الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاجئون ام ضيوف ام مقيميين تعددت المعاناة والغربة واحدة

جاسم الصغير

2007 / 4 / 4
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


يدور الحديث في هذه الايام ليس في العراق وحده بل في دول كثيرة عن مأساة اللاجئيين العراقيين المقيميين في دول العالم الاخرى الذين اختاروا العيش هناك في الفترات الاخيرة مرغمين هربا من تردي الوضع الامني وتعرضهم الكثير منهم من الكفاءات العلمية الهامة في البلاد او مواطنين الى تهديدات بالقتل او الخطف من قبل جهات غامضة كثيرة مما اضطر هؤلاء الى اختيار العيش خارج البلاد حفاظا على حياتهم وحياة عوائلهم ان هذه المأساة الانسانية التي تحصل للعراقيين هي عبأ جديد يضاف الى اعبائهم التي لاتنتهي وامام ظهور هذه الظاهرة على جميع المستويات وحتى الدولية وقبل ما نناقش موقفهم منها يجدر بنا ان نسلط الاضواء على الطريقة والكيفية التي عالج بها المسؤولون ومؤسسات البلاد السياسية ممثلة بمجلس النواب العراقي وهي الجهات التي يفترض ان يتم معالجة من خلالها وان تسهر على ايجاد افضل السبل والمناخات للخروج بحلول لهذه الظاهرة الخطيرة التي اصبحت تضرب في النخاع مثلما يقال واول مايتبدر الى الذهن عند عرض الجلسة التي تم فيها طرح هذه المشكلة علىمجلس النواب في التلفزيون الوقوف من قبل اعضاء المجلس على طريقة التسمية او التوصيف الذي يجب ان يطلق على هؤلاء العراقيون المقيمون في هذه الدول فاحدهم اقترح تسميتهم بالمقيميين واخر اقترح تسميتهم بالضيوف ولااعرف بالتحديد ماالعبرة في الاختلاف في التسمية اكانت مقيميين ام ضيوف وماالذي سوف يتغير اذا اقررنا تلك التسمية ام هذه وهل هذا سيساهم في حل المشكلة لهؤلاء الذين تعبوا من السفر ومن النفي سواء كان اختياريا ام طوعيا وفي الحقيقة هذا يذكرنا وكما يذكر عالم الاجتماع العراقي الدكتورعلي الوردي في كتابه (منطق ابن خلدون) بالنقاش البيزنطي العقيم الذي جرى بين عدة اشخاص يدعون العلم والمعرفة اكثر من باقي افراد المجتمع ويستنكفون القيام بالعمل اليدوي الذي يقوم به باقي الناس في المجتمع لان منزلتهم العلمية التي يدعونها لاتسمح القيام بهذه الاعمال التي تمس هذه المنزلة وقد تحاور هؤلاء الاشخاص ذات مرة فيما بينهم عن عدد اسنان الحصان التي يمتلكها وكل واحد رقم يختلف عن الرقم الذي يذكره الشخص الاخر المشترك معه في هذا النقاش وقد احتد الكلام فيما بينهم واتهم كل واحد منهم الاخر بالجهل وهذا الحديث والوطيس والحدة في الكلام مع العلم ان الحصان كان موجودا بقربهم ولم يكلف أي احد منهم عناء القيام الذهاب الى هذا الحصان وعد اسنانه من غير انفعال ووصم الاخر بالجهل وانا اسرد هذه الحكاية كما قرأتها تذكرني بحال اعضاء البرلمان العراقي وهم يختلفون فيما ببينهم عن أي اصح من تسمية تطلق عليهم ضيوف ام مقيميين علما انهم موجودون في دول قريبة من العراق وفي حال يرثى لها اغلبهم ان لم نقول جميعهم ولم يكلف أي احد من هؤلاء النواب السفر الى هذه الدول لبحث شؤونهم مع مسؤولي هذه الدول وحتى ان ذهبوا وبحثوا ماالذي تغير بعد ذلك مجرد تطمينات ووعود بحلول وقتية ان معالجة هذه الظواهر ايها السادة يتطلب جهدا وطنيا صادقا في التوصل الى معالجة جذرية لهذه المشكلة التي اصبحت مقلقة للجميع وخاصة ان عدد اللاجئين العراقيين بدء يزداد يوم بعد يوم وهم يعانون اشد انواع الذل والهوان نتيجة للقلق الشديد الذي يعانون منه ان المطلوب من المسؤوليين العراقيين سواء كانوا اعضاء مجلس نواب ام مسؤولون في الدولة ان يتحركوا على هذا الملف بصورة اكثر فعالية وبسرعة وهل يحتاج لمن نذكر ان نقول ان الولايات المتحدة الامريكية قد ارسلت معاونة وزيرة الخارجية لها في جولة في الدول العربية لبحث شؤون اللاجئين العراقيين الموجودن فيها مع ان هؤلاء للاجئون هم عراقيون وليسوا امريكيين وهل يشكل هذ الامر مفارقة ام لا ان السياسي يجب ان يقوم بواجباته امام المواطنين على ادق صورة وباخلاص شديد ومن زاوية الذكرى فقط لاغير نقول ان الدكتور اياد علاوي اثناء شغله منصب رئيس الوزراء وعند بلوغه خبر تعرض العديد من العراقيين المقيمين في لبنان للاعتقال وبسبب انهم تجاوزوا على فترة الاقامة هناك ولم يبقى لديهم من الناحية المادية ما يستطيعون ان يجددوا الاقامة وسجن العديد منهم نرى الدكتور اياد علاوي لم يرسل مبعوثا منه بل قد سافر بنفسه وذهب الى لبنان وتباحث مع اعلى المسؤوليين هناك واثمرت مباحثاته عن اطلاق سراح هؤلاء العراقيين فورا بل وتسهيل عودتهم الى البلاد وبصورة كريمة وهذا هو ديدن المسؤول عندما يشعر بالمسؤولية الاخلاقية والوطنية عندما يستشعر بان هناك ثمة حيف او تجاوز على ابناء بلده وابرز ما في هذا التصرف هو التحرك السريع تجاهه وانهائه وليس مناقشته في البرلمان وهل نطلق عليه صفة كذا او صفة اخرى وماذا سيستفاد هؤلاء عند اطلاق أي توصيف على مأساتهم وعليهم ان هذه الظاهرة ومن خلالها يفترض بنا ان تتم الصحوة فينا جميعا من مسؤوليين ومواطنين تجاه طريقة معالجة ظواهر خطيرة في بنية المجتمع العراقي ولان الفترة المعاصرة التي يعيش فيها المواطنون هي فترة حساسة والمواطن بالاضافة الى مشكلة اللاجئين العراقين الي يعيش فيها هو او قريب او صديق له هو يعاني من مشاكل وتأزمات كثيرة ومن هنا المطالبة بان يتم تقدير حق المرحلة قدرها المناسب والمساهمة في تقليل اثار هذه الظواهر عليه وهذا هو واجب المسؤول في الدولة والا لماذا شغل منصبه وهو يعلم ان وضع الدولة العراقية والمشاكل التي فيها تحتاج الى جهود كثيرة لمعالجتها وفق طرق استثنائية ولكن اهمها قرب المسؤول من المواطن ومساهمته في حل مشاكله الحياتية وان الدولة ليس مهمتها فقط توفير الامن للمواطن مع اهمية ذلك طبعا ولكن توفير سبل العيش الرغيد له وكما عبر يوما المفكر فولتير عندما قال:
((ان الفرد ليس بحاجة الى من يحميه من السلطة فحسب وانما هو بحاجة ايضا الى من يكفل له تحسين ظروفه وتطوير قدراته ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين


.. بوتين: كيف ستكون ولايته الخامسة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد -بتعميق- الهجوم على رفح


.. أمال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار تبخرت بأقل من ساعة.. فما ه




.. بوتين يوجه باستخدام النووي قرب أوكرانيا .. والكرملين يوضح ال