الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غوار الطوشي في النجف !

سهر العامري

2007 / 4 / 5
كتابات ساخرة


إرتد آخر مقلب قام به أحمد الجلبي عليه بعد أن قام هو بزيارة قبل أيام قليلة من الآن الى المراجع العظام في النجف ، كما سماهم هو ، وتشرف بزيارتهم ، وتناول معهم أخر المستجدات السياسية على الساحة العراقية ، وبعد خروجه أدلى بتصريح تضمن ( مقلبا ) جديدا من مقالبه المعروفة ، والتي طالما ارتدت عليه ، وجلبت له الهم والألم ، مثلما جرت العادة على ذلك .
لقد كان أشهر مقلبين قام بهما الجلبي ، وارتدا عليه قبل مقلبه الجديد الذي سأأتي عليه هنا ، هما تقديم معلومات كاذبة لوزارة الدفاع الأمريكية عن قدرات صدام التسليحية ، وتوريط إبراهيم الإشيقر ، رئيس الوزراء المنصرف ، وذلك باصطحابه في زيارة الى تركيا من أجل إثارة الحزبين الكرديين شريكي إبراهيم الإشيقر في حكومة الاحتلال الثالثة ، وذلك بعد أن أبدى ممثلو الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني معارضة قوية في إعادة تنصيب إبراهيم الإشيقر مرة ثانية في منصب رئيس الوزراء ، وبعد أن كانت هذه الإعادة مرفوضة أصلا من قبل قوات الاحتلال ، والحكومة الأمريكية ، وبما فيها الرئيس جورج بوش الذي لم يعجبه الإشيقر من أول لقاء له به ، كما صرح الرئيس الأمريكي نفسه بذلك .
من وراء هذين (المقلبين) لم يحصل الجلبي أو غوار الطوشي كما يلقبه العراقيون على أي كسب سياسي ، أو منصب من مناصب الدولة ، اللهم إلا ذلك المنظر المزيف الذي ظهر به مصليا مع نفر من المصلين في مدينة الثورة ، وساعتها رددت الناس في العراق قائلة : لقد تاب الجلبي توبة ابن آوى ، وصار يؤم المسلمين من الشيعة أمام عدسات التلفزيون بعد أن قام بانجاز عظيم ! تمثل بإعادة المساجد المسلوبة لأهلها ، هذا بعد أن أصبح هو المسؤول عن اللجان الشعبية الداعمة لخطة أمن بغداد التي تفاقمت معها العمليات العسكرية والإرهابية ، مثلما يردد أهل بغداد ذلك اليوم ، فالحرب الطائفية الضروس لازالت مستعرة الأوار منذ أن صفق لها الجلبي طويلا ، وذلك بمقلبه الذي حوّل به ملايين الشيعة في العراق الى تجمع طائفي عبر إئتلاف أدعى الجلبي بأنه هو من قام بتشكيله ، والذي صار فيما بعد عنوانا من عناوين التمزق الطائفي الذي سعى إليه أصحابه ، وبمباركة قوية من السستاني والحكم في إيران الإسلامية ! هو ذات الائتلاف الذي تفوقت عليه بنت العراق ، شذا حسون ، بأربعة ملايين صوت ، ومن مختلف الأديان والمذاهب ، والقوميات العراقية ، وبطريقة خالية من التزوير والغش والنفاق ، مثلما تفوقت هي على كل الأحزاب والكتل البرلمانية الأخرى ، فقد كان مجموع ما حصلت عليه شذا تعدى عشرة ملايين صوت ، سبعة منهم من داخل العراق ، وثلاثة من خارجه ، وقد كان كاتب هذه الحروف واحدا منهم .
ولكن رغم مقلب الائتلاف ذاك الذي سعى له الجلبي إليه بقدمه فقد تمّ طرده منه في أخر المطاف شر طردة ، وبذلك فقد ارتد عليه مقلبه هذا ، وبذات الطريقة التي ارتدت مقالب غوار الطوشي عليه .
قلت فيما مضى من سطور إن الجلبي قد تسلم وظيفة جديد ، بالإضافة الى وظيفته في هيئة اجتثاث البعث الذي عينه فيها حاكم العراق الأمريكي الفاشل ، بول بريمر ، وهي وظيفة لا تعدو عن كونها مراقب بلدية ، مثلما يسميها الناس في العراق ، ولكن حدث ما لم يكن في حسبان الجلبي نفسه ، وذلك حين حل به خبر المفاجأة التي صممها الأمريكان ، وقام بأدائها كل من رئيس الجمهورية في العراق ، ورئيس الوزراء ، تلك المفاجأة التي تمثلت بتقديم قانون المساءلة والعدالة الى البرلمان في العراق من أجل إقراره عوضا عن هيئة اجتثاث البعث التي يديرها الجلبي نفسه . وهنا ثارت ثائرة الجلبي ، ووجد أن أمريكا والآخرين من العراقيين يريدون تجريده من آخر وظيفة تبقت لديه ، تلك الوظيفة التي بطش من خلالها بآلاف من الأسر العراقية ، وعرض أربابها للموت بعد أن قطعت عنهم رواتبهم ومصادر رزقهم ، ودليل على ذلك أقول : إنني أعرف رب أسرة ، معلما ، من أهالي مدينة الناصرية قد مات من الجوع بسبب حرمانه من راتبه الشهري على مدى أربع سنوات ، وبسبب كذلك من نفاذ كل مدخراته الشخصية بما فيها أثاث بيته ، وذلك بعد أن تم طرده من وظيفته ، لأنه في موقع متقدم من حزب البعث المنحل ، وهذا ما يتماشى مع قرارات هيئة الجلبى الخاصة بطرد البعثيين من وظائفهم ، ورميهم في شوارع المدن العراقية ، هم وأسرهم ، ولمعرفتي الشخصية بالشخص المذكور أقول : إنه كان على خلاف دائم مع حزب البعث رغم كونه بعثيا ، منتميا لذلك الحزب منذ أواخر الخمسينيات من القرن المنصرم ، ولكنه قد ترك الحزب بعد ذلك ، وثم أجبر على العودة إليه ثانية زمن صدام شأنه في ذلك شأن آلاف من البعثيين العراقيين الذين انضموا الى صفوف حزب البعث إكراها أو طمعا ، وليس طوعا .
المعروف عند العراقيين ، وفي حالات الاحتراب السياسي ، وحين يطرد أحد من وظيفته في ظل هذا الاحتراب ، تقوم الدول العراقية بصرف نصف راتب لذلك الموظف ، والى أن تتم تسوية قضيته ، فلماذا لجأ الجلبي الى هذه الحرب القذرة ؟ وهو يعلم أن الكثير من العراقيين قد انضموا أو تعاونوا مع حزب البعث ليس لرغبة ، وإنما لخوف من النظام أو طمعا بمغنم منه ، والجلبي واحد من هؤلاء الذين تعاون مع صدام طمعا بالأموال التي كان يحصل عليها منه ، واختلف معه بعد أن جفت ينابيع الدولارات في خزائن النظام على إثر الحرب مع إيران ، وقضية بنك البتراء لازالت معلقة للآن بانتظار أن يجيب الجلبي عن التهم الموجه له بموجب تلك القضية .
بعد تقديم قانون المساءلة والعدالة الى البرلمان قلت : ثارت ثائرة الجلبي ، فبادر الى إصدار مذكرة يوضح فيها خطل هذا القانون ، وعدم قسوته في إنزال العقوبات الشديدة بالبعثيين العراقيين ، وذلك في حرمانهم من الوظائف المهمة في الدولة العراقية حتى ولو لم يرتكبوا جريمة تذكر ، وكأن البعثيين في العراق ليس من الشعب العراقي ، وكأن العراقيين ، بحسب رأي الجلبي ، هم أولئك الذين انحدروا من أصول تركية أو إيرانية ، أو أن الجلبي في مسعاه هذا ينفذ مخططا رسمته له المخابرات الإيرانية أيام خلواتها به ، هناك على شواطئ بحر قزوين ، حيث يتواجد أل فروزنده من الايرانيين في هذه الوظيفة في زمن (السافاك) أيام الشاه المقبور ، أو في زمن (اطلاعات) أيام ولي الفقيه .
لم تنفع الجلبي مذكرته البائسة تلك ، فلجأ الى (مقلب) جديد ، وبنصيحة من أصدقائه الإيرانيين رغم أنهم ينظرون له بعين من الريبة والشك ، توجه الى آيات الله العظام ، فقام بزيارة أية الله الفياض الأفغاني ، وبشير النجفي الباكستاني ، والسستاني الإيراني ، وأراد توريطهم جميعا في مقلبه الجديد هذه المرة ، بعد أن أقفل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بابيهما بوجه على ما يبدو ، وذلك لأن أمر قانون المساءلة والعدالة هو أمر أمريكي يصب في الخطة الأمريكية التي تحاول احتواء العنف فيما يسمى بالمصالحة الوطنية .
لقد طمع غوار الطوشي ( الجلبي ) بتصريح من السستاني يؤيد فيه مسعاه بالإبقاء على هيئة اجتثاث البعث ، مع علمه الأكيد أن السستاني لم يعد له ذاك البريق الذي نفخت أمريكا بصورته كثيرا وقت أن وطأت أقدام جندها أرض العراق الطاهرة ، خاصة بعد الملاحظة التي تركها بول بريمر في كتابه : سنتي في العراق ، والتي كشف فيه أن السستاني يفضل الاتصال بالأمريكان عن طريق الرسائل ، التي وصله منها ثلاثون رسالة ، بدلا من الاتصال المباشر الذي كان الأمريكان يفضلونه .
بعد خروجه من دار السستاني صرح الجلبي قائلا : إن السستاني يرفض عودة البعثيين الى المناصب المهمة في الدولة ، ويبدو أن الجلبي تصور أن العراق هو إيران ، وأن السستاني هو ولي فقيه ، علي خامنئي ، ولكن بعد ساعات من التصريح الكاذب للجلبي ذاك حملت وكالات الأخبار التكذيب التالي عن السستاني لما صرح به غوار الطوشي : ( أكد السيد حامد الخفاف المتحدث الرسمي باسم السيد على السيستاني أن ما نقل عن السيستاني من أنه يعارض قانون اجتثاث البعث الجديد غير صحيح و أكد الخفاف بأن أي تصريح غير صادر عن مكتب السيستاني ولا يحمل ختمه و توقيعه ، لا يعبر عن مواقف المرجعية الشيعية التي تؤكد دائما على أن نواب الشعب العراقي هم المخولون برفض أو قبول أي قانون.)
ومثلما ارتدت مقالب الجلبي من قبل عليه ارتد مقلبه الجديد هذه المرة عليه كذلك ، ولكن بشكل فاضح لا لبس به ، وكأن السستاني يريد أن يقول للجلبي لا تأتِ للنجف ثانية ، وإن أتيت فلا تأتِ الى داري يا طوشي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي