الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(فرية(الإشتراكية-الصهيونية

ناظم الديراوي
(Nazim Al-Deirawy)

2007 / 4 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في بحثه القيم(نقد إيديولوجية وسياسة الصهيونية-الاشتراكية)الذي اعتمد فيه المفكر ليونيد دادياني،أول مرة في التداول العلمي،وثائق ووقائع تتعلق بتاريخ الصهيونية،يعالج خصائص تطور الحركة الصهيونية إيديولوجياً وتنظيمياً في روسيا القيصرية والسوفيتية.ويحلل باهتمام كبير(الصهيونية– الاشتراكية)التي ولدت في أحضان الإمبراطورية الروسية ووضعت أمامها مهمة فصل الحركة العمالية اليهودية عن الحركة العمالية في عموم روسيا،عبر اللجوء إلى رفع شعارات اشتراكية مزيفة.ويناقش برؤية نقدية نظريات وسياسة مؤسسيها وقادتها كاشفاً عن الجوهر الشوفيني والنزعة العدوانية لأفكارهم المتطرفة.وعرى الطابع الاستعماري للصهيونية نافياً(ثورية الصهيونية)المزعومة:أن الصهيونية التي نادت بنفسها على نحو ديماغوجي حركة التحرر القومي للشعب اليهودي و(ثورة يهودية)كشفت منذ أولى خطواتها أو يكاد،لا جوهرها العنصري فحسب،بل أيضاً جوهرها الاستعماري..وهذا ما اعترف به صراحة(أباء)الصهيونية في مناسبات عديدة،حتى أن هرتزل نفسه أعلن:(برنامجي..برنامج استعماري).ونوه بوجر،الفيلسوف الصهيوني،قائلاً بكل تواضع:(أن الهفوة الأساسية"للصهاينة"هي أن القيادة قد سارت على السياسة الاستعمارية التقليدية).
وقبل ظهور المنظمة الصهيونية العالمية بوقت طويل،حاكت الأوساط الحاكمة في الدول الغربية،بدءاً بالبيوريتانيين بقيادة أوليفر كرومويل،منتصف القرن السابع عشر،ومروراً بنابليون بونابرت وبالمرستون ومونتفيوري وشافتسبوري ودزرائيلي وبلفور وغيرهم الكثير،خططاً لبناء كيان قومي،في فلسطين المقدسة،لليهود النازحين من دول أوروبا،يكون قاعدة ارتكاز للتوسع الغربي في الشرقين الأدنى والأوسط.
ويرى مؤرخو الحركة الصهيونية أن اليهودي الألماني موسى هس(1812-1875)صاحب كتاب(روما والقدس)صدر عام(1862)،هو أول من قام بمحاولة جمع الاشتراكية مع الصهيونية.وتعكس حياته وأعماله التحول والانتقال في حياة اليهود من الاندماجية إلى الحركة الصهيونية.وهو أول من عرض المسلمات الأساسية للاشتراكية الصهيونية و(الصهيونية العامة)بخطوطها الكبرى.و دعا إلى فكرة إنشاء(دولة اشتراكية يهودية)في فلسطين وأعلن في مؤلفه:أن اليهودية صورة مجسدة للأخلاق الاشتراكية.وأن(الدولة اليهودية)،التي يقترحها في فلسطين،هي(نموذج)الدولة الاشتراكية.وحث هس اليهود على إعادة بناء حياتهم القومية.ورغم أن أفكار هس بقيت معزولة نسبياً عن الحياة اليهودية لعصره،إلا أن الأجيال اللاحقة من اليهود المتطرفين الذين حولوا الصهيونية إلى حركة منظمة رجعت إلى أفكاره واتخذت منها أساساً لعقيدتها الجديدة.
حزب بوالي صهيون(باعاليا)
وتناول الباحث دادياني النمو السياسي لمنظمات(الصهيونية-الاشتراكية)ونشاطها في روسيا وأوروبا؛إذ أسس اليهودي بوروخوف،منظر ما يسمى بـ(الصهيونية البروليتارية)عام(1900)في مدينة(إيكاتريناسلاف) الروسية حزب بوالي صهيون.وبادئ الأمر لم يكن لفرق بوالي صهيون برنامج معين وروابط تنظيمية وإيديولوجية فيما بينها.فبعضها أعلن أنها ماركسية،والبعض الآخر أنها شعبية،وصرح نفر من بوالي صهيون أنهم يقفون مواقف(الماركسية الأرثوذكسية)،بينما تبنى آخرون مرتكزاً وسطاً،ودافع فريق ثالث بجميع الوسائل عن الاشتراكية الإصلاحية وعن التحريفية.وأورد المؤرخ دادياني موقف فرق بوالي صهيون من قضية إنشاء كيان يهودي في فلسطين يقول:كانت جملة من فرق بوالي صهيون موالية بغيرة وحماسة لفلسطين،وكان بعضها الآخر(إقليمياً)،أي أنه ينادي بإنشاء كيان دولة يهودي مستقل.ولكن ليس إلزاماً في فلسطين.
وفي بداية القرن العشرين بذل زعماء الجناح اليساري في الحركة الصهيونية جهوداً نشيطة لتأسيس حزب(عمالي)صهيوني ولكنهم حتى عام(1906)فشلوا في تشكيل منظمة موحدة إلى أن انعقد،في مدينة(بولتافا)، الأوكرانية مؤتمر تأسيسي لحزب العمال الاشتراكي– الديمقراطي اليهودي،بوالي صهيون.وفي آب عام(1907) تاسس في (لاهاي)ما يسمى بالاتحاد العمالي الاشتراكي اليهودي العالمي- بوالي صهيون،حيث انضمت إليه،عدا بوالي صهيون في روسيا،أحزاب بالاسم نفسه تشكلت في سنوات(1903-1907)في أمريكا والنمسا-المجر وفلسطين وإنجلترا ورومانيا وغيرها.وحينذاك ظهرت(البوالية الصهيونية)كتيار صهيوني عالمي.
وخلافاً للأحزاب الاشتراكية– الصهيونية الأخرى،طالب حزب بوالي صهيون بـ(دعوة)اليهود إلى فلسطين رافضاً أي مكان آخر وأصر على توجيه الهجرة إلى هذا البلد بالذات.والواقع أن توجيه الهجرة إلى فلسطين لم يمله(الشعور الديني العاطفي)عندهم،كما عند الصهاينة البرجوازيين،بل(في فلسطين سرعان ما يتعين على اليهود أن يشغلوا وضعاً من الدرجة الأولى)ولن يواجهوا(مزاحمة قومية).وكان قادة حزب بوالي صهيون يرون أن فلسطين والمناطق المجاورة لها ضرورية لليهود(فهنا بالذات يمكن إنشاء مجتمع يهودي منغلق قدر الإمكان).
وركز الباحث دادياني على تاريخ بوالي صهيون في فلسطين الذي تأسس عام(1905)يقول:إن هذا الحزب كان منذ البدء مرتبطاً بأعضاء حزب بوالي صهيون في روسيا.وأن البرنامج الأول للحزب(1906)كرر الكثير من عقائد بوروخوف.ولاحظ أن نفوذ البوروخوفيين في بوالي صهيون الفلسطيني أخذ يهبط بسرعة،واقترب الحزب من أعضاء بوالي صهيون الأمريكيين،وتبنى نزعاتهم السياسية،وكان عضواً في المنظمة الصهيونية العالمية(ليس من قُبيل الصدفة أن يكون اليهودي الروسي ناتان شارانسكي زعيم حزب إسرائيل باعاليا الصهيوني عميلاً أمريكياً في الاتحاد السوفيتي في سبعينات القرن الماضي).
ويعتقد الباحث دادياني أن حزب بوالي صهيون الفلسطيني،الذي تبنى في آذار عام(1910)برنامجاً جديداً(مرتكز يافا)كان(يتسم بطابع قومي تعصبي واشتراكي- إصلاحي)وكان الغرض من(مرتكز يافا)تعبئة أعضاء بوالي صهيون في فلسطين بالتعاون مع سائر المنظمات الصهيونية من أجل القيام باستعمار واستيطان فلسطين.وطالب برنامج الحزب؛إنشاء نقابات صهيونية وصناديق تسليف عمالية واتحادات لجمعيات الاستهلاك وضبط هجرة العمال بمساعدة هيئات مختصة بـ(التعاون مع مؤسسات أخرى من نوع مماثل)وتنظيم جماعات العمل بغية إسكان المهاجرين على أساس اجتماعي..والاشتراك في الانتخابات المحلية في المدن والمستوطنات لانتخاب المرشحين الذين يرشحهم بوالي صهيون والشروع بالتعليم المهني والثقافي.
ويرى المؤلف دادياني أن النشاط العملي الذي بذله حزب بوالي صهيون الفلسطيني وفي الطليعة التيار(الاشتراكي– الإصلاحي)الشرس الميال إلى القتال:بن غوريون و بن تسفي و شويحات،كان قومياً ويمينياً متطرفاً أكثر من موضوعات برنامجه المموهة بالجمل الديماغوجية.
وحتى عام(1917)كانت حركة(البوالية الصهيونية) تضم ثلاثة تيارات هي:الماركسي الأرثوذكسي برئاسة بوروخوف،والتحريفي برئاسة سيرلين،والمتوسط الذي تزعمه كابلانسكي رئيس بوالي صهيون في النمسا– المجر..وينسب المفكر دادياني سبب انزلاق الأحزاب والتكتلات الاشتراكية– الصهيونية إلى اليمين المتطرف وتحولها عملياً إلى ذيل للصهيونية العنصرية إلى جوهر إيديولوجية(الاشتراكية الصهيونية)بالذات.
واليوم تواصل أحزاب الاشتراكية– الصهيونية الإرهابية في الكيان الصهيوني(ومنها حزب إسرائيل باعاليا الذي يتزعمه اليهودي الروسي المتطرف ناتان شارانسكي)سياسة التمييز العنصري والتطهير العرقي والتعصب والغطرسة ومنطق الإرهاب الصهيوني وتحرض غلاة اليهود على ارتكاب أبشع الجرائم بحق أبناء فلسطين ولبنان ولم يتواروا عن قصف وهدم وحرق أقدس المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين،وتتجاهل قرارات الشرعية الدولية الداعية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب


.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال




.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ