الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آمين يارب العالمين

تقي الوزان

2007 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



نشر موقع "الناس" نقلا عن صحيفة "الشرق الاوسط" يوم 20070331 تصريحات للبعثي ظافر العاني النائب عن قائمة "التوافق" يقول فيها : " ألأطراف السياسية الحاكمة أستنفذت اهمية قانون أجتثاث البعث , بحيث ان عدد غير قليل من البعثيين تمت تصفيتهم من قبل المليشيات " .
المعني بالأطراف السياسية الحاكمة الاحزاب الشيعية المنضوية في قائمة"الائتلاف" .
ظافر العاني وأمثاله يعرفون جيداً ان الكثير من ابناء الشعب العراقي كانوا يأملون أن تتحسن الوضعية بعد أسقاط نظام البعث الصدامي , وتقوم دولة القانون على اسس سليمة , وعندها يستطيعون أن يتقدموا بشكاويهم الى محاكم هذه الدولة للأقتصاص من القتلة البعثيين . الا أن سياسات سلطات الأحتلال صاحبة الأمر والنهي , لم تأخذ مصلحة الشعب العراقي في سلّم أولوياتها , قبل أن تضمن الحاجة الى وجودها من قبل كل الأطراف . وهذا ما تحقق لها عبر سلسلة من الخطوات , كان أبرزها عدم المساعدة في اقامة مؤسسات الدولة على اسس سليمة , والأبقاء على ضعف الحكومة في تشرذم مكوناتها المبنية على اسس طائفية وقومية , وساعدها في ذلك النزعة الطائفية لبعض الأحزاب السياسية . وهذا ما أعاق الرغبة المشروعة للعراقيين بالعودة الى المحاكم لأنصاف حقهم من مجرمي البعث .
هذه الوضعية خلقت حالة من الأحباط واليأس أنعكس في ردود أفعال أنتقامية – المقصود ليست الجرائم التي ارتكبت من قبل بعض المليشيات – بل محاولة أعادة الحق بالطريق الشخصي .
وستستمر هذه الحالة من الأنتقام لفترة طويلة , طالما لاتوجد محاكم تعمل لايقافها , وتحق الحقوق لأصحابها من العراقيين الذين دفعوا الأثمان الباهضة لأربعين عاماً مضت .
وقانون " المساءلة" البديل عن "أجتثاث البعث" لايلغي محاسبة القتلة والمجرمين من البعثيين . الا ان ظافر العاني وأمثاله يحاول ان يقنع الآخرين, على ان الأغتيالات - التي ندينها – والتي تمت لبعض البعثيين هي الثمن الكافي لسلامة المجرمين الآخرين .
أنك واهم , وبدل هذا , لتتوقف عصابات البعثيين عن جرائم قتل العراقيين التي فاقت كل تصور , ومن الأسلم للذين لم تتلوث اياديهم بهذه الجرائم ان يقبلوا الوضع الجديد , ويقتنعوا ان البعث ذهب الى غير رجعة .
ويؤكد ظافر العاني : " أن الحل الوحيد هو السماح لحزب البعث بالعودة " . " الحل الوحيد " ولا يوجد غيره هو "عودة البعث " .
في أحدى مسرحيات توفيق الحكيم , يأتي ابليس الى شيخ الأزهر ويطلب منه ان يستسلم على يديه . شيخ الأزهر يفرح كثيراً , ويعتقد انه سينصر الأسلام أكثر من اي شخص آخر , حيث ستفهم على انه تمكن من أقناع ابليس , ووعده على اليوم التالي . الا ان شيخ الأزهر فكر مع نفسه كثيراً في هذا الأمر , وتوصل الى نتيجة تقول : اذا أسلم أبليس فماذا يبقى من الأسلام ؟ من الذي يذّكر بفضائل الدين الحنيف غير ابليس وأعماله ؟! ومن الذي يذّكر العراقيين بأنسانيتهم المعذبة غير البعث ودمويته , ومن الذي يشعر العراقيين بحريتهم غير تسلط البعث ونظام المقبور صدام , ومن الذي يفهم العراقيين بكونهم في الدرك الأسفل من الفقر والحرمان من ابسط انجازات الحضارة الأنسانية , وعليهم اعادة بناء انفسهم , من الذي يفهمهم غير التخلف والأنحطاط والتاريخ المشين لزعماء البعث .
لقد نسى ايتام النظام المقبور ان ابليس هو المعنى الوحيد لوجودهم , وسيختصر العراقيون كل اسماء الرذيلة بكلمة واحدة هي " البعث " , وسيضيفون بكل طوائفهم الى أدعيتهم لازمة تقول : اللهم العن البعثيين الصداميين ومن والاهم الى أبد الآبدين , آمين يا رب العالمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30