الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة جديدة

حنين عمر

2007 / 4 / 3
الادب والفن


ها انا أفتح صفحة جديدة في دفتري الداخلي لأبدأ من جديد كتابة ملامح ذاتي ، تلك الذات التي استمتعت بتفكيكها وتأملها ودراستها في الفترة الماضية أيما استمتاع، ليس لأنها لم تكن تعجبني إنما لأني اكتشفت أن جدارها الروحي كان مليئا بالكدمات وأرتأيت أن أستغني عن ترميمه مقابل هدمه وبنائه ثانية .
وليس لأنها لم تكن ترضيني إنما لأنني أؤمن أنها مثل الطائرات... تحتاج إلى صيانة دورية وإلى تفكيك محركات من حين إلى حين لتتمكن من التحليق ثانية إلى أعلى .
الرغبة في التحليق بحد ذاتها رغبة فلسفية معقدة بداخلها وكان من الصعب اعادة تركيبها على هيئتها الأساسية لذلك سمحت لنفسي بوضع روتوشات كثيرة على زخم عفويتها السريالية لأنني أريدها أن تكون على قدر كاف من العمق لتصل إلى باب الجنة ، وعلى قدر كاف من القوة لتتفادى المطبات الجهنمية.
ومع أن تلك الروتوشات لم تمس أي تفصيل من تفاصيل اللوحة التي لطالما أحببتها على عبثيتها وجنونها إلا أنها مست أشياء أخرى كان من الضروري أن تتغير وأن تتأقلم مع احتياجات ثلاث وعشرين عاما، ومع ارتفاع مد الخطر المحيط بامرأة متصادمة دائما مع العالم الذي لا يعجبها... وأظنها لا تعجبه أيضا لأنها تدعي دائما أنه بامكانها التغلب عليه ِ والإفلات من بين أنيابه ما دامت لا تدخل في التعداد السكاني الأرضي بل انتمت بكامل ارادتها إلى خياراتها فقط.
ومع أنني أتمنى لتلك الجنية – التي صادقتها- ذات تشرين بارد على رصيف بحري يطل على امتداد المتوسط، أن تتمكن فعلا من تغيير الكثير من القصص التي لا تعجبني ومن جعل كل الروايات المأساوية حكايات ما قبل النوم لأطفال سعداء لم يعرفوا أبدا حقيقة الحقيقة، إلا أنني أحيانا أخاف كثيرا عليها...
كما حدث هاته المرة، حين توقفت فجأة عن الكتابة وقررت أن تعيد صياغة كل شيء على الموضة وأن تعيد رسم كل شيء على مقام اللحظة وأن تبدأ صفحة جديدة تماما !
وها أنا أبدأ تلك الصفحة الجديدة تماما، ولا يمكنني القول أنني سعيدة بها أو متحمسة لها أو أن ابتسامة نرجسية عريضة ترتسم على شفاهي الآن...
لكنني أستطيع أن أقول بثقة تامة ، أنني رغم كوني على معرفة تامة بأنني سوف أتعب أكثر وأحزن أكثر وأنزف أكثر... إلا أنني هادئة ومؤمنة و راضية مثل ملاك، ومستعدة تماما للمواجهة ما دام لا مفر من أن أكون " أنا" !

حنين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم


.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع




.. هام لأولياء الأمور .. لأول مرة تدريس اللغة الثانية بالإعدادي


.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه




.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان