الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورة تبديل مصادر القوة..الطائفية..

ثامر الدليمي

2007 / 4 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ضرورة تبديل مصادر القوة..الطائفية..
ان الانغلاق نحو ايديولوجيا البعث ابان الحكم الشمولي والدكتاتوري المباد جعل المجتمع العراقي مجتمعا جامدا بذهنيته غبر قابل على انتاج الثقافة الحره وخصوصا السياسية منها ولقد عرف علماء الانثروبولوجيا الثقافة بانها مجموعة من الافكار التي تنتج افعالا ممكن ان تصنع اشياء ممكن ان تكون مادية او رمزية.
لذا ظلت الافكار السياسية والحرة مخباة في حيز الممنوع لان منتجيها في داخل الوطن كانوا يخشون من اعلانها والبوح فيها حتى لاقرب الناس خوفا من بطش سلطان الزمان وزبانيته، كما ان الكثير من مثقفينا تحولوا الى اجراء لدى السلطة يفكرون بالنيابة عنها ويروجون لتطلعاتها ورغباتها وهم معذورون لان من يخالف تطاله واحده من قرارات مجلس قيادة الثوره والتي هي عباره عن مواد مطاطه لتهم جاهزه للقتل والاعدام ،كأن يوضع المتهم في تابوت ويسمر خشبه ومن ثم يقطع الى تلاث قطع وهو حي امام جمع من المثقفين والسجناء السياسيين!!!،ولكن من ناحية اخرى ونتيجة للافلاس السياسي للنظام و على المستوى القومي والاقليمي والدولي انفتح النظام في سنواته الاخيره نحو الانشطة الدينية كتلبية لضغوطات دينية من دول مجاورة، صورها صدام للعالم انها صحوة ضمير دينية بداها بحمله غلق الحانات والكثير من النوادي الليلية، ترافقها حمله لتبيض السجون اذا حفظ المحكومين من القتله والسراق والنهابين فقط القران الكريم او بعض السور الطوال عن ظهر قلب، حيث كان يطلق سراح هؤلاء وكانه بهذه الطريقة يطهرهم من الذنوب التي ارتكبوها .وتزامن مع كل هذا القيام بحملة توعية ايمانية روجت لها كل اجهزة السلطة مرفقة بوصايا القائد في التعامل بشتى مناحي الحياة ولا سيما ان القائد امر واحد من امهر الخطاطين بنسخ القران بدم سحب من جسمه وخلط بحبر خاص تم تصنيعه بمعمل الاحبار التابع للدوله... وكأن الشعب العراقي هو شعب شرير ماجن لايعرف حدود الله وكأن كل الذين سبقونا من الاجداد هم ليسوا بمسلمين!!!!!
لذا اصبح موروثنا الديني المتداول ملتزم بفكر القائد وصحوته الدينية المسرحية..ونظرا لهذه الاجواء المعبقة بالايمان الحكومي والحزبي المضحك وبالرقابة الصارمة والرقيب والممنوع التجا غالبية ابناء الوطن وخصوصا اولئك الذين لا نهج لهم ولا سيما الضائعين منهم نحو المحاضرات الدينية التي كانت تقام في اغلب الجوامع والمساجد والحسينيات وحسب توجيهات وزارة الاوقاف والشؤون الدينية واستنادا الى التعليمات الصادره من مكتب السيد نائب رئيس مجلس قيادة الثوره تنفيذا لامر القائد!!!
لذا صارت الكتب الدينية تباع بشكل اسرع بعدما كانت راكده في المكتبات وانتشرت النظريات الدينية الخاصة بالفقه والشريعة والتفسير وتمسك الكثير من الاميين والفقراء في الحمله الايمانية والتضرع لله سبحانه وتعالى في السر للخلاص من براثن القائد وفي العلن الدعاء والتمني له بطول العمر من اجل ان يستمر حكمه...ونتيجة لهذا كله بدات قوة جديده بزغت من خلف المنابر متمادية في تأصيل التطرف متذرعة في تلبيتها لنداء القائد من اجل النهوض في الحملة الايمانية ودعم مسيرتها،وبنفس الفتره اختفت كل الكتب التي تحمل الافكار السياسية القيمة و التي تعارض الفكر الجديدللقائد، وخصوصا اذا كانت تحمل افكارا سياسية تناقض ما جاء به صدام والبعث الجديد لان مروجي هذه الكتب ورواد قراءتها سيكونون حتما اعداء للنظام وعملاء لطرف ما..
وعند اختفاء القائد واركان حكمه وزبانيته بعد سقوطهم الشنيع والسريع،وانهيار البعث كليا حدث فراغ كبير على الساحة السياسية ،وخصوصا لم تكن توجد احزاب يفهمها المجتمع العراقي ويعرف اقطابها وبرامجها بشكل صريح وواضح لذا حصل ارباك مفتعل شاركت به جميع القوى الجديده سواء عن قصد او بغير قصد وطالبت بدستور سريع وانتخابات اسرع وبظل اجواء مكفهره ومتلبده بالعنف وانعدام الامن. لذا لجأ الغالبية من ابناء الشعب نحو الخطاب الديني كونه البديل الوحيد الذي يفهمونه في ظل هذه الاجواء والاجراءات المستعجلة ضنا منهم انه الطريق للخلاص من خطايا الماضي وبقاياه .ونظرا لسطحية وتطرف ما كان يلقى من تعاليم دينية في ظل النظام السابق ،تمسك كل طرف بمذهبه ،وبالتالي بطائفته، ونسى وطنيته ..وانتمائه للوطن ..[جهلا وليس تعمدا] ضنا منه بان طائفته هذه هي خير منظمة تدافع عنه امام قوات الاحتلال وتحفظ له حقوقه في الوضع الجدبد، وروج لهذا الخطاب من خلال المنابر الدينية وفي كل اوقات الصلاة وخخصوصا ايام الجمع منها ولعبت الاحزاب الدينية الدور الاساس للتروج لصالحها ولا سيما انها الوحيده التي تمتللك كل مقومات المبادره والنجاح لانها مدعومة باموال ضخمة من الخارج وتملك قاعده جاهزه تتكون من رواد الجوامع والمساجد والحسينيات والذين تزايدت اعدادهم نتيجة تفكيك الدوله وانتشار البطاله والتي تلتقي بهم طوال ساعات النهار بحكم اوقات الصلواة وبحكم معاونتهم للعوده للوضيفة او الحصول على عمل جديد او الحصول على قطعة ارض من تلك التي نهبت من الدوله المفككه وبيعت بسعر زهيد وباشراف رجال الدين..وناصرت مجتمعاتنا المحلية ونتيجة للجهل والاتكاء على مرتكز جديد القيادات الدينية والتي تحولت الى طائفية في ليلة وضحاها من اجل انجاح الحملات الانتخابية فمنهم من كان يعرض مظلوميته ومنهم من كان يطالب بالتماسك من اجل طائفته ومقاومة كل خطر جديد وعلى هذه الانغام الناعمة والعاطفية خدع الاغلبية بسرعة و تكون لدينا مجتمع طائفي معبا بقكر طائفي بغيض ناسخا التجربة البعثية ولكن هذه المره ببعد ديني وقياداة دينية استولت على مواطن القوه لاغية كل مفهوم للمواطنه والوطنية لا تفكر الا بمصلحتها ومصلحة طائفتها..
لذا اندفع المجتمع العراقي وبشكل محموم نحو الموروث الديني [الهجين] اساسا مابين التطرف في السياسة والتطرف المذهب والخرافة والمصلحة النفعية!!!. وهذا الاختلاف الى حد التناقض الصارخ قد جر الغالبية العظمى من ابناء الوطن نحو صراع طائفي قاتل تجاوز الحد المعقول.وصار كل فعل في المجتمع العراقي في الحقيقة هو ممارسة لقوى دينية مسيسة مذهبيا تتكأ على طائفتها..لذا انتشرت بسرعة التنظيمات الطائفية بحيث اصبحت نسقا اجتماعيا اذ لا تخلو بلده من بلدات العراق من تأثير هذه القوى المذهبية والتي ادى ظهورها الى انتكاسة خطيره في العملية السياسية..فبعد مرور اربع سنوات من التغيير في العراق صارت القوة سواء على المستوى القومي والمحلي مركزه بيد جماعة واحده ،وان تنافرت فيما بينها فهي تسيطر على مصادر القوة داخل المجتمع، وتلعب دورا في كافة المجالات، وتؤثر على كافة القرارات التي تتخذ في كل منها .وان قوة هذه الجماعات في الحقيقة هي في راس هرم تتركز القوة في قمته وفي ايدي جماعة صغيره تمارس القوه على من دونهم، اي اولئك الذين لا يتمتعون باي امتيازات للقوة ويخضعون لسيطرة من هم فوقهم[وهم خوشية المرحلة.الميليشيات].
صحيح انه هناك قوى سياسية متعدده اخرى لكنها ذات تاثير بسيط لانها اصغر حجما رغم نشاطها الملحوظ، كما ان كل منها يتسابق من اجل الحصول على اكبر قدر من المكاسب، وان هذه الجماعات الصغيره يمكن ان تكبر وتسيطر اذا فهما الشارع العراقي ولقيت دعما من المجتمع،لكنها في الوقت الحاضر ستبقى ضعيفة لانها معارضة للقوى المهيمنه كما انها في الاساس تعتمد على دعم جماعات قوة القمة في وهذه تبادلها الاعتماد تحسبا للطارء كي تتكيء عليها عند حدوث التخلخل في التوازانات الطائفية والاجتماعية والسياسية...
اذن لابد من بناء قوة جديدة تحمل خطابا سياسيا مختلفا بنصوصه متوجه نحو التوحيد،متجردا من الخطاب الديني والمذهبي وكذلك القومي المتطرف..لذا لايجب ان لاينعت شيعة العراق بالفرس وكذلك لايجب ربط السنه بالارهاب كما لا يجب وضع اشقائنا الكورد في خانة الانفصاليين..وان من يكرس خطابه لهذه النصوص في الحقيقة هو الذي يجب ان يحارب ويهزم لانه هو الدخيل الذي يضمر سوءا لابرز مكونات الشعب العراقي وهم هؤلاء اهل العراق الحقيقيين الباقين رغم كل شي حصل في الماضي من ماسي واحزان وانتكاسات وهم الذين سيبقون الان وفي المستقبل رغم انف الحاقدين وان مروجيهذه النصوص هم ليسوا سوى عملاء مأجورين وسيفضحون عاجلا ام اجلا وعندها سيزاحون من كراسيهم وتصبح خاوية..ان هؤلاء هم قوى القهر الداخلي الحقيقيين الذين لا يختلفون بخطابهم عن قوى الارهاب وقوى القهر الخارجي..
ان تنظيم القاعده الارهابي ومن يسير بركبه من التكفيريين والمتطرفين او غيرهم يجب ان يكفوا ويغادروا العراق، لانهم لم يفيدوا شعب العراق وانما جعلوهم ضحايا لعدوانيتهم الشريره، انهم لايريدون تحرير العراق،، كما يدعون من قوات التحالف ،،انما يرغبون ببقائها هم ومن يسير بركبهم الوحيدون الذين اعطوا المبرر لتواجد هذه القوات على الارض العراقية ،،واصبح هذا الراي راي دوليا وليس محليا كون حرب العراق في الحقيقة صارت ورطة لكل من امريكا وبريطانيا وانعكس هذا التورط جليا على السياسة الداخلية للبلدين كما ان هناك ضغطا دوليا يطالب بانهاء التواجد على الارض العراقية وبصراحة ووضوح ان من يتمسك الان ببقاء القوات بوضعها الحالى هو فقط من له مصالح متبادله مع دول اقليمية وخصوصا تلك التي تتعارض مع الخطاب الامريكي لذا وجهوا قوى الارهاب لمشاغلة امريكا على ارض العراق ليتسنى لهم الحصول على مخرج من مجابهة محتمله ما دام الرئيس بوش المختلف معهم في فترة حكمه التي قاربت على الانتهاء.......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح 300 ألف من رفح.. واشتباكات ضارية بين القوات الإسرائيلية


.. لا تنسيق مع إسرائيل بمعبر رفح.. القاهرة تعتبر اتفاقية السلام




.. السير نحو المجهول.. مأساة تهجير جديدة تنتظر نازحي رفح الفلسط


.. الخلافات تشعل إسرائيل..غضب داخل الجيش الإسرائيلي من نتنياهو




.. موكب أمني لحماية المغنية الإسرائيلية -إيدن جولان-.. والسبب -