبوي يتقدم في الانتخابات الأوروبية




.. كتائب القسام تستهدف قوات إسرائيلية شرق مدينة خان يونس جنوب ق